اعتبر مراقبون أن اعتقال السلطات التركية مؤخرا لثلاثة أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين بإسطنبول، بمثابة “سياسة انقلابية جديدة” ضد الإخوان في ظل وصول دونالد ترامب للبيت الأبيض.
ويرى مراقبون أنه “في ظل حرص أنقرة على إقامة علاقات جيدة مع واشنطن، فإنها بادرت بهذا الموقف، وقدمت الإخوان قرابين بين أيدي العلاقة المرتقبة”.
وكانت قيادات إخوانية أعلنت أن السلطات التركية ألقت القبض على ثلاثة من شباب جماعة الإخوان في خطوة غير مسبوقة.
وقال عضو مجلس شورى الإخوان في تركيا أشرف الزندحي، في تدوينة على “فيسبوك”، إن “السلطات التركية ألقت القبض على ثلاثة من الشباب المتواجدين في إسطنبول، هم نور الدين السيد، وعبدالرحمن مدحت، وأحمد عبد الفتاح”.
وفي إشارة إلى سوء الأوضاع بالنسبة للإخوان في تركيا، علق بسام أبو سجدة، أحد شباب الإخوان في إسطنبول، على الخبر قائلا: “أنا قلقي زاد، والوضع بيضيق علينا جدا”.
الإخوان مقابل غولن
في تعليق منه على هذه التطورات، رأى الباحث الإسلامي هشام النجار أن “وجود علاقة بين فوز ترامب بانتخابات أمريكا، وبداية انقلاب تركيا على الإخوان هو أمر وارد، خاصة أن أردوغان براغماتي يسعى فقط لتحقيق مطامحه، التي تتوافق مع أهداف ومصالح تركيا القومية التي تسعى لدور ونفوذ واسع وإقليمي في المنطقة”.
وقال النجار في تصريحات صحفية، إنه “لدى تركيا ما تريده من الولايات المتحدة وهو تسليم فتح الله غولن، بزعم وقوفه خلف محاولة الانقلاب الأخيرة، وقد يسعى أردوغان للحصول على مراده من أمريكا باللعب بورقة الإخوان خاصة أن الإدارة الأمريكية المقبلة سيكون موقفها من الجماعة مختلفا عن مواقف الإدارة الديمقراطية برئاسة أوباما”.
واستبعد الباحث الإسلامي أن “يكون القبض على شباب الإخوان في تركيا مؤشرًا على تغير السياسة التركية تجاه مصر أو تخليا عن دعم الجماعة”، منوها إلى أن السبب في ذلك هو “وجود رغبة لدى السلطات التركية لإحكام المزيد من السيطرة على المكونات وللتنظيمات بعد انقلاب تركيا على داعش ومقايضتها بمكاسب إقليمي”.
من ناحيته، رأى الباحث السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية يسرى العزباوي، أن” تركيا ترغب في نوع جديد من العلاقات مع الإدارة الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية، وطي صفحة الماضي خاصة مع أوباما”.
وقال العزباوي في تصريحات صحفية إن “ترامب وعد بوضع الإخوان على قوائم الإرهاب، بناء على ذلك ستعمل تركيا على تقديم الإخوان قرابين لأمريكا أو على الأقل ستعمل على تحجيم دورها على الساحة الدولية والإقليمية”، لافتا إلى أن “القبض على شباب الإخوان في تركيا، سيدفع عدد من قيادات الجماعة إلى الهروب خارج تركيا”.
معاناة كبيرة للإخوان مستقبلا
أما القيادي السابق في جماعة الإخوان طارق البشبيشي، قال إن “المصالح هي التي تحكم كل شيء، وسياسات الدول قائمة على المصلحة”، موضحًا أن “بالرغم من دعم تركيا للإخوان غير محدود، إلا أن الدول تغير مواقفها طبقا للمصلحة”.
وتوقع البشبيشي في تصريحات صحفية أن “التنظيم الدولي للإخوان سيلقى معاناة كبيرة خلال الفترة المقبلة، ولن يجد من يسانده خاصة إذا اتخذت أمريكا موقفا معاديا ضده”.
تهدئة مع مصر
وما يشير إلى هذا “الانقلاب”، أن حملة الاعتقالات تزامنت مع تسريبات إعلامية حول طلب المخابرات التركية من عناصر جماعة الإخوان المقيمين على الأراضي التركية، التزام الصمت الإعلامي تجاه الشأن المصري، وسط تهديد بالاعتقال والترحيل للمخالفين، الأمر الذي فيما يبدو بأن محاولات سعي تركيا للتهدئة مع مصر آتت أكلها وباتت تترجم عمليا على أرض الواقع،
في حين يؤكد ذلك كله لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق، مسؤول مكتب إخوان تركيا مدحت الحداد المقرب من جبهة محمود عزت، في إشارة إلى ميل الجانب التركي للتهدئة الإقليمية ووقف الهجوم على مصر .