تسلم محمد ولد عبد العزيز رئيس موريتانيا اليوم الأربعاء، في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، الرئاسة المشتركة للقمة الإفريقية العربية الرابعة، التي تستمر ثلاث سنوات خلفا لأمير دولة الكويت.
وقد تسلم ولد عبد العزيز من قبل أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح رئيس القمة الثالثة.
ودعا ولد عبد العزيز بعد تسلمه رئاسة القمة، إلى “تعزيز الشراكة الإفريقية العربية وتكثيف التعاون في القضايا ذات الصلة، وتعزيز المكاسب المشتركة بين المنطقتين العربية والإفريقية”.
تعزيز الاستثمار
وطالب الرئيس الموريتاني في خطابه أمام القمة “بتعزيز الاستثمارات في مجالات التكنولوجيا والمعلومات والاتصالات والطاقة النظيفة والزراعة والنقل، فضلا عن توفير التسهيلات والضمانات المتعلقة بتحسين مناخ العمل، بغية زيادة معدلات حجم المشاريع الاستثمارية والتجارية في المنطقتين العربية والإفريقية”.
وتطرق رئيس القمة إلى ضرورة “إقامة تعاون وثيق من شأنه الإسهام في استحداث أقطاب اقتصادية كبرى مشتركة كفيلة بأن تصبح قوى منافسة وفعالة وذات حضور قوي على الصعيد الدولي”.
وبدأت فعاليات القمة الرابعة بتسليم جائزة المعهد الثقافي العربي الإفريقي، إلى الرئيس السوداني عمر حسن البشير، كما تم اعتماد جدول أعمال وبرنامج العمل، بالإضافة إلى بحث نتائج اجتماع مجلس وزراء الخارجية الإفريقي العربي المشترك الذي التأم في مالابو تحضيرا للقمة الإفريقية العربية الرابعة.
وتسعى الدول العربية والإفريقية المشاركة في أعمال القمة إلى اعتماد وثيقتين في اختتام القمة، هما إعلان مالابو ووثيقة حول قضية فلسطين وقائمة بقرارات القمة الإفريقية العربية الرابعة، وتاريخ ومكان انعقاد القمة الإفريقية العربية الخامسة وما يستجد من أعمال لوضعها على الجدول.
وستناقش هذه القمة كذلك مجموعة من مشروعات الوثائق والتقارير المقدمة من الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، تمهيدا لإقرارها على مستوى القمة، إضافة إلى تبني إعلان هام منفصل يؤكد التضامن العربي الإفريقي لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
مقاطعة عربية
يشار إلى أن القمة انطلقت بمقاطعة المغرب والسعودية والإمارات والبحرين وقطر والأردن واليمن والصومال، احتجاجًا على مشاركة وفد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
وكان المجلس الوزاري للقمة العربية الإفريقية الذي استأنف جلساته مساء أمس الثلاثاء، رفع الخلاف بشأن مشاركة وفد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، التي أعلنتها جبهة البوليساريو من جانب واحد في 1976 إلى اجتماع القادة الأربعاء.
وخلال اجتماع وزراء خارجية القمة اعترض وزير شؤون الهجرة المغربي أنيس بيرو رئيس الوفد المغربي المشارك، على تواجد وفد الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
وظل الخلاف قائما مع تباين في الرؤى بين الجانبين العربي والإفريقي حيث تتمسك الجامعة العربية بإبعاد وفد الصحراء من القمة، فيما تصر مفوضية الاتحاد الإفريقي على مشاركته.
وبدأت قضية الصحراء العام 1975 بعد إنهاء الاستعمار الإسباني لها، ليتحول النزاع بين المغرب والبوليساريو الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، إلى نزاع مسلح استمر حتى العام 1991، قبل أن يتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة.
وتصر الرباط على أحقيتها في الصحراء، وتقترح حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتها، بينما تطالب البوليساريو التي تدعمها الجزائر بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة.