مؤتمر أبوظبي للحفاظ على التراث.. محمد بن زايد يوجه نداء للعالم لمنع تهريب الآثار

وجّه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، نداء لكل دول العالم بالتعاون والتنسيق للسيطرة على تهريب الآثار ومواجهة التطورات الخطيرة في هذا المجال وبالذات خلال السنوات الأخيرة، خاصة آثار بعض الدول العربية والتي عانت من خطر العنف والإرهاب، مؤكدًا أهمية النظر إلى هذه الآثار باعتبارها تراثا عالميا مشتركا لا يجوز التهاون في سرقتها أو تهريبها أو نقلها من أماكنها التاريخية.
وقال الشيخ محمد، في الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي، “الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر” اليوم   بأبوظبي، ” إنني على ثقة تامة بأن هذا المؤتمر سيمثل منعطفاً مهماً وعلامة فارقة في الجهود الدولية الرامية الى حماية التراث الثقافي العالمي المهدد وقت الحروب والأزمات، وإطارا عالمياً فاعلاً لتنسيق التحركات في هذا المجال ومنطلقاً أساسياً لمزيد من العمل والجهد خلال الفترة القادمة”، بحسب وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام).
وأكد أن “هذا المؤتمر يمثل حدثاً مهماً وفرصة حقيقية لنعرب من خلاله على أهمية تكاتف جهود دول العالم كافة لحماية التراث العالمي الذي بات مهدداً أكثر من أي وقت مضى بفعل الحروب الأهلية والنزاعات وعبث الجماعات المتطرفة والإرهابية وعصابات تهريب الآثار والتراث بغرض القضاء على ذاكرة الشعوب وتدمير تراثها الإنساني، وهو سلوك ترفضه كل الديانات السماوية والأعراف البشرية والمواثيق الدولية”.
وأشار إلى أن الإمارات أولت تراثها الثقافي أهمية كبيرة ووضعت منظومة قوانين تهدف إلى حمايته من العبث والاندثار لأنها تدرك أن هذا التراث الوطني يشكل رمزاً لهويتها وخصوصيتها الحضارية والثقافية والمجتمعية، إضافة الى أن هذا التراث هو إثراء للتراث العالمي والفكر والحضارة الإنسانية أيضاً، مشيدًا بالدور الريادي الذي تلعبه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو” في سبيل حماية كل المناطق الأثرية والحفاظ على التراث البشري العالمي.
حماية التراث
وفي السياق، أطلقت فرنسا والإمارات، اليوم السبت، صندوقا بقيمة 100 مليون دولار لحماية مواقع التراث التي يهددها التطرف والصراع بعد أن قام متشددو تنظيم داعش في العراق بتدمير قصر أثري الشهر الماضي.
وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام)، إن الصندوق الذي أعلنه في مؤتمر في أبوظبي الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان سيستخدم لانشاء ملاذات آمنة، لحماية التراث الثقافي المعرض للخطر ونقل وترميم الآثار التي تضررت من الحرب.
ونقلت الوكالة عن محمد خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة قوله “نحن هنا اليوم بسبب أعمال تدمير مؤسفة بالمواقع الأثرية التي تحكي تاريخ البشرية ونخسر بسببها جزءا من الحضارات لا يمكن تعويضه”.
وأضاف “الصندوق الدولي سيدعم عمليات التمويل التراثي والثقافي وترميمه فيما ستكون الخطوة الثانية للمبادرة، إنشاء شبكة دولية للملاذات الآمنة لحماية الممتلكات الثقافية المهددة بالخطر والمحافظة عليه”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *