دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى تجديد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، معتبرا أن الجامعة، في حال عودة دمشق لصفوفها، ستلعب دورا أكثر فعالية في المنطقة.
وفي مؤتمر صحفي في ختام الدورة الرابعة لمنتدى التعاون الروسي العربي في أبوظبي، الأربعاء، 1 فبراير/شباط، أكد لافروف أن رفع تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، سيساعد في تسوية الأزمة السورية.
وأوضح: “إبعاد الحكومة السورية، بصفتها عضوا كامل الحقوق في الأمم المتحدة، عن المشاركة في المناقشات في جامعة الدول العربية، لا يساعد جهودنا المشتركة. ويبدو لي أن الجامعة ستتمكن من لعب دور أكثر أهمية في حال عودة الحكومة السورية للعضوية”.
بدوره، أعاد أمين عام الجامعة، أحمد أبو الغيط، إلى الأذهان أن تجميد عضوية سوريا تم بقرار من الجامعة، وإمكانية عودتها للجامعة العربية غير مطروحة حالياً.
وتابع أن إعادة عضوية سوريا للجامعة العربية قرار خاضع للدول الأعضاء. كما أشار إلى استعداد أمانة الجامعة لتنفيذ قرارات مجلسها على مستوى الوزراء أو القمة، في حال طرحت دولة أو عدة دول من أعضاء الجامعة هذا الموضوع.
لافروف: اتفاق الهدنة مفتوح أمام الجميع باستثناء “داعش” و”النصرة”
وبشأن المفاوضات السورية، التي جرت في العاصمة الكازاخستانية أستانا، في أوائل الأسبوع الماضي، قال لافروف إنها كانت ترمي إلى توفير الظروف المواتية للتفاوض المباشر بين طرفي النزاع بفضل ضمان وقف إطلاق النار.
وتابع أن إمكانية الانضمام لاتفاق الهدنة مفتوحة أمام جميع الراغبين، باستثناء “داعش” والنصرة”.
وذكّر بأن فصيليْن من “الجبهة الجنوبية” التي تنشط في ريف درعا، قررت، قبل انعقاد لقاء أستانا بأيام عدة، الانضمام لاتفاق الهدنة، مشيدا في هذا الخصوص بالمساعدة التي قدمها الأردن. وتابع، قائلا: “إننا نأمل في زيادة عدد الفصائل المسلحة التي تنضم إلى هذه الاتفاقات”.
ولفت لافروف إلى أن الإعلان عن انعقاد لقاء أستانا، بحد ذاته، دفع بالأمم المتحدة إلى الإعلان عن موعد استئناف المفاوضات في جنيف، في 8 فبراير/شباط، ومن ثم تم تأجيلها إلى 20 من الشهر نفسه. وأعرب الوزير الروسي عن أمله في ألا يتم تأجيل انطلاق المفاوضات مجددا.
لافروف: على ترامب تقديم تفاصيل حول مشروع “المناطق الآمنة”
أكد لافروف أن موسكو مستعدة لمناقشة الأفكار الأمريكية حول التسوية بسوريا، بما فيها إمكانية إقامة “مناطق آمنة” لمساعدة النازحين، لكنه قال إن على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن توضح مواقفها بهذا الشأن.
وأعاد إلى الأذهان أن فكرة “المناطق الآمنة” تم طرحها، في إحدى المراحل الأولى للأزمة السورية، عندما كان أصحاب هذه الفكرة ينوون تكرار التجربة الليبية التي تم في سياقها إقامة “منطقة آمنة” في محيط بنغازي، حيث كانت تتمركز القوات المعادية للحكومة، بالإضافة إلى تشكيل حكومة موازية، فيما هرع حلف الناتو لمساعدة هذه الحكومة البديلة، وأسقط نظام القذافي، انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي”.
وأضاف: “أما اليوم، فلا أرى في أفكار واشنطن محاولة للسير في هذا الطريق. وكان هذا الطريق مؤسفا جدا، وفي نهاية المطاف، أدرك الجميع ذلك، ونحن مازلنا حتى اليوم نحاول مساعدة الليبيين في استعادة وحدة أراضي بلادهم”.
واعتبر أن الإدارة الأمريكية بطرحها هذه الفكرة، تولي الاهتمام، بالدرجة الأولى، بتقليص عدد اللاجئين، الذين يتوجهون من الشرق الأوسط إلى الدول الغربية.
بدوره، قال وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، إن من المبكر اتخاذ قرار نهائي بشأن اقتراح إنشاء مناطق آمنة في سوريا. وتابع أن لقاء أستانا أكد أنه يمكن حل الأزمة السورية، ويجب مضاعفة جهد الأمم المتحدة للاستفادة من نتائج هذه الاجتماعات.
كما أكد الجانبان الروسي والعربي، خلال الدورة الرابعة للمنتدى، أهمية تكثيف محاربة الإرهاب. وأعرب لافروف في هذا الخصوص عن التقدير للشركاء العرب على دعمهم مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول تشكيل جبهة شاملة لمحاربة الإرهاب.