طعنة جديدة للاخوان المسلمين طرد 200 عنصر من السودان

رحلت الحكومة السودانية خلال الساعات الماضية عشرات المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين من الأراضي السودانية.
وأفادت تقارير بأن القرار السوداني يأتي في أعقاب تولي الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب والتي تسعى جاهدة لإدراج جماعة الإخوان في قائمة المنظمات الإرهابية.
وقال مصدر بالجماعة  إن حوالي 200 عنصر من إخوان مصر غادروا السودان خلال الساعات الماضية إلى جهات مختلفة من بينها ماليزيا وتركيا، بطلب من السلطات السودانية.
وأشار المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه إلى أن المجموعة المرحلة تنتمي لجبهة “الكماليون”، وهو التيار الشبابي بالجماعة الذي تزعمه القيادي الراحل محمد كمال.
وأضاف أن قيادات الجماعة بتركيا تتواصل مع السودان لمعرفة سبب الترحيل، واحتمال وجود قرارات أخرى يمكن أن تتخذها السودان خلال الفترة المقبلة، لافتًا إلى أن  جماعة “إخوان السودان” أفادت بأن القرار الأخير يأتي في سياق تغيرات في السياسية الخارجية للدولة المجاورة لمصر.
من جانبه، قال محمد عبدالوهاب القيادي المنشق عن جماعة الإخوان إن عملية الترحيل التي تمت لعناصر من الجماعة نهاية الأسبوع الماضي أفقدتها جزءًا هامًا من حلفائها نتيجة السياسات الخاطئة التي مازالت تنتهجها حتى اللحظة، واصفًا القرار بـ”الطعنة الجديدة” في ظهر الجماعة التي كانت تدعم بشكل قوي خلال الفترات الماضية حكومة الرئيس السوداني عمر البشير.
وتابع عبدالوهاب   أن القرار السابق كان متوقعًا وذلك وفق التغيرات التي طرأت على خريطة السياسات الدولية واتهامات للجماعة بأنها الملهم لعدد من التنظيمات كداعش وجبهة النصرة، والتي ألمح إليها الرئيس الأمريكي الجديد ترامب في خطاباته، متوقعًا أن تحذو قطر وتركيا نفس الخطوة خلال الفترة المقبلة إرضاءً للإدارة الأمريكية الجديدة وتجنب حدوث أي توترات في العلاقات.
وقال المصدر الذي يتخذ من تركيا مقرًا لإقامته عقب فراره من مصر العام 2013، إن اتصالات أجريت بين إخوان مصر المقيمين في تركيا وبين “إخوان السودان” مساء السبت بشأن التطورات الأخيرة، وإمكانية أن تقدم السودان على خطوة أخرى تهدد أمن المقيمين في الخرطوم.
الخلافات الداخلية
من جهته، قال عمرو عمارة أحد القيادات الشابة المنشقة عن الجماعة، إن السبب الرئيسي وراء ترحيل حوالي 200 إخواني من السودان نهاية الأسبوع الماضي يرجع إلى الخلافات الداخلية بين الجماعة حيث تتخذ جبهة “الكماليون” السودان مقرًا لها ومع تصاعد الخلافات بين أطراف الجماعة تردد اسم السودان كثيرًا خلال الفترة الأخيرة ما دفها لاتخاذ القرار السابق.
واعتبر عمارة  أن القيادات الحالية بالجماعة تتناحر من أجل اعتلاء رمز فقد مكانته المعهودة، مشيرًا إلى أن الخاسر هم شباب الجماعة الهاربين نظرًا لأن معظم الهاربين إلى الخرطوم هم شباب الجماعة وقيادات الصف الثاني وذلك لضعف الإمكانيات التي تمكنهم من السفر لأوروبا أو تركيا.
وأضاف عمارة أن الخلافات التي ضربت الجماعة خلال الفترة الماضية أثرت بالسلب على التنظيم خاصة من الناحية المادية والتمويلية نتيجة جفاف العديد من مصادر تمويل الجماعة سواء التي كانت تمول من داخل مصر أو من خارجها، بالإضافة إلى رحيل إدارة أوباما أحد أكبر الداعمين السابقين لجماعة الإخوان.
وأوضح أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها طرد أفراد الجماعة من السودان حيث سبقتها قرار بطرد ما يقرب من 450 أخوانيًا من القيادات المتوسطة والشابة بالجماعة في الخرطوم، خلال العام الماضي.
ووفقًا لمصادر بالتيار الإسلامي فإن عدد الهاربين إلى الخرطوم من جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية يقدر بنحو 1000 شخص، فروا عقب سقوط حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، ومن أبرز الأسماء الهاربة بالسودان أحمد المغير وعبدالرحمن عز، إلى جانب عز الدين دويدار والذين ينتمون إلى التيار الجديد بجماعة الإخوان والذي كان يتزعمه القيادي محمد كمال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *