على
الرغم من تاكيد الرئيس المصري الراحل انور السادات في خطابه امام الكنيست
الاسرائيلي ان حرب اكتوبر هي اخر الحروب إلا ان هذا التصريح والذي ربما اطلقه
الرئيس الراحل للتاكيد على حرص مصر على السلام وعدم استعدادها لخوض حروب اخرى ضد
اسرائيل إلا ان الواقع والتاريخ يؤكدان عكس ذلك تماما واذا كان هناك امكانية
لتحقيق السلام يوم بين العرب واسرائيل رغم صعوبة ذلك فان السلام بين مصر واسرائيل
يعد شيئا مستحيلا لانه عداء مركب تحكمه عقدة تاريخية وعداء ديني ومصالحة
استراتيجية متعارضة ولا نبالغ ان قلنا ان عداء اليهود للمصريين بدء مع عصر
الفراعنة عندما قام فرعون مصر بطرد اليهود من مصر إبان ظهور موسى عليه السلام ومنذ
ذلك الحين ترسبت في اليهود عقدة تاريخية من المصريين لاعتقادهم ان المصريين طردوهم
من ارضهم التاريخية والتي يجب ان يعودوا عليها اذا سمحت لهم الظروف ذلك ومن هذا
المنطلق فان ارض اسرائيل التاريخية التي وضعها حكماء تمتد من النيل الى الفرات
وعندما دخل الاسلام مصر وفتحت على يد عمرو بن العاص اصبح العداء بين المصريين
واليهود عداء تاريخي وديني ولعل الحاجز الديني هو اكثر الحواجز تعقيدا لان الشعب
المصري شعب متدين بطبعه ويرفض التعامل مع شعب لعنهم الله في كتابه وعندما قامت
دولة اسرائيل ازداد العداء تعقيد بين المصريين واليهود واصبح عداء تاريخي وديني
واستراتيجي لان مشروع اسرائيل في المنطقة وسعيها للهيمنة العسكرية والاقتصادية
والثقافية عليها يتعارض مع دور مصر الريادي في المنطقة ولا نبالغ ان قلنا ان تنفيذ
المشروع الصهيوني يقضي على كيان مصر كدولة لذا فانه بالرغم من انهاء الصراع
العسكري بين مصر واسرائيل عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد إلا ان هذا الصراع تحول
الى صراع سياسي واقتصادي وثقافي في اطار سعي كل طرف لقيادة المنطقة وعلى الرغم من
نجاح مصر في استعادة سيناء إلا ان اسرائيل نجحت في غزو مصر ثقافيا من خلال نشر افلام
الدعارة والجنس وإبعاد الانسان المصري عن هويته العروبية والاسلامية وحصارها
اقتصاديا فضلا عن دعم الجماعات الارهابية بشكل مباشر او غير مباشر لانهاك مصر
عسكريا واقتصاديا ولاشك ان هذا المخطط الشيطاني والذي يستهدف حاضر مصر ومستقبلها
وامنها وامن المنطقة ككل يقتضي اعادة ترتيب صفوفنا لتلافي الاثار السلبية التي
خلفتها اتفاقية كامب ديفيد ولعل هذا يتطلب تحقيق بعض الامور منها :-
العمل على تعديل اتفاقية كامب ديفيد
بما يسمح لمصر نشر قواتها على كافة اراضي سيناء ولعل الظروف التي تمر بها مصر
حاليا يعطي لمصر مبررا كافيا للمطالبة بهذا التعديل لمكافحة الجماعات الارهابية في
سيناء .
تشكيل
جيش عربي موحد بأسرع وقت ممكن لمجابهة المؤامرات الخارجية لتقسيم المنطقة وتفتيتها
.
العمل على تشكيل تكتل اقتصادي عربي
يعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي لكل دول المنطقة بما يجنبها الضغوط الاقتصادية
لدول المنطقة .
الدخول في مباحثات مع دول الجوار
الاخرى كتركيا وايران للوصول الى تفاهمات تزيل التوتر عن المنطقة وتبعدها عن
الصراعات الطائفية والمذهبية .
وبدون
ذلك فان المخطط الصهيوني الغربي لتقسيم المنطقة والاستيلاء على ثرواتها سوف يصبح
امرا واقعا لا محالة وحينئذ لن ينفع الندم ولن تجدي الدموع .