تقرير عن ندوة ” المجزرة الكبرى بحق السجناء السياسيين عام 1988، كبرى جريمة للملالي لم تتم مقاضاتها في ذكراها الـ 28”

وفي مستهل هذه الندوة استذكر الدكتور سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الجريمة الكبرى بحق السجناء السياسيين في إيران عام 1988 على يد جلادي نظام ولاية الفقيه بعد اشارته إلى الحملات القائمة حاليا من النشاطات والإعتصامات والاضراب عن الطعام في مختلف بلدان العالم من قبل الجالية الإيرانية ومؤيدي المقاومة الإيرانية احتجاجًا على موجة الإعدامات في إيران قائلا: « هذا العام فؤجئنا بنشر شريط صوتي عن محضر لقاء حصل بين المرحوم آية الله منتظري وبين اعضاء لجنة الموت الرئيسية التي كانت تعمل في طهران واصدرت هذه اللجنة قرارات بإعدام الآلاف من السجناء السياسيين من المجاهدين.  فكشف محضر اللقاء هذا له اهمية خاصة…. هناك عدة مواضيع يمكننا الخوض غمارها ومنها مناقشة عدد السجناء الذين تم إعدامهم في هذه المجزرة او الضالعين والمتورطين فيها. على سبيل المثال من المضحك المبكي هو الملا مصطفى بورمحمدي الذي كان احد اعضاء لجنة الموت في طهران، وهو الآن يشغل وزير العدل! في حكومة روحاني … ووصولا إلىٴ أنه لماذا خميني أصدر مثل هذا القرار … لأن خميني عندما استشعر انه سيفشل في الحرب ( العراقية -الإيرانية ) قرّر اعدام جميع المجاهدين المتبقيين في سجونه ثأرًا منهم .. وكما ورد في محضر اللقاء الذي حصل بين منتظري وبين اعضاء في لجنة الموت والذي تم الكشف عن محضر هذا اللقاء مؤخرًا، هناك حديث حيث يقول منتظري ان وزارة المخابرات خطّطت لهذه المجازرقبل ذلك بأشهر كما ان أحمد خميني، ابن خميني الذي مات بعد خميني، هو ايضا كان لديه قرار وكان يعتقد بإعدام جميع المجاهدين سواء أكانوا من الإعضاء اوالمؤيدين او من الذين كانوا قد قرأوا كتابًا او صحيفة من صحف مجاهدي خلق فيجب إعدام جميعهم. اقصد بذلك بان هذه الفكرة كانت فكرة موجودة لدى النظام ولكن خميني بشكل محدّد لما شعر بأنه سيخسر الحرب أخذ هذا القرار. وفي منطق خميني خسارة الحرب تعني بان خميني سيهزم نهائيا لانه كان الأمر معروفا بان خميني كان قد خطط لاسقاط الحكم العراقي آنذاك والسيطرة على العراق ومن ثم التقدم نحو البلدان العربية والإسلامية ومتابعة احلامه التوسعية. فلما شعر بانه لا يستطيع التقدم في خطوته الأولى فقد شعر بالهزيمة النهائية في حياته فعنذاك قرر إعدام جميع المجاهدين المتبقيين في السجون ثأرًا منهم.»
 واضاف الدكتور زاهدي: لكن هناك جانب قليلا ما تحدث عنه الباحثون وهو قضية ”عزل منتظري” من سدة الحكم. معروف ان آية الله منتظري كان الرجل الثاني في النظام، وهذا الامر كان واضحاً وكان هو الخليفة المعين لخميني. وقد كان نظام الملالي وخميني نفسه قد راهن على هذا الرجل لأن يصبح خليفة له بعد موته. وقد كانت هذه العملية مستمرة منذ تسعة اعوام ليلاً ونهارا اي من عام 1979 إلى 1988. وكان له دور ويتدخل في القضايا من هذا الموقع وكان يحتل هذا المنصب بشكل رسمي.» واكد زاهدي بان خلفية علاقة منتظري بخميني تعود إلى قبل خمسين عاما  من هذا التاريخ عندما كانا طالبان في الحوزة العلمية بمدينة قم. المهم ان منتظري عندما شاهد هذه المجازر فانه خاف من مصير النظام وبأن مراهنته على ” النظام الإسلامي” يمكن ان تكون مراهنة خاسرة وقد يخسر النظام كل شي؛ فلذا احتج على هذه الإعدامات. إذن احتجاجه هذا لم يكن يأتي من أن يعطي الحق لمجاهدي خلق أو لهذه الفكرة. لا بل لانه كان يعرف بان هذه العملية من شأنها أن تؤدي إلى نهاية نظام ولاية الفقيه. فاحتج على هذه الإعدامات وكتب رسالتين إلى خميني وكتب رسالة إلى اعضاء لجنة الموت وايضا اجتمع بهم واحتج عليهم .. المهم في نهاية المطاف قرر خميني عزل منتظري ان يكون خليفة له.
واعتقد ان الرسالة التي كتبها خميني إلى منتظري وقام بعزله بموجب هذه الرسالة، هي أهم وثيقة في هذا المجال ولا اعرف لماذا لم تناقش هذه الرسالة بشكل دقيق. اولا هذه الرسالة هي بخط يد خميني وتتكون من صفحتين وطبعا انها باللغة الفارسية، وانا هنا افضل ان أقرأ لكم بعض الفقرات من هذه الرسالة..يكتب فيها خميني مخاطبا منتظري، وإنها هي آخر رسالة كتبها خميني لمنتظري وقد كتبها في 26 اذار / مارس 1989 اي قبل موته بشهرين ونصف الشهر تقريبا.
وكتب هكذا: « اكتب لك سماحة الشيخ منتظري بعض الكلمات وقلبي مكسور يقطر دمًا لتطلع الأمة على وحدها… ولايسعني هنا إل أن اقول بانك ستسلم البلاد والثورة الإسلامية من بعدي إلى الجناح الليبرالي ومن خلالهم للمنافقين…لفقد فقدت الصلاحية والشرعية لقيادة النظام مستقبلا. انك تعتقد ومن خلال تصريحاتك وموافقك بضرورة حكومة البلاد من قبل الجناح الليبرالي والمنافقين ولا اراك انك تكلمت الا بما أملاه عليك المنافقون الذين لا اعتقد بجدوى الرد عليهم. فقد دافعت بشكل مستميت عن بعض المنافقين الذين شهروا اسلحتهم ضد النظام ليحكموا بالإعدام. ثم اسديت للإستكبار خدمات عملاقة بما كشفت من أسراروهوّلت اعدادهم لتجعلهم ألوف مؤلفة. .. ومن الآن فصاعدا لست خليفتي وساعفيك حتى من المسائل المالية التي يرجع فيها الطلاب ( الحوازات الدينية ) اليك وعليك ان توجههم إلى مكتب ” بسنديدة” [شقيق خميني] أو إلى جماران في طهران.(أي مكتب خميني نفسه). ان كنت ترى بان آرائي الشرعية مقدمة على آرائك  ولا ارى المنافقين سيدعونك على حالك حتى يفسدوا آخرتك فانني اقدم لك بعض النصائح بقلب مفجوع وصدر مشحون بالغيض حيث كنت زهرة عمري ولك ان تفعل بعدها ما تشاء:
 اولا – عليك ان تسعى لتغيير بطانة مكتبك وان لا تجعل سهم ( حصة) إمام الزمان تقع في أيدي المنافقين والجناح الليبرالي
ثانيا- عليك ان لا تتدخل في اية قضية سياسية لان ساذج وتستثار بسرعة لعل الله يتجاوز تقصيراتك ..
ثالثاً- لا تراسلني بعد الآن .. ولا تسمح للمنافقين بطرح اسرارالبلاد من خلال حواراتهم مع وسائل الإعلام من خلالك كانت ضربات موجعة للإسلام والثورة وخيانة عظمى بحق جنود الإمام الزمان والدماء الطاهرة لشهدائنا الأبرار…وما عليك الاّ التوبة والإعتراف بالذنب فإلا فانك ستحترق في قعر الجهنم… في هذه الرسالة القصيرة ذكر خميني ثماني مرات ”المنافقين” وهو يشير إلى ”مجاهدي خلق”.
واكد الدكتور زاهدي : ان ما جاء في رسالة خميني يعني ان دماء  آكثرمن 30 ألفا من مجاهدي خلق الذين اريقت دمائهم ظلما وبتنفيذ من قبل الجناة الذين كانوا في سدة الحكم وفي سدة القضاء ومازالو فيها، هذه الدماء هي التي اثارت منتظري ان يحتج على خميني والا لم تكن لمجاهدي خلق يدًا للتأثير على منتظري. المهم هو ان هذه الثقافة التي يكتب بها خميني خطابا لمنتظري جدير بالدراسة حتي يعرف الجميع ما هو معنى ولاية الفقيه الذي يقول لمنتظري لا ترسل لي اية رسالة أخرى بعد الآن. .. واستمر خميني في رسالته ..« قسما بالله اني كنت معارضا للانتخابك منذ البداية .. ثم يقول بوسعك ان تخدم في الحوزات العلمية .. فيقول ايضا ” وسيكون لي معك تكليف آخر اذا تماديت في أفعالك فانك تعلم اكثر من غيرك بانني لا اتراجع عن تكليفي الشرعي».  اعتقد كل عاقل يعرف ما ذا يعني خميني في هذا المجال، اي انه يأمر منتظري بالسكوت والصمت فاذا لم يلتزم الصمت فانه سيعدمه.
بعد ذلك تطرق د. زاهدي إلى المواضيع التي أصبحت من القضايا الثابتة والمسلّم بها في هذا الملف وهي أولا أن عدد الإعدامات كانت أكثر من ثلاثين ألفا. ثانيا أن جميع  الأجنحة النظام كانت متورطة في هذا الجريمة ثالثا كان هذا الموضوع من الخطوط الحمر في نظام الملالي رابعا لايمكن تناسي هذه الحقيقة، وخامسا أن هذا الموضوع يعتبر كاهل أخيل نظام ولاية الفقيه ويجب التركيز عليه.
وفي شرح هذه الحقائق اشار الدكتور زاهدي إلي موضوع عدد الإعدامات ورغم التكتم الشديد من قبل النظام،  قائلا: …ان الكشف عن حقيقة عدد الإعدامات وبسبب التعتيم الشديد بدأت تبرز شيئا فشيئا في الساحة حيث تبين ان هذا العدد يفوق ثلاثين الفا. لكن المقاومة الإيرانية بعد اشهر من هذا الحادث ومن خلال عمليات الاستقصاء والبحوث التي اجرتها داخل السجون توصلت إلى ان عدد الإعدامات هو حوالي 30 الف سجين سياسي ولم يقبل احد أنذاك بهذا الكلام ولكن الآن نرى هناك كثيرون يؤيدون هذا العدد وقبل ايام الدكتور محمد ملكي الذي كان اول رئيس لجامعة طهران ذكرفي مقابلة له مع ” العربية نت” ان عدد الإعدامات كان اكثرمن ثلاثين ألف. وهناك بعض الاشخاص الذين كانوا يعملون مع النظام وكانوا من رجال النظام ثم خرجوا وانشقوا منه هم ايضا يقولون ان عدد الإعدامات كانت أكثرمن ثلاثين ألفاً. وأخيرا سمعت من أحد الاشخاص الذين يعد من كبار المسؤولين في وزارة المخابرات الإيرانية شرح بان الوثائق والملفات موجودة عن أكثر من ثلاثين ألفا من الإعدامات حيث قال ان عدد الإعدامات لمجاهدي خلق كان حوالي 30 ألف ومن المجموعات الأخرى ما بين الفين إلى ثلاثة الاف إعدام.. وبهذا يفوق عدد الإعدامات 33 ألف اعدام. هذا الشخص كان قد صرح قبل اعوام بان عدد الإعدامات هو 33700 سجينا.
 واكد د. سنابرق زاهدي بانه ليس هناك خلاف بين جناح او جناح آخر داخل نظام الملالي الحاكم في إيران حول هذا الأمر حيث ان مختلف التيارات الموجودة داخل النظام متورط في هذه الجريمة من روحاني ورفسنجاني إلى خامنئي ولاريجاني وغيره. كما ان وزير العدل في حكومة روحاني كما ذكرت هوكان عضوا في لجنة الموت .
فلذا فان هذه الجريمة كانت من الخطوط الحمر التي لم يستطع احد من داخل النظام الإيراني ان يقترب منه فكان الصمت مطبقا دوما على هذه المجزرة. فهناك جانب آخريجب التركيزعليه فهو لا يمكن نسيان او تناسي هذه المجزرة بالعكس تماما فكل يوم او اسبوع وشهر يمر فان حقائق جديدة تتكشف وتصبح هذه المجزرة اكثر حضورا في العالم السياسي وحتي في داخل النظام واعتقد ان هذا الموضوع سيتحول إلى حبل المشنقة للنظام ايضا. من جهة اخرى ان هذه الإعدامات بوجه خاص وانتهاك حقوق الإنسان بوجه العام يمكن ان يكون كعب آخيل بالنسبة للنظام بحيث اذا اراد المجتمع الدولي اين يمارس ضغوطا على هذا النظام فعليه ان يضغط على هذا الجانب فان المبدء الاساسي لنظام ولاية الفقيه هو القمع وان القمع تبلور في حملات الإعدام وممارسة التعذيب بصورة ممنهجة وفي هذه المجازر وقمة هذه المجازر هي مجزرة عام 1988 . 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *