استدعت وزارة الخارجية العراقية الخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول السفير التركي لديها فاروق قايمقجي وسلمته مذكرة احتجاج “شديدة اللهجة” على خلفية التصريحات التركية “المسيئة”.
وحسب مصدر إعلامي، قال المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد جمال “تم استدعاء السفير التركي وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية شديدة اللهجة وجهت للجانب التركي بخصوص أصل تواجد القوات التركية قرب بعشيقة والتصريحات الأخيرة المسيئة التي صدرت من قيادتهم”.
ومن الجدير ذكره أن العراق كان قد استدعى السفير التركي لديه الأربعاء 5 أكتوبر/تشرين الأول ردا على استدعاء السفير العراقي لدى أنقرة بسبب وصف مجلس النواب العراقي القوات التركية في العراق بـ”المحتلة”.
وشهد البلدان مؤخرا توترا في العلاقات الدبلوماسية، حيث دعت بغداد أنقرة مرارا إلى سحب قواتها المتمركزة في بعشيقة شمال شرق الموصل التي يسيطر عليها تنظيم داعش منذ أكثر من عامين، لكن دون أي رد أو استجابة من الجانب التركي. وازدادت حدة التوترات بين الجانبين خصوصا بعد الحرب الكلامية بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ جاءت تصريحات الأخير خلال اجتماع في اسطنبول الثلاثاء 11 أكتوبر/تشرين الأول مخاطبا العبادي “أنت لست ندي ولست بمستواي، وصراخك في العراق ليس مهما بالنسبة لنا على الإطلاق، فنحن سنفعل ما نشاء، وعليك أن تعلم ذلك، وعليك أن تلزم حدك أولا”، وأكد أردوغان على أن “تركيا ليست لديها مطامع ولا في شبر واحد من أراضي وسيادة غيرها، ولا نملك هدفا غير حماية أراضينا وسلامة المسلمين في المنطقة”…. “لا يمكن أن نبقى متفرجين حيال ما يحدث في العراق، ولا يمكن أن نصم آذاننا لدعوات أشقائنا هناك”.
بدوره وصف المكتب الإعلامي للعبادي تصريحات أردوغان ، “بغير المسؤولة”، معتبرا أن الحديث مع الجانب التركي “لم يعد مجديا”.
وكان مجلس النواب العراقي قد صوت الثلاثاء 4 أكتوبر/تشرين الأول بالأغلبية على رفض قرار البرلمان التركي تمديد بقاء قوات تركية في العراق لمدة عام، ووصفها بـ”قوات محتلة” كما رفض وجود أي قوات أجنبية أخرى، مطالبا الحكومة العراقية باتخاذ جميع الإجراءات القانونية والدبلوماسية لحفظ سيادة العراق وإعادة النظر في العلاقات التجارية والاقتصادية مع تركيا.
كما أكد أنه لم يعط أي موافقة رسمية أو شفهية لدخول القوات التركية العراق لا في بعشيقة ولا في غيرها و”لم تخضع القوات التركية التي دخلت خلسة للإجراءات التي تخضع لها قوات التحالف الدولي”.
يذكر أن القوات التركية دخلت العام الماضي إلى منطقة بعشيقة، بحجة تدريب قوات البيشمركة الكردية ويقدر عدد القوات التركية الموجودة بنحو 1200 عنصر.