تصاعدت حدة الخلافات بين الحركات الإسلامية وبعض المشايخ والدعاة في مصر، خلال اليومين الماضيين، على خلفية رفض البعض تأييد جماعة الإخوان المسلمين، والرئيس المعزول محمد مرسي، واتهام الجماعة لهؤلاء بخيانة “المشروع الإسلامي”، على حد تعبيرها.
البداية جاءت بحلول ذكرى فض اعتصام أنصار مرسي، في ميداني النهضة ورابعة العدوية، ومعها تسابق أعضاء الجماعة في كيل الاتهامات بالخيانة لعدد من مشاهير الدعاة باعتبارهم “خائنين للمشروع الإسلامي”، على حد زعمهم.
عدد من المشايخ وعلى رأسهم الداعية الشهير محمد حسان، سجلوا حلقة متلفزة، قدموا خلالها ردًا واسعًا على تلك الاتهامات، كاشفين كواليس محاولات تضمنت عرضاً للمصالحة وتجنب فض اعتصام “الإخوان” بالقوة إبان رحيل مرسي، قبل أن ترفض الجماعة العرض.
كواليس الوساطة
الشيخ محمد حسان، قدّم شهادته عن كواليس وأسرار محاولته التدخل مع عدد من الشيوخ للوساطة بين جماعة الإخوان والدولة، في حلقة مسجلة عبر قناة “الرحمة” الدينية، برفقة الشيخ جمال المراكبي، نائب رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية، والدكتور عبد الله شاكر رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية.
وقال الشيخ حسان، “أود أن أبين للحق بعض الأمور منذ ثلاث سنوات وإخواننا يأكلون لحمنا، ويخوضون في أعراضنا، ويطعنون في ديننا، بل وأخواتنا أيضًا ولا حول ولا قوة إلا بالله”، متابعًا “منذ ثلاث سنوات وأنا لا أتكلم وقد طلب منى المشايخ، أن أخرج في مؤتمر صحفي لأبين ما حدث، لكننى قلت لا، أنا متصدق بعرضي على إخواني وأخواتي حقنًا للدماء”.
وتابع حسان، مدافعًا عن نفسه أمام جماعة الإخوان، “لقد سمعت الدكتور عمرو دراج (القيادي الإخواني) في حوار له مع الدكتور حمزة زوبع، يقول إنهم التقوا كاثرين آشتون ثلاث مرات في كل مرة كانت تقول لهم كلمة واحدة، وقالت هذه الكلمة للدكتور محمد مرسي “ارضوا بالأمر الواقع”، ثم سمعت بأذني أيضًا الدكتور القرضاوي في آخر لقاء له في برنامج مراجعات مع الدكتور عزام التميمي، يقول إن الإخوان لم ينظروا إلى الأمر نظرة متعمقة من كل جوانبه ونواحيه”.
وعن دفع الدية عمن قُتل من الطرفين، قال حسان قدّمت للإخوان مقترحًا يرضي الجميع وينهي الأزمة، وهو أن “أحكام القتل لا اجتهاد فيها لأحد، وقلت القتل العمد فيه القصاص لكن من حق ولي الدم أن يعفو وأن يقبل الدية”.
هجوم عنيف
ومن جانبه، رد عمرو دراج القيادي الإخواني، ورئيس المكتب السياسي لجماعة الإخوان في الخارج، بهجوم عنيف على محمد حسان، قائلاً إن “حسان يكذب كما يتنفس، ويدعي أنى قلت له كلامًا رغم أني لم أقابله في حياتي”.
وأضاف دراج، فى بيان نشره عبر حسابه الشخصى على “تويتر”، “حسان يدعى أن ممثلة السياسة الخارجية والأمنية السابقة للاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون، قالت لنا قبل فض اعتصام رابعة بأيام إن محمد مرسى سيعود، فى حين أن آشتون لم تكن موجودة فى مصر فى هذا الوقت أصلاً”.
استنكار سلفي
وواصل إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة السلفي، والقيادي بتحالف دعم الإخوان الهجوم على الشيخ محمد حسان، مشيرًا إلى أن محمد حسان يسعى لكسب تعاطف مؤيدى النظام، على حد تعبيره، زاعمًا أن محمد حسان، عاد من السعودية فى ليلة 21 من شهر رمضان عام 2013، بعدما كان سيقيم العشر الأواخر بمكة، من أجل الرضا بالمفاوضات.
إلى ذلك، استنكر عاصم عبد الماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية، هجوم الإخوان على الشيخ محمد حسان، قائلاً “لست صاحب هوى كي أناصر محمد حسان أو غيره عندما يخطئ، ولست صاحب هوى كي أفرق بين الصمت الجزئي لمحمد حسان والصمت المطبق لأحمد فهمي رئيس مجلس الشورى في عهد الجماعة”.
راضي شرارة، عضو الهيئة العليا لحزب الوطن السلفي، استنكر هجوم الإخوان أيضًا على الشيخ محمد حسان، قائلاً “الشيخ محمد حسان لا يكذب أبدًا”.