ردّت وزارة التربية في الأردن، بشدة واستفاضة، على الذين انتقدوا تعديل المناهج الدراسية واعتبروا التعديل سياسة تربوية جديدة تعتمد مجافاة نصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية.
وفي بيان مطّول شديد اللهجة صدر، أثناء العطلة، وصفت الوزارة مجمل الانتقادات والتعليقات التي طالت عملية تغيير المناهج بأنها “محاولة لتضليل الرأي العام والإساءة إلى وزارة التربية والتعليم والى مناهجها ونظامها التعليمي الذي قال البيان إنه بدأ يخطو خطوات مدروسة في تحسين العملية التعليمية ومعالجة جوانب الخلل التي تحدثت عنها الملكة رانيا العبدالله في بضع مناسبات، كان آخرها في حفل إطلاق خطة الموارد البشرية مطلع الشهر الجاري.
وكانت مواقع إخبارية وصفحات إعلام مجتمعي ومعهم نقابة المعلمين تناولت تعديلات المناهج ووزعت صورًا لبعض صفحات الكتب المدرسية الجديدة مقارنة مع ما كانت تحويه الكتب القديمة، واصفة ما حصل بانه استبعاد واضح ومقصود للنصوص الدينية، وأنه – حسب نقابة المعلمين في محافظة اربد ” ـ ممارسات قد تولد اساليب أخرى في التطرف، وقد تخلق بيئة خصبة للنشء الذي سيسعى لصناعة وإنتاج فكر التطرف وقد يصبح عرضة للاختطاف الفكري”.
زعم الوصاية على الدين
بيان وزارة التربية قال إن مراجعة ما نشر من انتقادات أظهر أن الأغلبية ممن انتقدوا تغيير المناهج لم يقرأوا تلك الكتب واكتفوا بالإشاعات والأحكام المسبقة التي أطلقها البعض لتمرير أهداف معينة.
وأضاف أن إصدار البعض أحكاما ارتجالية بحذف آيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية شريفة دون النظر إلى بناء المناهج والكتب المدرسية كوحدة واحدة أمر غير وارد وليس في محله”، ووصفت من قاموا بهذه الحملة بأنهم يزعمون بأنهم أوصياء على الدين.
ووصفت الوزارة الكتب الجديدة بأنها هدفت إلى تطوير مهارات التفكير والتحليل لدى الطلبة والابتعاد ما أمكن عن حالة التلقين والحشو الزائد، وركزت على قيم الأمة وحضارتها ووسطيتها وثوابت عقيدتها الإسلامية وليس كما زعم البعض أنها دخلت في معركة مع القيم الإسلامية وانسلخت عنها.
وتساءل بيان الوزارة “أين كانت أصوات هؤلاء المنتقدين، حين كانت تنتهك قوانين امتحان الثانوية العامة؟ ولماذا لم نسمع منهم أي احتجاج حول ترهل التعليم وما آلت إليه حاله؟” وهل توظيف الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة في مكانها الصحيح وتوزيعها باتساق بما يضمن ضبط التكامل الأفقي والرأسي داخل المبحث نفسه وبين المباحث جميعها وتكامل مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية هل كل ذلك ضلالة واستبعاد للدين؟ وهل يجوز اختزال الدين بوجود اللحية في الصورة أو غيابها وبتغطية الرأس أو عدمه” لقد وصل الأمر ببعضهم إلى التدليس على الناس بدس عبارة (القدس عاصمة إسرائيل) على أنها واردة في المناهج الأردنية وهو أمر غير صحيح على الإطلاق.
وقال البيان إن الوزارة لن تسمح لأي فئة كانت بتسييس التعليم وإنها ماضية في منحى التطوير وقد بدأت بإنشاء المركز الوطني للمناهج والتطوير كمركز مستقل يوظف أحدث الأساليب التربوية في بناء المناهج والكتب المدرسية وتقييمها وتطويرها.