تقدم للقوات العراقية في معركة غرب الموصل

أعلن الجيش العراقي، اليوم الأحد، أن قواته بدأت في التقدم صوب مطار الموصل وهو أول هدف في هجومها البري للسيطرة على الشطر الغربي من المدينة الذي ما زال في قبضة تنظيم داعش المتشدد.

وتقود وحدات من الشرطة الاتحادية العراقية تقدما باتجاه الشمال نحو أحياء الموصل الواقعة غرب نهر دجلة بهدف السيطرة على مطار الموصل الذي يقع على الطرف الجنوبي للمدينة وفقا لبيانات من القيادة المشتركة للقوات المسلحة.

وأفاد مصدر محلي في محافظة نينوى،  بحدوث انهيار مفاجئ في عشرات نقاط المرابطة الداخلية التابعة لوحدات تنظيم “داعش” غرب الموصل، مع انطلاق عملية تحرير غرب الموصل التي أعلن عنها رئيس الوزراء حيدر العبادي.

وقال المصدر إن “انهياراً مفاجئاً في عشرات نقاط المرابطة الداخلية لتنظيم داعش المنتشرة بين الأحياء والأسواق الرئيسة والتقاطعات الحيوية”، لافتاً إلى أن “عناصر التنظيم تركوا مواقعهم”.

وأضاف المصدر أن هذا الانهيار دليل على ضعف معنويات التنظيم والإرباك الكبير في صفوفه بسبب اشتداد العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش العراقي ضد عنصار التنظيم في الموصل، وفقاً لما أوردته “السومرية”.

وأعلن القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي، اليوم الأحد، انطلاق مرحلة جديدة من عمليات “قادمون يانينوى” لتحرير الجانب الأيمن من الموصل.

مكاسب ميدانية

وأعلنت قيادة عمليات “قادمون يانينوى”، اليوم، تحرير أول قرية في الساحل الأيمن لمدينة الموصل، وقال قائد العمليات الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله إن “قيادة الفرقة التاسعة تمكنت، صباح اليوم، من تحرير قرية باخيرة غرب الساحل الأيمن لمدينة الموصل”.

وأوضح يارالله أن القوات الأمنية تمكنت من اقتحام “سيطرة العقرب” على طريق بغداد – الموصل، مؤكداً -أيضاً- تحرير 3 قرى بالجانب الأيمن للمدينة، لافتاً إلى أن “وحدات الشرطة الاتحادية تمكنت من تحرير قرى الكافور والجماسة والبجواري في الساحل الأيمن لمدينة الموصل”.

وكانت القوات الأمنية المشتركة استعادت في الأـ 24 من يناير/ كانون الثاني الماضي الساحل الأيسر لمدينة الموصل، في وقت تمكنت فيه تلك القوات من استعادة النواحي والأقضية في نينوى كافة، ولم يتبق من المحافظة سوى الجانب الأيمن من المدينة وقضاء تلعفر تحت سيطرة تنظيم “داعش”.

وقات وزارة الدفاع العراقية أمس السبت، إن طائرات عراقية أسقطت ملايين المنشورات على غرب الموصل لتحذير السكان من أن معركة طرد مقاتلي داعش على وشك أن تبدأ وذلك في الوقت الذي بدأت فيه القوات التحرك في اتجاه المنطقة.

أعمال انتقامية

وتزامناً مع انطلاق تلك العملية الأمنية، أضرم مجهولون النار في 3 مقرات لتنظيم “داعش” غرب الموصل، بعد ساعات من إخلائها من قبل عناصر التنظيم المتطرف.

وتعرضت 5 دوريات قتالية لتنظيم “داعش” لهجمات مسلحة غرب الموصل خلال أقل من ساعة، وأشار مصدر مطلع إلى أن التنظيم قرر إقامة حظر شامل على الحركة في 6 أحياء في المدينة.

وشهدت تلك الهجمات المضادة للتنظيم المتطرف إحراق بضع مركبات تابعة له وسط أنباء عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف التنظيم.

وقال يارالله إن “القوات المسلحة تتسابق بمعنويات عالية تجاه الأهداف المحددة ضمن عمليات استعادة الجانب الأيمن والمناطق الغربية من مدينة الموصل التي انطلقت صباح اليوم”.

تصعيد داعش

وصعّد تنظيم “داعش”، الأحد، على إثر العمليات التي ينفذها الجيش العراقي، قمعه لأهالي الموصل، من خلال توجيه تهمة “الخيانة ونكث البيعة” إلى أهالي عدد من أحياء غرب الموصل، بسبب امتناعهم عن الالتحاق بخطوط الصد الأمامية ضد الجيش العراقي.

وقالت مصادر أمنية، إن خمسة أشخاص قتلوا من بينهم ثلاثة جنود عراقيين في تفجيرين انتحاريين وقعا، اليوم الأحد، في شرق الموصل.

واستهدف الهجوم الأول نقطة تفتيش للجيش مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود فيما استهدف الهجوم الثاني تجمعاً لمدنيين في ساحة “سيدتي الجميلة” مما أسفر عن سقوط قتيلين.

وقالت المصادر الأمنية التي تم الاتصال بها من أربيل عاصمة كردستان العراق الواقعة شرقي الموصل إن نحو 12 شخصا أصيبوا أيضا في الهجومين اللذين نفذهما رجلان يرتديان حزامين ناسفين.

وتشتبه المصادر الأمنية في أن المفجرين عبرا إلى شرق الموصل من غربها الذي ما يزال خاضعًا لسيطرة التنظيم.

وقال مصدر مطلع في مدينة نينوى إن “مكبرات صوت محمولة على سيارات تجوب بعض أحياء غرب الموصل، وهي تدعو الأهالي للالتحاق في خطوط الصد الأمامية لمواجهة الهجوم الكبير للقوات الأمنية “.

ووفقاً للمصدر، فإن “هناك حالة عزوف كبيرة من قبل الأهالي عن الالتحاق”، لافتاً إلى أن “بعض قيادات داعش اتهمت الأهالي بالخيانة ونكث البيعة عبر مكبرات الصوت وهي تطلق التهديدات”.

وأشار إلى أن “90% ممن سجلوا اسماءهم قبل أسابيع في الانخراط في صفوف التنظيم بشكل متطوع للقتال إلى جانبه لم يتحركوا لدعم التنظيم؛ ما جعل الأخير في وضع صعب للغاية وسط حالة من الانهيارات الكبيرة والمفاجئة تجري داخل الأحياء رغم أن المعارك لم تصل إليها حتى الآن”.

ويقبع متشددو التنظيم تحت الحصار غرب الموصل مع ما يقدر بنحو 650 ألف مدني بعد أن طوقت قوات مدعومة من الولايات المتحدة المدينة من الشرق في المرحلة الأولى من الهجوم التي اختتمت الشهر الماضي.

نفاد الأدوية

من جهة أخرى، أعلنت مديرية صحة أربيل، اليوم الأحد، نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية في مستشفياتها، مشيرة إلى أن معركة تحرير الموصل أثرت بشكل مباشر على مستشفيات المحافظة، فيما أكدت أن الحكومة المركزية لم تستجب لمعالجة هذه المشكلة بالشكل المطلوب.

وقالت المديرية، في بيان لها، إنه “منذ بدء عملية تحرير الموصل استقبلت مستشفيات أربيل 28 ألفاً من ضحايا الحرب في الموصل والمناطق المحررة في محيطها”، مبينة أن “14 ألفاً من بين هؤلاء الضحايا من الجرحى المدنيين والعسكريين الذين أصيبوا نتيجة المواجهات العسكرية، كما أن عدداً مماثلاً من المرضى تمت معالجتهم لعدم توافر خدمات صحية في الموصل”.

وذكرت مديرية صحة أربيل أن “كميات الأدوية والمستلزمات الطبية المخصصة لمدة ثمانية أشهر نفدت خلال شهرين فقط”، لافتة إلى أن “المساعدات العراقية في توفير الأدوية والمستلزمات الطبية ليست بالمستوى المطلوب ومحدودة جداً”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *