يتباهى نجل رئيس أفريقي بأسلوب حياة فارهة على إنستغرام، بعد أن اتهم بنهب ما يقارب 116 مليون دولار من أموال بلاده ليشتري لنفسه سيارات فاخرة ومنازل فخمة.
ويتهم تيودورين أوبيانغ نجل رئيس غينيا والبالغ من العمر 47 عاما، باختلاس الملايين من أموال الدولة ليعيش قمة الرفاهية والتبذير في حين يتضور مواطنو بلاده جوعاً.
وتلقى حسابات أوبيانغ على مواقع التواصل الاجتماعي نظرة مقربة على حياته الباذخة من خلال الصور التي ينشرها من داخل طائرته الخاصة، أو من على متن القوارب السريعة، أو أثناء قيادته سياراته الشبح وقيادة الغواصات.
أوبيانغ الذي قام والده بتنصيبه نائبا لرئيس دولة غينيا النامية والفقيرة، قام بنشر صور لحفلاته الماجنة بصحبة امرأة نصف عارية إضافة إلى صور مع مجموعة من الأسود.
ويقوم أوبيانغ بنشر صوره تحت اسم مستعار “تيدي نغيما”، ويشارك بشكل منتظم لقطات لنفسه وهو يقود سيارات فيراري يبلغ ثمنها بضعة ملايين من الدولارات، ودراجته النارية التي تشبه تماماً تلك الدراجة من فيلم Tron.
وأما منزله الخيالي في ضاحية باريس الحصرية “أفينيو فوش”، الذي يفتخر بقاعات المسرح والسينما إلى جانب حمامات السباحة وصالون الحلاقة، وحنفياته المغلفة بأوراق الذهب، فيقدر ثمنه بحوالي 112 مليون دولار.
ويقف أوبيانغ في مواجهة اتهامات بنهب مبلغ 116 مليون دولار على الأقل من الدولة لشراء منزله هذا إضافة إلى مجموعة سياراته الإيطالية الفاخرة. إذ وافقت محكمة فرنسية يوم الأربعاء الماضي على تأجيل محاكمته بتهمة الفساد بناء على طلب من فريق الدفاع الخاص به.
وتأتي هذه المحاكمة وهي الأولى الناجمة عن تحقيقات لم يسبق لها مثيل حول الأصول الفرنسية لثلاثة من القادة الأفريقيين المتهمين بالحياة المترفة بينما تموت شعوب بلادهم من الجوع والفقر.
وطالب فريق دفاع أوبيانغ في جلسات الاستماع التي تسبق المحاكمة المقررة خلال الأسابيع القليلة القادمة، بمنحهم المزيد من الوقت لاستدعاء الشهود وإعداد دفاعاتهم.
وحاول نجل الرئيس الامتناع عن حضور جلسات المحكمة وادعى بأنه بريء. وقال إن الأموال التي بحوزته جاءت من مصادر مشروعة، وليس من الرشاوى والاختلاس كما يزعم المدعون العامون.
وادعت النيابة العامة وفريق مكافحة الفساد “منظمة الشفافية الدولية”، وهم أطراف الادعاء في القضية، بأن طلب محامي الدفاع للتأجيل هو تكتيك “للمماطلة”، وأجبر مسؤولون أمريكيون أوبيانغ بالفعل على حجز الممتلكات بعد أن اتهموه بأنه قام بسرقة بلاده.
وفي تسوية تم الوصول إليها، وافق أوبيانغ على تسليم ممتلكاته التي تساوي أكثر من 30 مليون دولار، بما فيها الفيلا الفخمة التي تقع في ماليبو بولاية كاليفورنيا، إضافة إلى عشرات السيارات الفارهة.
وتمكن أوبيانغ من الاحتفاظ بطائرته الخاصة التي يبلغ ثمنها 38 مليون دولار ومجموعة من مقتنيات المغني العالمي الراحل مايكل جاكسون التي تشمل قفازاته المرصعة بالكريستال.
من جانبها صادرت السلطات الهولندية والسويسرية والفرنسية مجموعة من ممتلكات أوبيانغ بما فيها اليخت الذي يبلغ طوله 250 قدما ويدعى “شعاع الأبنوس”، إضافة إلى منزله في باريس، ويتوقع أن تستأنف المحاكمة في الـ 19 من يونيو/حزيران القادم.