دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين 23 مارس/آذار المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء الشعب السوري، بدلا من تركيز كامل اهتمامه على محاربة الإرهاب.
وذكر أن الشعب السوري يشعر “على نحو متزايد بأن العالم يتخلى عنه”، في الوقت الذي يركز فيه المجتمع الدولي اهتمامه على محاربة تنظيم “داعش” ويغض الطرف عن معاناة السوريين.
وحذر بان في تقريره الشهري الثالث عشر عن الأوضاع في سوريا الذي قدمه لمجلس الأمن الاثنين 23 مارس/آذار، من تدهور الوضع الإنساني في البلاد في الوقت الذي يعرقل فيه العنف والبيروقراطية تقديم المساعدات لنحو 12 مليون سوري.
وتابع بان في التقرير: “بينما بات الاهتمام العالمي يركز على التهديد للسلم والأمن الإقليمي والدولي الذي تمثله جماعات إرهابية مثل “داعش” و”جبهة النصرة”، فإن اهتمامنا يجب أن يظل موجها لكيفية مساعدة ودعم الشعب السوري على أفضل وجه”.
وأوضح الأمين العام أن أكثر من 220 ألف سوري لقوا مصرعهم منذ اندلاع الأزمة السورية، فيما فر نحو 4 ملايين من مواطني البلاد إلى الخارج، وهناك 7.6 مليون نازح داخل سوريا.
وحذر بان من أن إيصال المساعدات إلى المحتاجين بات يشكل تحديا متزايدا بسبب “العنف وانعدام الأمن … والتدخل المتعمد من قبل أطراف الصراع… كما أن هناك إجراءات إدارية تفرض قيودا على الإيصال الفعلي للمساعدات.”
وأوضح في تقريره أن منظمات الإغاثة تزود نحو مليون سوري بالمساعدات، بينما هناك حوالي 4.8 مليون شخص في مناطق يصعب الوصول إليها، إضافة إلى نحو 212 ألف شخص في المناطق المحاصرة، مضيفا أن وضع هؤلاء السكان يبعث على “قلق بالغ” في ظل فشل التمويل الدولي للمساعدات.
وقال بان إن مؤتمر المانحين الدوليين الذي سيعقد بالكويت في 31 مارس/آذار الجاري سيكون حاسما.
يذكر أن الأمم المتحدة طلبت نحو 4.8 مليار دولار لعام 2015 لتلبية الاحتياجات الإنسانية الناجمة عن الحرب السورية بعد أن تمكنت من الحصول فقط على نصف المبلغ الذي طلبته عام 2014.