السجينة السياسية افسانه بايزيدي طالبة جامعية من أهالي بوكان وأصدرت محكمة ما يسمى بالثورة في مهاباد عليها حكما بالحبس 4 سنوات والنفي الى سجن كرمان بتهمة «الدعاية ضد النظام والاساءة الى القيادة» والتعاون مع أحد الأحزاب الكردية (كشفت) في رسالة تعرية عن جانب من أعمال التعذيب القرووسطية التي يمارسها جلادو مخابرات الملالي سيئة الصيت.
انها تكتب في مستهل رسالتها:
«اني افسانه من بنات كردستان. فتاة شابة كردية من كردستان الايرانية المحرومة . ولدت في شريحة فقيرة في المجتمع ولمست الظلم والاجحاف في هذا الحكم الغادر.
كنت أسعى دوما أن أكون بجانب أهلي أبناء كردستان التي هي غارقة منذ 37 عاما في مستنقع نظام الجمهورية الاسلامية.
كنت محتجزة لمدة 90 يوما في الاعتقال مارسوا علي التعذيب بكل وسيلة وأداة. في الأيام الأولى كانت أعمال التعذيب الى درجة لم أكن قادرة على المشي. رجلي وظهري قد اصيبت بكدمات وكنت أتلقى الضرب الى حد ينزف فمي وأنفي. وكانوا يمارسون التعذيب بكل قسوة بلا رحمة وبقيت في مصحة معتقل المخابرات في اروميه لتلقي العلاج لمدة 15 يوما بحيث كنت على وشك الموت من شدة التعذيب الذي مارسوا عليّ.
وأثناء فترة الاستجواب كلما أردد كلام الله كلما أتلقى التعذيب أكثر. وكانوا يقولون في أمر المخابرات لاوجود لله وكم كيلو تريدين أن نبيع الله لك هنا؟
علقوني من الرجل مرتين لمدة عدة ساعات. طوال مدة الاعتقال والاستجواب والتعذيب كنت معصوبة الأعين بحيث تضررت عيناي الآن وأشعر بأنه قد ضعف بصري. منذ 4 سنوات وأنا أصارع الربو لكنهم لم يعطوني البخاخ لكي يعذبوني وانتزاع الاعتراف.
حجزوني مدة 11 يوما في مرافق صحية في معتقل المخابرات في اروميه وكانوا يعطوني الطعام في ذلك المرحاض وكانوا يمارسون أبشع الأعمال غير اللائقة معي حيث لا يتم التعامل مع أي حيوان.
كل ليلة كان المأمورون يضربون باب الزنزانة بركلاتهم لحرماني من الراحة وكانوا ينادوني بألقاب الرذيلة. غير أنني تحملت أشد أعمال التعذيب الهمجية من قبل مخابرات ارومية كل أيام الصعوبة وكان تحمل هذه الأعمال صعبة عليّ ولكن ما أزعجتني هو ممارسات مسؤولي المخابرات غير الاخلاقية معي وكم تلقيت التعذيب والتحقير على يد مأمور مخابراتي بائس حيث كان يتحدث عن الاسلام وهو قد تلقى التعليم من حكم زعيمه هو علي خامنئي الذي جعل الدين وسيلة لتضليل الشعب. أرغموني قسريا على الاعتراف بالكذب لكي يفتحوا لي ملفا كيديا وتعاملوا معي بهذه المعاملة اللاانسانية. لم يعد باق شيء مهم بالنسبة لي لأفقده حكموا علي بالتعذيب والتهديد بالاغتصاب والسجن والنفي ومارسوا بحقي الأسوأ. لم أعد أخاف، اذن من حقي أن تكشف عن الحقائق.
والآن اني قابعة في سجن كرمان ومحرومة من أي لقاء واتصال هاتفي بعائلتي واليوم بفضل صديقة كردية نجحت أن أسرب هذه الرسالة الى خارج السجن لكي أنقل جانبا من آلامي لكي تسمعوا عن قصة مماتي وحياتي».
وكتبت افسانه في نهاية رسالتها المدهشة «لكن الظلم لن يدوم ويتم اقتلاعه قريبا». افسانه بايزيدي – السجن المركزي في كرمان