عندما بدأ الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، في نوفمبر 1995، علاقة غرامية سيئة السمعة مع المتدربة في البيت الأبيض، مونيكا لوينسكي، البالغة من العمر 22 عامًا.
وعلى مدار عام ونصف من هذا التاريخ، انخرط الرئيس الأمريكي حينها في 12 لقاءً جنسيًا مع لوينسكي، ومعظمها وقعت في المكتب البيضاوي.
وعلى الرغم من أن الجمهور لم يكتشف فضيحة الرئيس كلينتون حتى يناير 1998، إلا أن موظفي البيت الأبيض شهدوا تداعيات هذه العلاقة وتأثيرها على هيلاري كلينتون، كما وضح كيت بروير مؤلف كتاب “داخل عالم البيت الأبيض الخاص”.
وقالت خادمة بالبيت الأبيض للسيد بروير: “لقد شعرت بالسوء لجميع أفراد العائلة، وما كانوا يمرون به، وكان الحزن محسوسًا”.
ووفقًا لبروير، نام الرئيس على الأريكة في الطابق الثاني من البيت الأبيض لمدة ثلاثة أشهر في ذروة دراما لوينسكي، وكتب بروير في كتابه: “قال بعض الموظفين إن هيلاري كانت تعلم بأمر لوينسكي قبل وقت طويل من الفضيحة، وأن العلاقة لم تكن ما أزعجها فعلاً، وإنما تكشفها وجنون وسائل الإعلام الذي تلا ذلك”.
وقال “بيل هاميلتون”، مدير مخزن سابق في البيت الأبيض عن السيدة الأولى: “لقد حدث وهي عرفت ذلك، وكان الجميع ينظر إليها”.
وأشار رولاند ميسنر، شيف المعجنات بالبيت الأبيض، إلى أنه في أواخر فترة الظهيرة، كانت هيلاري تتصل وتطلب بهدوء تحليتها المفضلة، وتقول: “رولاند، هل يمكن أن أتناول كعكة الموكا هذه الليلة؟”، وأضاف: “لقد قمت بصنع العديد من كعك الموكا”.
وصف “رثينجتون وايت”، الحاجب بالبيت الأبيض لبروير، لقاء آخر مع السيدة الأولى خلال الأيام السوداء التي أعقبت فضيحة لوينسكي، قائلاً: “في إحدى نهايات الأسبوع المشمسة في أغسطس العام 1998، قبل أن يعترف الرئيس إلى البلاد، طلبت السيدة الأولى من الحاجب رثينجتون طلبًا غير عادي، حيث قالت: “وورثينغتون، أريد أن أذهب إلى حمام السباحة، لكنني لا أريد أن أرى أحدًا سواك”. فأجاب الحاجب: “نعم، يا سيدتي، ولقد فهمت”.
رتب “وايت” أن يتخلى عملاء الخدمة السرية عن البروتوكول الذي ينص على سير عميل واحد أمام السيدة الأولى وآخر خلفها، فقاموا بالسير خلفها فقط.
التقى “وايت” بالسيدة كلينتون التي كانت ترتدي نظارات القراءة، وتحمل بعض الكتب، عند أبواب مصعد البيت الأبيض، وبعد ذلك اصطحبها لحمام السباحة تمامًا كما طلبت.
وأضاف: “لم يتبادلا كلمة واحدة خلال الطريق للمسبح”.
سأل وايت السيدة كلينتون، بعد أن جلست واستقرت: “سيدتي، هل تحتاجين أي خدمة من الخدم؟” وكان ردها “لا”.
وأضاف: “هل أنت بحاجة إلى أي شيء على الإطلاق؟”
فأجابت: “لا. هذا يوم جميل فقط وأريد الجلوس هنا والتمتع بأشعة الشمس. وسأتصل بك عندما أكون على استعداد للعودة”.
شرح وايت للسيدة الأولى، أنه في غضون ساعة واحدة سيعود إلى المنزل، وسوف يأتي موظف آخر لمرافقتها في العودة إلى البيت الأبيض.
ثم نظرت إليه كلينتون بتمعن، وقالت: “سأتصل بك عندما انتهي”.
فرد عليها وايت وقال: “نعم، سيدتي”، حيث عرف أن هذا يعني أنه يجب عليه البقاء حتى تقرر كلينتون الرحيل.
ولم يتلق المكالمة حتى ما يقرب من الساعة 3 ونصف بعد ظهر ذلك اليوم.
وعندما عاد رافق السيد وايت السيدة الأولى، في طريق العودة الصامت من المسبح، إلى الطابق الثاني، وقبل خروجها من المصعد، أخبرت السيدة الأولى وايت كم يعني لها مجهوده.
وأضاف وايت: “لقد أمسكت بيدي وضغطت عليها قليلاً، ونظرت مباشرة في عيني، ثم قالت شكرًا لك”.
وأضاف وايت: “لقد مس قلبي امتنانها الصادق”.
وفي يناير 1998، اكتشف العامة علاقة الرئيس بيل كلينتون، وفي 19 ديسمبر 1998، صوت مجلس النواب على خلع الرئيس كلينتون بتهمة الكذب تحت القسم وعرقلة سير العدالة.