وسط الضجة المثارة حول تنظيم داعش ودعوة الولايات المتحدة الى اقامة تحالف دولي لمحاربة هذا التنظيم استولى الحوثيين الموالين لايران على العاصمة صنعاء ورغم خطورة هذا الحدث على امن السعودية والتي تعد الحليف الرئيسي للولايات المتحدة نظرا لوجود جماعات شيعية في المنطقة الجنوبية وعلى امن مصر نظرا لتحكم اليمن في مضيق باب المندب فان الولايات المتحدة ظلت صامتة تجاه ما حدث وهو الامر الذي كشف ابعاد المؤامرة الامريكية – الايرانية على امن المنطقة والتي بدأت منذ سنوات عديدة وعقب الاحتلال الامريكي للعراق حيث استغلت ايران حالة الفوضى التي انتابت العراق عقب الاحنلال الامريكي لها وادخلت ما يزيد عن 600 الف عراقي من اصل ايراني كانوا لاجئين اليها في عصر صدام حسين كما شكلت ميلشيات شيعية لتصفية السنة ومساومة الولايات المتحدة على جنودها مقابل سكوتها عن البرنامج النووي الايراني والذي اوشك على نهايته ومنذ تلك اللحظة بدأت لعبة المساومات والاتفاقات السرية بين الولايات المتحدة واسرائيل وايران على اقتسام المنطقة بعد ان ادركت الدول الثلاث ان ضرب ايران وتدمير قدراتها النووية اصبح شبه مستحيل وانه من الافضل بالنسبة للدول الثلاث اقتسام المنطقة واصبحنا امام اتفاقية سايكس بيكو جديدة اطرافها تلك المرة الولايات المتحدة واسرائيل وايران وهو ما تجلى في اطلاق يد ايران في اليمن وسوريا والبحرين مقابل سكوت ايران عما يحدث في فلسطين ورغم التصريحات النارية الايرانية عن استعداد ايران لتدمير اسرائيل إلا ان تلك التصريحات اختفت اثناء الحرب الاسرائيلية على غزة وكأن الامر لا يعنيها ورغم وضوح هذا المخطط الشيطاني فأن العرب انجرفوا بقصد او بدون قصد في هذا المخطط الشيطاني وشاركت قوات من السعودية والامارات والاردن في الحملة الامريكية على داعش والذي تحوم الشبهات حول توجيهاته والدول التي تقف وراءه إلا انه بات مؤكدا ان هذا التنظيم صنيعة الولايات المتحدة استخدمته كفزاعة جديدة ضد المنطقة بصفة عامة والخليج بصفة خاصة لنهب ثروات المنطقة وتنفيذ الاجندة الامريكية والاسرائيلية وفي ظل اتضاح هذا المخطط الشيطاني فأننا مطالبون كأمة عربية ان نعيد تقييم مواقفنا لانقاذ ما يمكن انقاذه واصبح تشكيل جيش عربي موحد وتكتل اقتصادي عربي ضرورة قصوى لانقاذ المنطقة العربية من كل المؤامرات التي تحاك ضدها وبدون ذلك فأننا مقدمون لا محالة على سايكس بيكو جديد يقسم فيها المقسم ويهدد حاضر الامة ومستقبلها بأفدح الاخطار .