( ان الله يتبرأ من المحتكرين)
وحرم الاحتكار لما فيه من تضييق على العباد،بقوله صلى الله عليه وسلم،،من احتكر طعاما اربعين ليله فقد برئ من الله تعالى وبرئ الله تعالى منه.
فقد يسرت الشريعه الاسلاميه للناس سبل التعامل بالحلال لكى تكون اجواء المحبه سائده بين الافراد.
ولما كان الاحتكار ركيزه من ركائز النظام الراسمالى الحديث وسمه من سمات التعامل الاقتصادى فى معظم الشركات رغم انه يحمل فى طياته بذور الهلاك والدمار
لما يسببه فى ظلم وتعنت وغلاء وبلاء ولما فيه من اهدار
لحرية التجاره والصناعه وسد لمنافذ العمل وابواب الرزق
امام غير المحتكرين .
فقد كان هذا الحوار مع ،،،فضيلة الشيخ شعيب صقر/منسق عام شباب الدعاه بكفر الشيخ /امام وخطيب منسجد الزهور بكفر الشيخ.
– ماهو تعريف الاحتكار فى الاسلام؟
وماهى اضراره؟
ولماذا حرمه الله؟
الاسلام دين عظيم جاء ليهذب ويصون الطباع البشريه لا ليصدم معها ولا يقف حائل منيع ضد رغباتها بل يهذبها ويصون كيانها
ولقد جاءت الشريعه الاسلاميه بسبل التعامل الحلال وبتيسير الأمور علي العباد وحثت علي تبادل المنافع بين الناس بما يحقق لهم السعاده والاستقرار فأمرت بالتراحم والاحسان بين الناس في التعامل حتي تنتشر بينهم الموده والمحبه
ولما كان الانسان مجبولا علي حب المال حريصا علي طلبه وتحصيله حيث به قوام الحياه وانتظام امر معاشه ومعاده جاء الشرع الحنيف بالحث علي السعي في تحصيل المال مما أذن الله به وشرعه من طرق الكسب الحلال والعمل المباح حيث أباح كل كسب ليس فيه اعتداء ولا ظلم ولا ضرر للغير
ومن ثمّ حثت الشريعه التاجر المسلم علي السهولة واليسر والسماحه وحسن المعامله حيث لا يغالي في الربح ولا يبالغ في التكسب ولا يرهق كواهل الناس حيث ذلك سبب في وجود البركه في الرزق والسعه في الأموال حيث قال ص رحم الله رجلا سمحا اذا باع وإذا اشتري وإذا إقتضي
وفي المقابل حرمت الشريعه كل صور المعاملات المحرمه التي تؤدي الي الكسب الخبيث حيث انها توغر الصدور وتفسد العلاقه بين الناس حيث حرمت احتكار السلع الأساسيه التي يحتاج اليها الناس ورفع اسعارها وحرمت التلاعب بأقوات الناس وحاجاتهم الإنسانيه حيث انها تعد من المحرمات والكسب الخبيث لانه اثراء بغير حق علي حساب أقوات الناس بل يعد نوع من انواع الغلول السرقه وقد قال الله ومن يغلل يأتِ بما غل يوم القيامه
وقال ص لا تزول قدما عبد يوم القيامه حتي يسأل عن اربع منها عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه
والاحتكار من المعاملات المحرمه والخبيثة وهو حبس ما يحتاج اليه الناس من مال او منفعه او عمل والامتناع عن بيعه وبذله حتي يرتفع سعره ويغلوا غلاء غير معتاد بسبب قلته مع شده الحاجه اليه لتحصيل اكبر كسب ممكن وهذا ليس خاص بالأقوات فقط بل هو عام في كل ما يحتاجه الناس سواء كان لباس او دواء او عقار او غير ذلك حيث ان العداله الاجتماعيه تقتضي مراعاه احوال الناس وحقوقهم وحاجاتهم الإنسانيه وقد قال ص لاضرر ولا ضرار وقد تضافرت الأحاديث النبويه للتشنيع علي المحتكرين فقال ص من احتكر حكره يريد ان يغلي بها علي المسلمين فهو خاطئ
وفي روايه اخري فقد برئت منه ذمه الله ورسوله
وفي حديث ابن عمر قال قال ص من احتكر طعاما أربعين ليله فقد برئ من الله والله برئ منه وأيما أهل عرصه ظل فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمه الله
والاحتكار يؤدي الي الطغينه وتضيق أبواب الرزق والهلاك والدمار ولذلك قال ص لا يحتكر الا خاطئ
وليعلم المحتكر انه ما يجنيه بسبب احتكاره حرام حيث انه ألجأ صاحب الحاجه الي شراءها بأكثر من ثمنها الحقيقي
من اجل ذلك كان المحتكر ملعون وخاطئ فقال ص الجالب مرزوق والمحتكر ملعون
وفي روايه عمر بن الخطاب قال قال ص من احتكر علي المسلمين طعاما ضربه الله بالجذام والافلاس
وروي عنه صلي الله عليه وسلم الوعيد الشديد لمن دخل في شئ من أسعار الناس ظلما وعدوانا فعن معقل بن يسار قال قال رسول الله ص من دخل في شئ من أسعار المسلمين ليغليه عليهم كان حقا علي الله ان يقعده بعظم من النار يوم القيامه
وفي روايه اخري كان حقا علي الله ان يقذفه في معظم من النار يوم القيامه