تعد أزمة النازحين التي ترشحت من افرازات ومهاترات تلك السياسة العرجاء التي أتى بها سياسيو الفساد والإفساد الذين حلوا كابوساً جثا على صدور أهل العراق والذين أتواعلى ظهور دبابات المحتل الغاشم ووصلوا إلى كراسي الحكم والقرار بتأييد ومساندة وعاظ السلاطين عبدة الدينار والدرهم واللاهثون وراء الواجهة والإعلام فسعى هؤلاء بأجمعهم إلى تشتيت لحمة أبناء العراق وزرع الفتن فيه واشعال فتيل الحروب الطاحنة تحت عدة مسميات طائفية وعنصرية ودينية وقبلية ليجعلوا أبناء العراق مشتتين مشردين من ترك البلاد باحثاً عن الأمن والأمان وسجين يعاني التعذيب والظلم والاقصاء والقهر ومن نزح تاركاً الدار والأموال ليسكن بالعراء بلا مأوى لا عيش كريم لا يوجد ظل يحميه من حرارة الشمس المحرقة أو ملاذاً يلجأ إليه من برودة الشتاء فحالة مأساوية يندى لها جبين الإنسانية مما حل بأهل العراق وما يعيشونه من إهمال وضياع وتصفية جسدية وابتزاز وغيرها من أمور ولا يوجد من يطالب لهم بحقوقهم من يوفر لهم أبسط وسائل العيش الكريم فحياتهم ومعاناتهم لا توصف بل على العكس تركوهم وسرقوا أموالهم وحقوقهم وقد أشار المرجع العراقي الصرخي الحسني إلى هذا الأمر وبنفس الوقت دعا الجميع إلى انقاذهم وتقديم لهم ولو الشيء اليسير ليخفف عن معاناتهم وذلك خلال المحاضرة الثامنة والعشرين ضمن تحليل موضوعي في العقائد والتأريخ الإسلامي بقوله:(مئات الآلاف وملايين الناس في الصحاري وفي البراري وفي أماكن النفايات والقاذورات وعليهم ينزل المطر ويضربهم البرد كما مر عليهم لهيب الحر والسموم والشمس وحرارة الشمس وعطش الشمس ومعاناة الصيف، مر عليهم الصيف ومر عليهم الشتاء وتمر عليهم الأيام والأسابيع والأشهر والفصول والسنين ولا يوجد من يهتم لهؤلاء المساكين، لهؤلاء الأبرياء. الكل يبحث عن قدره وعن ما يضع في قدره وفي جيبه وعما يملأ به كرشه من هذه الطائفة أو من تلك الطائفة، من هؤلاء السياسيين أو من أولئك السياسيين، من هذه المجاميع التكفيرية أو من تلك المجاميع التكفيرية، من هؤلاء السنة أو من أولئك الشيعة، من هؤلاء الشيعة أو من أولئك السنة. الكل يبحث عن جيبه، الكل يبحث عن نصيبه، الكل يبحث عن كعكته. لا يوجد من فيه الحد الأدنى من الإنسانية، الحد الأدنى من الأخلاق. حلبة من الصراع الكل يشترك بها هذه الدولة أو تلك هذه الطائفة أو تلك هذه المجموعة السياسية أو تلك هذا الفكر أو ذاك هذه الفضائية أو تلك لا يوجد نقاوة لا يوجد صفاء لا يوجد إنسانية لا يوجد أخلاق لا يوجد عدالة كله لَوَث كله شائبة كله إشراك)وقد طالب سماحته خلال مشروع خلاص الذي أطلقه سماحته والذي فيه الخلاص التام للعراق والمنطقة بأسرها مما تمر به لما فيه من حلول ناجعة وكانت من أولويات هذا المشروع هي تدويل قضية العراق وتوفير السكن والمأوى لهؤلاء النازحين بالقرب من محافظاتهم المنكوبة المحتلة بقوله (قبل كل شيء يجب أن تتبنّى الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً شؤون العراق وأن تكون المقترحات والقرارات المشار إليها ملزمة التنفيذ والتطبيق إقامة مخيّمات عاجلة للنازحين قرب محافظاتهم وتكون تحت حماية الأمم المتحدة بعيدةً عن خطر الميليشيات وقوى التكفير الأخرى) فبهذا الكلام وبهذا البيان الذي بادر به سماحة المرجع العراقي العربي الصرخي يحصل هؤلاء المشردين هؤلاء النازحين على حقوقهم . وبنفس الوقت نرى أن أتباع المرجع الصرخي كانت ولازالت لهم المواقف المشرفة تجاه اخوانهم أبناء بلدهم أبناء جلدتهم النازحون وتلبية لتلك الدعوة الصادقة قدموا ما يمكن تقديمه ليخففوا عن كاهل اخوتهم وعن معاناتهم وحالتهم المأساوية