قال المؤتمر الوطني العام، المنتهية ولايته، إن الأمم المتحدة “تماطل” بالتدخل لحل أزمة ليبيا، مناشداً المنظمة الأممية بفرض “وقف فوري لإطلاق النار” غداة تقدم كبير لقوات الجيش الوطني الليبي نحو العاصمة طرابلس.
وأوضح صالح المخزوم نائب رئيس المؤتمر ورئيس لجنة الحوار المشاركة في المباحثات الجارية في منتجع الصخيرات جنوب الرباط في تصريح لـ”العربية.نت”: لقد طلبنا من الأمم المتحدة فرض وقف لإطلاق النار وسعينا مراراً لكي تضغط على الطرف الآخر للقبول بقرار كهذا، وأن يقف هذا العدوان الداخلي والخارجي وقصف المطارات المدنية، بهدف تعطيل الحوار، على حد قوله .
وأضاف المخزوم “ما نلاحظه هو المماطلة والتعطيل (..) لقد رفضت الأمم المتحدة حتى التهديد بإمكانية سحب الاعتراف الدولي بهم، وهذا ما أدى إلى التعنت في مواقفهم”.
واعتبر رئيس وفد المؤتمر العام (البرلمان السابق) الذي ينظر إليه على أنه الذراع السياسية لميليشيات فجر ليبيا أن “الطرف الآخر يرفض الجلوس معنا على طاولة الخوار وجها لوجه”.
في السياق ذاته، ناشد صالح المخزوم العاهل المغربي الملك محمد السادس التدخل لإنقاذ مفاوضات السلام التي يستضيفها المغرب وترعاها الأمم المتحدة .
ودخلت هذه المفاوضات في مأزق بسبب التباين الشديد في رؤية طرفي الصراع الدموي للحل السياسي والتصعيد العسكري الذي بلغ ذروته في غارات جوية متبادلة شنتها قوات تابعة للطرفين .
وقال المخزوم “نحن نأمل ونتطلع إلى أن يتواصل الملك محمد السادس مع جميع الأطراف، وأن يتدخل شخصيا لوقف إراقة الدماء في ليبيا نظرا لمكانته لدى الجميع”.
وفيما اعتبرت الأمم المتحدة أن التصعيد العسكري قد يقوض جهود التسوية السياسية للصراع الليبي بالإضافة إلى تدميره لما تبقى من بنى تحتية ومرافق حيوية في ليبيا اختلف القادة الليبيون المشاركون في الحوار حول التطورات العسكرية المتسارعة في بلادهم .
وقال فتحي باشغا النائب عن مدينة مصراته في البرلمان المعترف به دولياً والذي يقاطع الجلسات في طبرق “يريدون إفشال المفاوضات عبر هذا التحرك العسكري ولن ينجحوا في ذلك”.
في المقابل، يرى ممثلو البرلمان الليبي في المفاوضات أن “ما يخص الجيش من هذا التصعيد يأتي ردا على استفزازات وهجمات”.
وقال بوبكر بعيرة عضو لجنة الحوار “المسار العسكري منفصل عن المسار السياسي التفاوضي لكن هذه الأعمال مربوطة بتطورات ميدانية الجيش يدافع عن الشرعية”.
وأبدى مراقبون للشأن الليبي خشيتهم من انهيار مباحثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في المغرب إذا ما استمر التصعيد العسكري .
ويعتقد أن هذا التصعيد له علاقة برغبة طرفي الصراع الدامي في تعزيز موقفيهما التفاوضي قبل التوقيع على اتفاق، لن يتم من دون “تنازلات مؤلمة” من الطرفين حسب المراقبين.