التيار الصدري ينتقد الدعوة لتعليق المظاهرات.. ويطالب بتغيير وزاري

انتقد ضياء الأسدي رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري رئيس كتلة الأحرار النيابية دعوة الحكومة للتيار الصدري بتعليق التظاهرات التي دعا إلى تنظيمها غدا الجمعة بدعوى أن مثل هذه المظاهرات تتسبب في تشتيت الجهد الأمني، وشدد على أن “هدفها الوحيد هو رفع مطالب الجماهير العراقية بالإصلاح وإقالة المفسدين”.
وأكد أن تياره يقر بأن “الأولوية الرئيسية الآن هي للوضع الأمني”، ولكنه يرى مع ذلك أن “الفساد الذي هيمن على مؤسسات الدولة نتيجة لمبدأ المحاصصة هو الذي سهل اختراق داعش وكافة الإرهابين لوطننا، وبالتالي فإن مكافحة الفساد هي عنوان رئيسي في هزيمة داعش“.
وشدد على التزام التيار بأن تكون “التظاهرات سلمية وعلى قدر كبير جداً من التنظيم والانضباط”.
وأضاف “لم يقل أحد إننا سننصرف عن قتال داعش وننشغل بتصحيح مسار العملية السياسية أو إعادة بناء مؤسسات الدولة فقط … نحن نقول فليسر الهدفان في ذات التوقيت: نقاتل داعش على جبهات القتال ونحرر مدننا من إجرامهم وفي نفس الوقت نبذل جهوداً سياسية … فالسياسيون ليسوا هم من يقاتلون ويحررون المدن، فلماذا لا يكون لهم دور مواز لدور الجنود على الجبهات عبر إصلاح العملية السياسية”.
وبالرغم من إقرار الأسدي بأن مظاهرات سابقة للتيار شهدت عدة تجاوزات كان أبرزها اختراق المنطقة الخضراء ومقر البرلمان، فقد اعتبر أن “ما حدث انفعالات بسيطة من جماهير غاضبة اقتحمت مكانا حكومياً تعتقد أنه مقصر في أداء مهامه”.
وقال “لقد شدد المتظاهرون هذه المرة على رغبتهم في عدم الدخول للمنطقة الخضراء وقالوا إن تظاهراتهم ستكون بساحة التحرير التي تبعد عن المنطقة الخضراء بأكثر من ثلاثة كيلومترات تقريباً … ومع وجود الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش لن يكون هناك أي تجاوز”.
وجدد الأسدي تأكيده على أنه لا توجد لدى تياره أية “نية لإلغاء أو لتأجيل تظاهرات الغد”، مشددا على أن “التظاهرات قرار ومطلب جماهيري لا يمكن لأحد أن يقف في وجهه … والدستور العراقي وحقوق الإنسان كفلا حق التظاهر للأفراد متى شاءوا شريطة الالتزام بالقانون وهو ما نؤكد عليه منذ دعوة السيد مقتدى الصدر للمظاهرة يوم الاثنين الماضي”.
وحول ما إذا كان التيار الصدري قد وضع بالفعل قائمة محددة من الشخصيات سيطالب بإقالتها عبر تظاهرات الغد، أجاب الأسدي :”نطالب بتغيير التشكيلة الوزارية الراهنة فقط بالوقت الحالي”.
واستطرد :”نحن نطالب بتصحيح مسار العملية السياسية التي هيمن عليها الفساد الذي أوجده نظام المحاصصة، وبالتالي يجب إنهاء هذا الوضع عبر إقالة الوزراء الحاليين الذين تم اختيارهم على أساس حزبي وتكليف غيرهم على أساس مهني صرف … حتى لا يكون الوزراء تحت سيطرة الأحزاب والكتل السياسية التي أتت بهم للسلطة ويتحركون وفق أجنداتهم وبرامجهم، وليكونوا تحت سيطرة الدولة وبرنامجها الوطني”.
وأردف :”هذا لا يعني أننا لا نرصد خللا في السلطة القضائية أو التشريعية، ولكننا نرى أن السلطة التنفيذية هي الهدف الأول الذي يجب أن نبدأ به”.
وحول موقف التيار حاليا من رئيس الحكومة حيدر العبادي، قال الأسدي :”في الوقت الحالي نقول إنه ليس هناك من داع لتغيير العبادي، لأن هذا الأمر سيتسبب بالمزيد من الإرباك السياسي وسيكلفنا الكثير من الوقت من المشاورات والمفاوضات بين الكتل السياسية لاختيار مرشح جديد كما حدث بكل تجاربنا السابقة”.
وأضاف :”لنغير الوزراء فقط في هذه المرحلة، ثم بعد ذلك نختبر التشكيلة الجديدة بوجود العبادي، فإن تمكن من أداء دوره فسيتم دعم تلك الحكومة … ولكن إن أخفق في مهمته وتطبيق برنامجه فسنغيره”.
واستنكر الأسدي ما يقال بشأن أن مطالبة تياره بإقالة وتغيير الوزراء هدفها الرئيسي الدفع باتجاه اختيار شخصيات من التيار لتحل محل المقالين، مشددا على أن “الجميع في التيار زاهد تماما في السلطة في هذه المرحلة”.
ونفى الأسدي في هذا الإطار ما تردد عن عرض العبادي على التيار الصدري تقديم شخصية من قبله لتحل محل وزير الداخلية الذي أقيل على إثر حادث الكرادة، وقال “هذا لم يحدث لأن العبادي وجميع الشركاء السياسيين يعرفون أننا سنرفض، فوزراؤنا أصلا في الحكومة قدموا استقالاتهم بشكل كامل”.
واستبعد الأسدي أن يكون هدف الاستعراض العسكري الذي جرى صباح اليوم الخميس بساحة التحرير بمشاركة قطعات الجيش والحشد الشعبي، وفي غياب سرايا السلام التابعة للتيار، هو استعراض للقوة من قبل الحكومة توجهه لتياره قبيل قيامه بتظاهراته يوم غد.
وقال “لا أعتقد أن الحكومة يمكن أن تتصرف بهذه الطريقة: تجمع الحشد الشعبي والجيش للرد على تظاهراتنا … لا أفهم في الواقع سبب الاستعراض العسكري، ربما يكون سببه إحياء ذكرى سقوط الملكية وقيام الجمهورية، ولكنه على أية حال لن يؤثر على التظاهرة ولا على معنويات عناصر سرايا السلام لأنهم يرون أنفسهم أبناء العراق المدافعين عنه”.
واعتبر الأسدي أن بعض التحليلات جانبت الصواب كثيرا في تفسيرها لظهور الصدر بالزي العسكري وترديدها أنه يحمل دلالات لمواجهة قريبة مع السلطة، وقال “نحن أردنا توصيل رسالة معينة وهي أن التيار الصدري مستعد لتقديم الدعم إلى الجيش العراقي وباقي القوى الأمنية ومستعد للتضحية والمساهمة مع الحكومة في حماية العاصمة أو أي محافظة والدفاع عنها”.
وحول رؤيته لما أنجزته المظاهرات التي نظمها التيار على مدار عام تقريبا، قال :”التظاهرات وسيلة تنبيه مستمر للجماهير وصانعي القرار السياسي بأن هناك مبدأ خاطئ تسير عليه العملية السياسية ولابد من تغييره وإلا تعرضت البلاد لخطر كبير … المظاهرات تهدف إلى أن يدرك الجميع أن هناك غضبا وسخطا شعبيا آخذ في النمو والتزايد بشكل مقلق”.
ولفت الأسدي إلى أن هذه التظاهرات تحمل بوادر ائتلاف جديد عابر للطائفية يقوده تياره، موضحا :”التيار الصدري، وهو ينتمي لمرجعية دينية ذات طابع عقائدي وإسلامي ويتمتع بجماهيرية واسعة، يتحالف الآن مع التيار المدني العلماني من أجل تشكيل دولة مدنية وحكومة وطنية، وينصرف تماما عن فكرة إقامة دولة دينية، وهذا أمر غير مسبوق في كل الفترات العراقية السابقة وتطور في الحياة السياسية”.
وتوقع رئيس كتلة الأحرار أن تحظى تظاهرات الغد بمشاركة “واسعة جدا، خاصة أن هناك دعوة لمشاركة أبناء كافة المحافظات، وخاصة أيضا مع وجود السيد الصدر بالعاصمة”.
وأشار إلى أن “معظم المتظاهرين أو الجانب الأكبر منهم سيكونون من أبناء التيار الصدري، مع مشاركة قوى أخرى كالتيار الوطني وقوى عشائرية وكتل وأحزاب من غير الممثلة بالحكومة والسلطة، وأيضا ممثلين عن كتل سياسية لديها مشاركة بالسلطة ولكنهم غير راضين عن الأداء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *