أرجأ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الجلسة رقم 45 لانتخاب رئيس الجمهورية، التي كانت مقررة اليوم الأربعاء، إلى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ليستمر مسلسل التأجيل والتعطيل الذي يشهده لبنان في ملف الرئاسة منذ نحو عامين.
واعتبرت كتلة المستقبل في بيان، عقب اجتماع لها لبحث ملف الرئاسة، أن “استمرار المقاطعة لجلسات انتخاب الرئيس من قبل حزب الله وحلفائه قد أضرت بلبنان وبصورة مؤسساته وصدقية قياداته، وهي لذلك تأمل ان تعيد تلك القيادات النظر بهذه السياسات والمواقف السلبية والاقبال على انتخاب الرئيس”.
وعلق النائب سليمان فرنجية، على التقارير التي تناقلت أنباء عن نية سعد الحريري التخلي عنه والاتجاه لترشيح عون، في تغريدة بموقع “توتير” قال فيها: ” إذا اتفق سعد الحريري مع عون وسمّاه لرئاسة الجمهورية سيحصد نفس النتيجة حينما سمّى الرئيس أمين الجميل عون رئيساً للحكومة سنة 1988″.
ومن جهتها، نفت مصادر قيادية بتيار المستقبل اللبناني دقة التقارير الصحفية، التي نشرت في وسائل الإعلام، خلال الأيام الماضية، بشأن تخلي زعيم التيار ورئيس الوزراء السابق سعد الحريري، عن ترشيح النائب سليمان فرنجية وقبوله بترشيح منافسه العماد ميشال عون.
وأكد عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي، اليوم الأربعاء، أن “الحريري لم يعط أي وعد لرئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون بترشيحه، وفي الوقت الحاضر يقوم بالمشاورات، لأن كتلة المستقبل لا تقرر وحدها من سيكون رئيس الجمهورية”.
وأشار الى أن “اجتماعات كتلة المستقبل مفتوحة وأن الهدف من تحرك الحريري تسهيل انتخاب الرئيس والحفاظ على البلد”، وسيستمر في مشاوراته السياسية مع الجميع لتحقيق خرق في الملف الرئاسي”.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن وزير التنمية الادارية نبيل دوفريج قوله: “لو اكتمل نصاب جلسة اليوم لكنا انتخبنا النائب سليمان فرنجية، أما غداً فيوم آخر”.
وكان وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي، قد طالب باختيار رئيس جديد لا يكون عون ولا فرنجية، وغرد في “تويتر” قائلاً: ” “ندعو للعودة عن ترشيح فرنجية وعون والتوقف عن التسابق بإضافة المزايا التفاضلية لأحدهما على حساب الآخر، ولوقف التنازلات المجانية بلا نتيجة”.
ومن جانبه، اعتبر رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي، أن “كل الكلام الحالي بشأن ملف رئاسة الجمهورية لم يصل إلى مستوى الجدية، وتظل دونه عقبات”، ورأى أن “الأهم من انتخاب الرئيس هو التفاهم على رزمة أمور أولها قانون الانتخابات النيابية”.
وقال ميقاتي: ” اعتقد أننا لسنا قريبين من انتخاب رئيس جديد، ولا أتناول هذا الموضوع من زاوية اسم الرئيس العتيد، بل من منطلق أولوية العمل على انجاح مهمة الرئيس المقبل”.
واستنكر في تغريدة له بموقع “تويتر”، فرض شخص العماد عون لرئاسة البلاد قائلاً: ” مفتاح الحل هو في انتخاب رئيس للجمهورية، ولكن لا يجوز القول ” إما ان تنتخبونني أو انني لن انزل الى الجلسة”.
وعلق على رغبة تيار عون النزول للشارع لتصعيد الاحتجاجات بقوله: ” الشارع لم يظهر يوماً نجاحه وجدواه في التوصل إلى حل، إذا نزلنا اليوم إلى الشارع فماذا سنفعل غداً أو بعد غد؟ الحل هو في الاتفاق على حل متكامل أساسه انتخاب رئيس جديد”.
وكان التيار الوطني الحر، الذي يتزعمه وزير الخارجية جبران باسيل وصهر عون، قد حدد 28 سبتمبر/ أيلول، موعداً لبدء التحركات الشعبية من جانب أنصاره، في حال فشل انتخاب الرئيس، وهي الاحتجاجات التي ستتدرج في حدتها وصولاً ليوم 13 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.