على الرغم من العلاقات التاريخيه والازليه والتى امتزج فيه الدين بالتاريخ فعقد زواج ابو الانبياء ابراهيم عليه السلام بهاجر المصريه وما اعقب ذلك من ظهور الاسلام فى بلاد الحجاز واشاره نبينا الكريم فى احاديثه الى خصوصية مصر فى الاسلام عندما قال ان مصر فى رباط الى يوم الدين وفى موضع اخر اذا فتحتم مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا فان بها خير اجناد الارض وهو اشاره واضحه الى ان الرساله انزلت فى الحجاز ويدافع عنها فى مصر الا انه ورغم خصوصية تلك العلاقات والتى توجت بفتح المسلمين مصر والتى اصبحت احدى ولايات الخلافه الاسلاميه فى المدينه فى عهد الخليفه العادل عمر بن الخطاب وهجرة الصفوه من اهالى الجزيره العربيه الى مصر ليصنفوا مع اهالى مصر نموذج للحضاره الاسلاميه الجديده الا ان تلك العلاقات تراوحت بين المد والجزر انتقالا الى دولة الاتراك فعلى الرغم من غزو ابراهيم باشا ابن محمد على مؤسس مصر الحديثه للاراضى الحجازيه وهى المغامره التى انتكست بعد تدخل الدول الاوروبيه ضده الا ان العلاقات عادت الى طبيعتها وزار الملك عبد العزيز ال سعود مصر ايان عهد الملك فاروق وشاركت السعوديه فى تاسيس جامعة الدول العربيه وبعد قيام الثوره ادرك عبد الناصر ان امن المنطقه العربيه لن يتحقق الا من خلال المثلث الذهبى والذى يضم مصر والسعوديه وسوريا وزار عبد الناصر لاول مره السعوديه بعد تولية السلطه فى اشاره واضحه لخصوصية تلك العلاقات كما اقام الوحده مع سوريا وادرك الاستعمار خطورة التحالف الجديد على الاطماع الاستعماريه فى المنطقه فسعت تلك المنطقه الى الوقيعه بينهم فاوغرت الى الملك سعود رحمه الله بان مصر تسعى لتغيير النظام الملكى الى الجمهورى خاصة بعد دخول القوات المصريه الى اليمن والذى شهد صدام غير مباشر مصرى سعودى على ارض اليمن وانعكس توتر العلاقه بين البلدين بالسلب على المنطقه خاصة بعد انفصال سوريا عن مصر واستغلت اسرائيل تلك الاوضاع وشنت عدوان 67 والذى احتلت من خلاله اراضى ثلاث دول عربيه وهنا يظهر المعدن الاصيل لخصوصية العلاقات المصريه السعوديه فمع اول اجتماع بين عبد الناصر والملك فيصل رحمه الله زالت كل الخلافات وخرج الزعيمين متشابكى الايدى ليعلنا عودة العلاقات الى طبيعتها بعد اعلان الملك فيصل دعم دول المواجهه وعلى راسها مصر لازالة اثار العدوان واعلان عبد الناصر سحب القوات المصريه من اليمن ومنذ ذلك التاريخ ادركت الدولتان ان اى خلافات بينهما يمكن حله بالحوار لان امن المنطقه لا يمكن ان يتحقق الا من خلال العمل المشترك بين مصر والسعوديه وبلغ هذا التعاون اوجه فى حرب اكتوبر حيث قطعت السعودية النفط عن دول الغرب للضغط عليها لوقف مساعدة اسرائيل واكد الملك فيصل رحمه الله ان البترول لن يعود الابعد موافقة مصر وكانت تلك المواقف التى كانت تعكس اصالة شعب المملكة وقياداتها والتى التزمت بوصية مؤسس الاسرة السعودية الملك عبد العزيز عندما اوصى اولاده بمصر لانها الدعامة الحقيقية للسعودية ولعل ابلغ صورة لهذا الوفاء والتلاحم هى هى قتال افراد من الاسرة المالكة وعلى راسهم الملك الحالى سلمان مع القوات المصرية فى حرب عام 1956 ورغم قطع العلاقات بين مصر والسعودية فى اعقاب اتفاقية كامب ديفيد تنفيذا لمقرارات قمة بغداد وليس بقرار سعودى الا ان الاتصالات لم تنقطع وخير دليل على ذلك قيام القوات المصرية الخاصة بتطهير الحرم من المرتزقة الايرانيين بعد قيامهم باحتلالة لفترة من الوقت بناء على طلب السعودية وشاركت القوات المصرية فى حماية اراضى المملكة فى حرب الخليج كما وقفت السعودية مع ارادة الشعب المصرى فى 25 يناير و 30 يونيو اعلن خادم الحرمين الشريفين ان المملكة تقف مع ارادة الشعب المصرى بغض النظر عن النظام القائم ولعل تلك العلاقات التاريخية والتى يعمقها المواقف الاصيلة للبلدين فى اهلك المواقف تفرض على الدولتين اليوم تجاوز خلافاتها والتى ظهرت على السطح بسبب اختلاف الرؤس فى معالجة بعض القضايا وليس خلاف فى المبادئ والاهداف لان التهديدات التى تتعرض لها المنطقة بصفة عامة والدولتان بصفة خاصة من بعض القوى الخارجية وعلى راسها ايران واسرائيل والولايات المتحدة والتى اتفقت فيما بينها على تقسيم المنطقة والذى لن يتحقق الابضرب الدولتان واحداث الوقيعة بينهما ولعل هذا يتطلب اجتماع قيادتى البلدين للاتفاق على الوصول لرؤى مشتركة لكيفية تجاوز خلافاتهما وان لا ينعكس هذا الخلاف على مصالح الشعبين صحيح ان الحب الفطرى بيننا والذى صنعه التاريخ ورسخه الدين وعززته المواقف لا يمكن ان تمحوه الاحداث ولكن هذا الحب لابد من رعايتة والمحافظة علية حتى يستمر متوهجا يضئ ويعطى من حوله وان لاتعكرة اية مواقف يمكن ان تترك جروح قد لا تندمل لان جرح العدو يصيب الجسد اما جرح الصديق فهو يدمى القلب فهل يتجاوز قادة البلدين تلك الخلافات حماية لهما وللمنطقة وللاسلام من تآمر الاعداء وكيد الحاقدين ؟