قررت محكمة التمييز الأردنية في حكم نهائي الاثنين، التصديق على قرار محكمة أمن الدولة المتضمن الحكم بإعدام المتهم بتنفيذ العملية الإرهابية ضد فرع المخابرات العامة في البقعة، في حين أيّدت المحكمة الحكم على متهم آخر في القضية نفسها بالحبس مدة سنة.
وقد أدين المتهم الأول بتهمتي “القيام بأعمال إرهابية أفضت إلى موت إنسان” و”القيام بأعمال إرهابية باستخدام الأسلحة”، في الوقت الذي أدين فيه المتهم الثاني بتهمة “بيع أسلحة بقصد استخدامها على وجه غير مشروع”.
وأكدت محمكة التمييز في حكمها على أن “قرار محكمة أمن الدولة جاء سليما ومستوفيا لسائر شروطه القانونية ولا يشوبه أي عيب ينال منه”.
وكانت محكمة أمن الدولة قضت في شهر آب/أغسطس الماضي بالإعدام شنقا على منفذ الهجوم، فيما حكمت بالسجن لعام واحد على المتهم الثاني الذي كان باع سلاحا ناريا لمنفذ الهجوم .
ووقع الهجوم صباح الاثنين 6 حزيران/يوينو الماضي، الموافق لأول يوم من شهر رمضان الماضي، حيث قتل فيه 5 من مرتبات المخابرات.
هجوم أول أيام شهر رمضان
وجاء في نص قرار محكمة التمييز أن “المتهم استغل فرحة المسلمين باستقبال أول أيام شهر رمضان المبارك الماضي حيث أمضى حراس مبنى مخابرات البقعة ليلتهم في العبادة حتى أدوا صلاة الفجر وعقدوا النية على صوم الشهر الفضيل”.
وأضاف النص القضائي بأن “قسم من الحراس خلدوا إلى النوم في حين تولى القسم الآخر عملية الحراسة، في حين كان المتهم الأول عقد العزم على تنفيذ عملية عسكرية إرهابية باستخدام المسدس والذخيرة التي كانت بحوزته، التي سبق وأن اشتراها من المتهم الثاني خلال شهر شباط/فبراير من العام الحالي 2016 دون علمه أنه سيستخدمها للقيام بأعمال إرهابية” .
وأفاد قرار المحكمة بأن “المتهم الأول من الأشخاص الإرهابيين الذين سبق وأن جرت محاكمتهم بتهمتين إرهابيتين أمام محكمة أمن الدولة، وهما القيام بأعمال لم تجزها الحكومة من شأنها أن تعرض المملكة لخطر أعمال عدائية، وتعكير صلاتها بدولة أجنبية، وتم الحكم عليه بالاعتقال المؤقت لمدة سنتين ونصف السنة”.
وأردفت المحكمة بقولها إنه “استعدادا لتنفيذ العمل الإرهابي قام مساء الخامس من حزيران/يوينو الماضي بتجهيز المسدس لينفذ جريمته في أول أيام شهر رمضان المبارك في السادس من الشهر نفسه”، لافتة إلى أن “المتهم اتجه صوب المبنى لتنفيذ عمله الإرهابي حيث بادر بإطلاق العيارات النارية على أفراد الدائرة ما أدى إلى استشهاد خمسة منهم” .
وأنهت المحكمة نص قرارها بقولها إن المتهم توجه لأحد المساجد وهناك تم الاشتباه بأمره من قبل جموع المصلين، ولدى محاولة تفتيشه قام بإطلاق عيارين ناريين من مسدسه أصابت أحد أفراد الأمن العام الذي كان متواجدا في المسجد، وتمت السيطرة عليه وضبط المسدس والذخيرة الحية بحوزته وجرى إلقاء القبض عليه”.
حكم نهائي غير قابل للطعن
وبحسب مصدر قضائي لـ”إرم نيوز” فإن هذا القرار يعتبر نهائيا ولا يحق للمتهم الطعن فيه أمام المحاكم، في الوقت الذي ينتظر تنفيذ الحكم مصادقة الملك عبد الله على القرار، وذلك في ظل تجميد تنفيذ عقوبة الإعدام في الأردن
يشار إلى أن منفذ الهجوم على مقر مخابرات البقعة يبلغ من العمر 22 سنة، وكان موقوفا لدى المخابرات بتهمة التراسل مع تنظيم داعش، في حين استند في هجومه إلى فتوى عامة أطلقها الناطق الإعلامي باسم تنظيم داعشالمدعو أبو محمد العدناني، التي حرضت على تنفيذ اعتداءات مسلحة ضد أفراد الأجهزة الأمنية خاصة في شهر رمضان.