إيران تستخدم طائرات مدنية لتهريب الأسلحة إلى سوريا

جدّدت مصادر إعلامية أمريكية، المخاوف من حصول شركات طيران على صلة بالحرس الثوري على طائرات تساهم في تهريب الأسلحة إلى مناطق تشهد تدخلاً إيرانيًا، سيما أن طهران تسعى لاستثمار الاتفاق النووي لتطوير الطيران الإيراني لديها.
وكشف تقرير أمريكي جديد أن شركة «ماهان» المقربة من الحرس الثوري، لا تزال تواصل رحلاتها السرية عبر استخدامها أرقام رحلات مزيفة إلى دمشق لنقل معدات عسكرية.
وسلّط التقرير الذي نشرته مجلة «فوربس» الأمريكية، الضوء على دور شركة «ماهان» في إرسال الأسلحة والمسلحين إلى سوريا، في وقت تتجه طهران فيه لإبرام صفقات كبيرة قد تحصل بموجبها على 500 طائرة مدنية.
وحذرت «فوربس» من استغلال إيران التي ما زالت تسعى وراء غاياتها المثيرة للقلق الدولي للاتفاق النووي، مضيفة أن إيران «تظل أشد الدول رعاية للإرهاب في العالم وما زالت واحدة من الدول على مؤشر بازل لمكافحة غسل الأموال لعام 2016. والصادر حديثًا، والذي يقيّم مخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب في 149 بلدًا».
ونُشر التقرير الذي أوردته صحيفة الشرق الأوسط الللندنية نقلًا عن “فوربس”، بالتزامن مع تصريحات وزير الخارجية جون كيري التي أعرب فيها عن قلق أمريكي تجاه نقل السلاح الإيراني إلى اليمن.
وعادت المجلة إلى فتح أكثر الملفات إثارة للجدل، وهو سجل «ماهان إير» خط الإمداد الجوي الأهم لقوات الحرس الثوري في سوريا. بالتزامن مع ذلك أعلنت طهران الخميس أن «عقد صفقة (إير باص) في مراحله النهائية» وفقا لما أوردته وكالة «فارس» عن وزير النقل الإيراني عباس آخوندي، كاشفا عن زيارة مرتقبة لوفد من الشركة إلى إيران لإبرام الصفقة التي تحصل بموجبها على 118 طائرة تجارية.
وفي هذا الصدد، تدعو «فوربس» شركة «بوينغ» إلى التفكير مرّتين قبل إبرام الصفقات مع أخطر الدول الراعية للإرهاب في العالم خاصة أنها قامت وتقوم بدور خطير عبر طائراتها التجارية في تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا وإشعال الحرب الأهلية الدموية هناك.
ويعد نقل السلاح من أهم أنشطة الحرس الثوري وذراعه الخارجية فيلق «القدس».
وأصدرت الأمم المتحدة خلال السنوات الماضية عدة قرارات تطالب فيها إيران بوقف تصدير السلاح>
وأفادت «فوربس» بأن الطيران التجاري الإيراني «ينتهك بشكل متواصل قواعد الملاحة الدولية بنقل الأسلحة والعسكريين إلى سوريا»، لافتا إلى أن حصول إيران على طائرات «سوف يعرض شركات صناعة الطائرات لخطر التواطؤ في مثل تلك الأنشطة».
 ويؤكد التقرير أنه «نظرًا لدور إيران المستمر كراعية أساسية للنظام السوري، فليس هناك أي سبب للاعتقاد بأنه يمكن الفصل بين استمرار الدعم الجوي الإيراني للأسد، والرحلات التجارية لشركة إيران إير».
وفي تقرير لها، ذكرت مجلة «نيويوركر» في 2013، أن «فيلق القدس» نقل أسلحة وعناصر بشكل واسع خلال 2012، وذكرت المجلة أن سليماني نجح في إقناع الحكومة العراقية من خلال وزير النقل العراقي السابق وقائد ميليشيات «بدر» هادي العامري، حول عبور طائرات «ماهان إير» من المجال الجوي العراقي.
وتشير المصادر الإيرانية إلى أن قاسم سليماني يدير «ماهان إير» بصورة غير مباشرة عبر مساعديه وأن أوامره تعتبر «مطاعة».
وتأسست الشركة في 1992 في مدينة كرمان وسط إيران، وتملك مؤسسة «مولى الموحدين» الخيرية غالبية أسهم الشركة، ويدير مؤسسة «مولى الموحدين» ممثل خامنئي السابق في كرمان سيد يحيى جعفري، وكذلك صهر هاشمي رفسنجاني ورئيس مكتبه ومحافظ كرمان السابق سيد حسين مرعشي.
يشار إلى أن لائحة الاتهامات ضد الشركات الإيرانية حول تعاونها مع الحرس الثوري وتورطها في نقل الأسلحة، تشمل شركات إيرانية أخرى، مثل «هما» و«كاسبين» و«معراج».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *