- تأثرت بشعبية الشاعر سيد حجاب رحمه الله فقد رسم صورة زاهية مرئية لا تغادر المخيّلة الدرامية
- استخدام مناهج النقد الأدبي في تحليل النصوص يمنح القارئ وسيلة علمية لها فكر
- أي نص قصصي أو روائي يمكنك تحليله من خلال ثلاثة محاور هي الأفعال والأقوال والأفكار.
- النقد الأدبي علم له مناهج، وانطباع جمالي له مباهج
محررة المجلة تحاور الناقد سيد محمد قطب
حين تجلس معه تدرك جيدًا قمة إبداعة وأهمية أعمالة بمجال الأدب النقدي أستطاع أن يشكل جناحا عريضا فى ترسيخ مفهوم الوسطية بوصفها منهجا فى النقد الأدبي فحين يتحول مكنون القلب إلى كلمات تبحث حينها عن محتوى يسير في أعماق النفس الانسانية ينبض وحين يكون الأدب رسالة إنسانية ترتقي بالإنسان إلي مصاف المثالية يكون للحوار معنى وفى هذا الحوار تدرك بأنه أحد فقهاء اللغة العربية وشكل بسلاسة رونقا للآدب والعلم أنه المفكر والأديب أ.د سيد محمد قطب .
س/ نريد أن نقدم نبذه مختصرة عنك لكى يتعرف عليك القراء ؟
أستاذ الأدب والنقد بجامعة عين شمس تخرجت فى قسم اللغة العربية بكلية الألسن وتدرجت فيها طالبا معيدًا فمدرسا مساعدا فمدرسا فأستاذا مساعدًا فأستاذا ،
حصلت على جائزة الدولة التشجعية فى الأدب وجائزة البحوث الممتازة من جامعة عين شمس وقد نلت درع عيد العلم فى اليوبيل الذهبى لجامعة عين شمس عام 2001 عن كتاب عبد الحميد إبراهيم واسطة المنظومة النقدية وعام 2009 عن مجمل أعمالهم
عضو فى اتحاد كتاب مصر وشاركت فى كثير من المؤتمرات العلمية وكتبت فى معظم الدوريات الأدبية
مؤسس سلسلة “تراسل في النقد التطبيقي” وحلقة “عبد الله خورشيد للسرديات”، مؤلف ومؤلف مشارك لأكثر من ثلاثين كتابا في النقد الأدبي من أهمها “قراءات نقدية – لونجمان” و”في أدب المرأة – لونجمان” و”أيقونة الحداثة: صلاح فضل – طبعة أولى دار شرقيات – طبعة ثانية ضمن كتاب شيخ النقاد: صلاح فضل – الصالون الثقافي العربي – آفاق للنشر والتوزيع –” و”عبد الحميد إبراهيم – واسطة المنظومة النقدية – الهيئة المصرية العامة للكتاب” و”الجيولوجيا الثقافية والعلامة الروائية – دراسة في رموز نجيب محفوظ – مكتبة الآداب – القاهرة –” و”الإشارات الثقافية والمرجعية الروائية – أوراق وأصوات في القص والسرد – دار الهاني للطباعة والنشر
مؤلفاتى الأدبية والنقدية: اسم البطل مفتاح أسلوبي للقراءة التأويلية – الإشارات الروائية والمرجعية الثقافية – ما وراء التمثيل الرمزي – أهل السرد – بلوغ الغاية في نقد القصة والرواية – محمد إبراهيم أبو سنة شاعر القصيدة الخضراء – عمر كردي الساكن في بيت القصيد – السيرة الذاتية في ضوء علم العلامات الثقافي – مؤلف مشارك في كثير من الكتب مثل: قراءات نقدية – في أدب المرأة – عبد الحميد إبراهيم واسطة المنظومة النقدية – الجيولوجيا الثقافية والعلامة الروائية دراسة في رموز نجيب محفوظ – أعلام القصة العربية: مائة صوت في مكتبة السرد – الظاهرة السردية – سرد التكوين – المحيط السردي – صفحة تعبير – طريق المترجم – له رواية شبح النادي السويسري.
س/ رغم أهمية النقد فى إثراء الحركة الأدبية إلا أن الضوء لا يسلط كثيرًا على أهمية النقد فما هو ردكم على ذلك بصفتك أديب وباحث ؟
ليس هناك بالشكل الكبير تراجعا للدور الأدبى النقدي وأنما تعددت أشكال الأداءات النقدية الممارسة حاليًا بصورة كبيرة نظرًا لتطور العصر وترتب عليه إختلاف وجهات النظر والروىء وكان هناك هواه ومجموعة من النقاد هم الذين يحددون المعايير والأحكام ويقدمون الأعمال إلى الرأى العام بصورة منظمة ومرتبة واليوم تعددت هذه الأشكال من قبل الشباب الذي لهم إنتاجهم ووسائل الإعلام ولهم قنواتها المتعددة ربما الأن ما نفتقده الهوية النقدية الواضحة .
فلا يوجد الناقد الوحيد الذى يمكن أن نأخذ برأيه ونقول أن هذا الرأى هو الرأى الصائب فيما مضى كنا نأخذ برأى الأديب طه حسين ، عباس العقاد ونثق به ثقة كبيرة ليس ذلك لشىء وأنما إيمانا بقوة وإثراء أقلامهم الحرة ولكن الأن نجد التعدد فى الاراء
فنحن نحتاج إلى الثقافة النقدية فالنقد جزء من الحياة ففى قديم الخمسينيات أقيمت إذاعة البرنامج الثانى كانت إذاعة ثقافية للترجمة والفكر ونشر الأدب لا غير ذلك ولكن مع التطور أصبح لهذا البرنامج البريق كما كان من قبل .
فالنقد هى مادة مصنعة من أجل أن نتذوقها فنيًا ولإبد من أستعادة رونقها فنحتاج ايضا إلى الناقد الأكاديمي المتخصص الذي يتوفر لديه إليه صناعة إدبية ونقدية وإلى الناقد المعلم والإعلامى .
س/ خلال مطالعة تاريخك الأدبى العريق إدركنا بأنك كنت أول من وضع الخطط الأستراتيجية لتشكيل الصالونات الثقافية فكان منهم ” صالون د/ غازى الثقافي العربي الدولي ” فكيف تبلورت تلك الفكرة لديكم ؟
جاءت الفكرة من خلال د/ غازي زين عوض الله المدنى رئيس مجلس إدارة الصالون والذي وفقه الله فى أن يهدى إليه عقلية كمثل المفكر الكبير أ.د سمير سرحان _ يرحمه الله _ رئيس الهيئة العامة للكتاب والذى كان له الدور المحورى في نجاح الصالون ، فلقد قدم كل شىء ليصبح الصالون بلورة ثقافية مميزة فى الوطن العربي وأن يشق طريقه فى رسم الهوية العربية متفاعلا مع معطيات الثقافة الإنسانية .
ولقد بدأ الموضوع كله بندوة من فكرة د/ غازي إحتفالا بصديقه عبد الله عبد الرحمن الجفري وهو أديب كبير يماثل فى أدبه كتابات أنيس منصور وقد كان كتابه الذى أصدره حينها ” هذا يخصكى سيدتى ” وقد وجه الخطاب للمرأة بإعتبار المرأة هى الوطن والأمة والهوية والإنسانية .
ولقد طلب د/ عبدالله الجفري من الدكتور طارق حماد أن يقيم له الندوة ويأتى بمن يثق بهم لتقيمها وكان حاضرًا بهذه الندوة د/ سمير سرحان والأديب محمد جلال وعاطف العراقي وجمال بدوي والنقيب وعائشة أبو النور ومحي محمود ومجموعة من مفكري مصر وجمال حماد كان صديقا لى وطلب منى أن أتى لأقيم أداء الندوة بصفتى ناقد أدبى وبحضور الكاتب القدير نبيل راغب وقد حققت الندوة نجاج منقطع النظير ونشرت بعدد كبير من الصحف المصرية والعربية وقد إذاعها د/ جمال حماد الندوة بتاقهى الثقافي فى إذاعة صوت العرب .
وبعد ذلك أقترح د/ سمير سرحان على الدكتور غازى بأن يجعل من هذا اليوم خيط قويا وأنطلاقا بأن يقيم صالون ثقافي فى القاهرة ومن ثم تم البدء فى وضع الخطط الأستراتيجية للصالون وتشكيل لجنة إعلامية للصالون من أجل الأحتفاء العلمى بيوم المبدع العربي ويقدم حوله مجموعة من الدراسات الأدبية كمثل كتاب ” هؤلاء قالوا كلماتهم ” بقلم / د غازي زين عوض الله المدني وهو تجميع للمكرمين فى مجلد واحد وقد أنتج أكثر من 10 مجلدات للمكرمين والمبدعين وأشتركنا فى العمل فى معظمهم بالأضافة إلى سلسلة من إنتاج المبدعين العرب وأقامة الدراسات عليهم ونحن نرى من خلال مجلدات د/ غازي أنه يجب أن تؤرخ للحياة الأدبية والعربية لتكريمه لعدد كبير من الشخصيات العربية من أنحاء العالم العربي كمثل عاطف العراقي وجمال بدوي وأنيس منصور وأحمد خميس والشاعر والإعلامى عمر خضر وغيرهم .
ثم ظهرت بعد ذلك سلسلة المبدعين العرب وقد بدأت السلسلة بالكاتب والشاعر فاروق جويدة وكتاب عن عبد الرحمن الجفري وعمر الكردي ونجيب محفوظ وصلاح طاهر وأحمد السباعى وغيرهم .
س/ كثيرا من الأدباء الشباب لم يتجه لمجال النقد هل ترى أن ذلك يرجع لصعوبة هذا المجال وكيف يمكن عملية إثراء النقد الأدبي فى المرحلة القادمة ؟
أن إثراء المجال الأدبي يبدأ من خلال مرحلة الأبتدائية حيث يمكن من خلال ذلك تشكيل لديه روح النقد والوعي فيتعلم الجمال والتذوق وبعد ذلك توضع المعايير البلاغية لماذا ما نرأه هو جميل وأشياء أخرى قبيحة فنبدأ فى وضع ألية لثقافة الأختلاف ليرتقى بالذوق العام وبالنسبة لأثراء الحركة النقدية يبدأ من خلال ترك الأغواء الشخصية والتركيز على التعلم النقدي فمشكلة معظم الشباب هو الهلث وراء الحصول على جوائز دون النظر لقيمة المادة المطبوعة والعمل كيف سيقرأ فمعظم الأدباء يسيرون وراء الأكثر مبيعا
س/ كيف تم تقييم كتابك ” رباعيات الكيت كات ” ؟
على غرار رباعيات الخيام وجلال الدين الرومي وصلاح جاهين تصحبنا رباعيات الكيت كات في رحلة ذهنية وشعورية ونفسية مغلفة بالشوق للماضي والحنين إلى الذكريات ، تنقلنا كل أربعة أشطر إلى فضاءات محملة بمشاعر مختلطة؛ فالمكان – بعبقه وعراقته – عنصر جذب تدور في فلكه عناصر التكوين الشعرية الأخرى ، صنعت من خلاله الحدث وبعثت الشخوص و وجهة الزمن ومستقر العاطفة ، تلتئم بالرواية حركية الحياة بصراعاتها في منطقة دافئة باعثة على الأمل .
و أردت من العنوان أن أرسل رسالتى الخاصة وهو هيمنة المكان على نفسى و عقلي و قلبي ، فتتجسد الدلالات في شخصيات إنسانية موازية للمكان وذلك حينما كتبت:
أحب الناس وردا في الأماكن
كواكب في العيون لها مساكن
ليالينا ونجم الليل يهمس
بأحداقك وليل البعد داكن
وقد قيمت صديقتى الدكتورة نهى مختار الرباعيات بأنها لكل من يحب الشعر ويعشقه، ويجد فيه الأنيس والصاحب، ومن يهوى موشحات الأندلس، ويفتقد أشعار ابن الخطيب وابن سهل وابن زيدون وكتابات الحريري ولكل من يحن إلى مكان وزمان مضى
ولحظة وصحبة قديمة ولكل من يعرف الكيت كات وشارع نابليون وسوق مراد وجامع خالد ومدرسة عرابي والنادي السويسري أو لا يعرفها لكل هؤلاء: هنا ستجد ضالتك
رباعيات، تسكن كل واحدة منها صورة جميلة وحكاية قديمة تحرك فيك مشاعر الحنين والشوق إلى الأماكن نفسها والأشخاص أنفسهم الذين حنّ إليها وإليهم الشاعر مع أنك لم ترهم وتعاصرهم..
ورباعيات تسكن الصفحات والقلب والنهى سكنا مريحا للعين أبدعه مهندس الصفحة، وكأن الشاعر يترك للقارئ مساحة على صفحته ليشاركه إبداعه ويملأ هو فراغها بنقده وحكاياته الموازية
تتمنى أن يكون إصدار مثل هذا الكتاب دوريا ..إسبوعيا أو يوميا إن أمكن ، لأن قراءته لا تستغرق سوى دقائق معدودات تفضي بك إلى بحور من تأمل تستغرق ساعات وساعات .
ولحظة وصحبة قديمة ولكل من يعرف الكيت كات وشارع نابليون وسوق مراد وجامع خالد ومدرسة عرابي والنادي السويسري أو لا يعرفها لكل هؤلاء: هنا ستجد ضالتك
رباعيات، تسكن كل واحدة منها صورة جميلة وحكاية قديمة تحرك فيك مشاعر الحنين والشوق إلى الأماكن نفسها والأشخاص أنفسهم الذين حنّ إليها وإليهم الشاعر مع أنك لم ترهم وتعاصرهم..
ورباعيات تسكن الصفحات والقلب والنهى سكنا مريحا للعين أبدعه مهندس الصفحة، وكأن الشاعر يترك للقارئ مساحة على صفحته ليشاركه إبداعه ويملأ هو فراغها بنقده وحكاياته الموازية
تتمنى أن يكون إصدار مثل هذا الكتاب دوريا ..إسبوعيا أو يوميا إن أمكن ، لأن قراءته لا تستغرق سوى دقائق معدودات تفضي بك إلى بحور من تأمل تستغرق ساعات وساعات .
س/ هل تأثرت بشاعر ما جعل ما بداخلك ينبض بالعقلية الراقية ؟
تأثرت بحرفية وشعبية الشاعر سيد حجاب فقد أضاف لبلاغة الدراما عنصرا فنيا يحيطها كالإطار ويسري في متواليات أحداثها وأعماق شخصياتها، جمعت “شاراته” للمسلسلات بين تطريز رداء موسيقي مسموع بالحروف ورسم صورة زاهية مرئية لا تغادر المخيّلة طوال المشاهدة للعالم الدرامي. في “أرابيسك” وصل إلى درجة عالية من تمثيل دلالة النص الدرامي في تشكيل شعري .
س/ لماذا لم يوجد نظرية عربية فى النقد الأدبي ؟
نتيجة إهمال التراث النقدي العربي والنظر إليه بوصفه مصنفات تخص عصورها ولا تفيد الحركة الثقافية المعاصرة وهذا وهم لأن الآداب والفنون نشاط بياني جمالي متصل على مستوى الإبداع والتنظير والتلقي ، فكما يعبّر جرير والجاحظ وابن طفيل عن تجربة شعورية بالشعر أو السرد يستخلص النقّاد والبلغاء طرائق التعبير ويحددون أشكاله وأساليبه وقوانينه ووظائفه ، وهذه الحركة الثقافية لا ينقطع فيها الغد عن الأمس.
– اللهث رواء المنجز الغربي فقط باعتبار الحضارة الغربية مركزا للثقافة، وكل من يستورد نظرية أو منهجا يصبح وكيلا للمكتب الفكري الغربي في الأدب العربي و اكتفينا بتطبيق المقولات الغربية باجراءاتها التنفيذية على نصوصنا من باب إراحة العقل.
س/ هل تريد أن تختتم الحوار بنصيحة للناقد الأدبي المعلم ؟
حاول أن تشعر بتلميذك، تذكّر جيدا كيف كان بعض أساتذتك يترفع عن مد يد العون لك، يرسلك للبحث عن أشياء لم يعثر عليها، ويدرك تمام الإدراك أنك لن تجدها، وينتظر عودتك خجلا ليسخر من سعيك الضائع، تذكّر وأنت تخرج من الحصة قبل موعدها بكثير كيف أن بعض أساتذتك لم يكمل حصته أبدا، تذكّر قبل أن تغيب دون أن تعتذر كيف كنت تذهب طوال اليوم دون أن يأتي المعلم وتعود مهدودا تقرأ وتحلم بما قرأت في صحبة من تحب. تذكّر فقط وأنت تشرح أمامهم أن كثيرا منهم يبحث عن كلمة جديدة وإنسان يحترم عقله ومشاعره.