قتل أكثر من 30 سورياً، معظمهم من النساء والأطفال، في قصف النظام السوري المتواصل، الذي استهدف حي “الوعر”، بمدينة حمص، لليوم الثالث عشر على التوالي، إلى جانب إصابة المئات من أهالي الحي إصابات بليغة، بينهم أشخاص بترت أطرافهم، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد بأن الطيران المروحي ألقى عدة براميل متفجرة على مناطق في قرية “بعربو” بريف إدلب الجنوبي الغربي، كما قصفت قوات النظام مناطق في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، فيما أطلقت قوات النظام 3 صواريخ أرض – أرض على مناطق في درعا البلد، ما أدى إلى مقتل 4 مدنيين هم ممرض وطفلتان وامرأة.
وتشير المعلومات إلى أن المشفى الموجود في المنطقة توقف عن العمل، جراء القصف الذي استهدف البلدة، بينما تعرضت مناطق في بلدة “طفس” لقصف من قبل قوات النظام، فيما لم ترد أنباء عن خسائر بشرية.
استهداف العاصمة
وقالت مصادر محلية إن حي “القابون” الواقع شمال شرق العاصمة دمشق انهمرت عليه صواريخ النظام السوري التي وصلت إلى 14 صاروخاً من نوع أرض – أرض، متسببة بأكبر مجزرة خلفها قصف للنظام على حي “القابون” الدمشقي، منذ أواخر العام 2014، وفقاً للمرصد.
وسادت حالة من التوتر في المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام في دمشق، على خلفية قيام جيش الأسد قبل التصعيد باستقدام تعزيزات عسكرية ونشرها على الحواجز المحيطة بمنطقة “برزة” وحواجز منتشرة عند الأطراف الشرقية للعاصمة.
ويسود القلق بين المدنيين من إقدام قوات النظام على شن عملية عسكرية لإنهاء تواجد مقاتلي الفصائل في أطراف العاصمة ومحيطها، وتتجه نحو الغوطة الشرقية من محور شرق العاصمة، وذلك بعد سلسلة “المصالحات” والتهجير الذي قامت به قوات النظام في “داريا” و”معضمية الشام” و”خان الشيح” و”وادي بردى” و”قدسيا” و”الهامة” و”التل” ومناطق أخرى في ريف دمشق الغربي، في محاولة لتأمين محيط العاصمة دمشق.
إغلاق المنافذ
وتسبب هذا التصعيد المفاجئ للقصف، بارتفاع أسعار مواد غذائية إضافة للمحروقات، نتيجة قيام قوات النظام بإغلاق الطريق الواصل بين حي “برزة” ووسط العاصمة دمشق، حيث أكدت مصادر موثوقة أن قسماً كبيراً من المواد الغذائية والمحروقات يدخل إلى غوطة دمشق الشرقية، عبر أنفاق واصلة بين الغوطة وحي القابون المفتوح على حييْ “تشرين” و”برزة”.
وأفادت المعلومات بأن التصعيد المتواصل قرب العاصمة دمشق أدى إلى مقتل شخصين وإصابة العشرات، جراء سقوط عدة قذائف على مناطق في حييْ “التجارة” و”العدوي” وسط العاصمة خلال الساعات الأخيرة.
وتعرضت مناطق في مدينة الزبداني بريف دمشق الشمالي الغربي، لقصف من قبل قوات النظام، ترافق مع فتحها لنيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في المدينة.
اقتتال المعارضة
أفاد نشطاء محليون بأن تنظيم “جند الأقصى” أطلق سراح شقيق قيادي في “لواء الحمزة” العامل ضمن فصائل “درع الفرات”، والذي كان قد اختطف منذ شهرين على يد مجهولين، ليتبين لاحقاً أن “جند الأقصى” هم من نفذوا عملية اختطافه.
وأشار المرصد إلى أن معلومات مؤكدة أفادت بأن تنظيم “جند الأقصى” اعترف بوجود ما لا يقل عن 186 جثة لديه من مقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية و”هيئة تحرير الشام”، رغم إنكاره قبل أيام وجود أية جثة لديه، مقراً فقط باحتفاظه بنحو 15 أسيراً في سجونه.
وأعلن “جند الأقصى” موافقته على تسليم الجثث للحزب الإسلامي التركستاني، الذي انتشر في مناطق تواجد التنظيم بريفيْ إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، كطرف ثالث ووسيط بين طرفي الاقتتال، وأن التنظيم سيقوم بتسليم كل 10 جثامين على حدة، بشرط تنفيذ اتفاق خروج مقاتلي “جند الأقصى” من مناطق سيطرتهم، وتأمين طريق الخروج لهم من ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي نحو مناطق سيطرة تنظيم “داعش” في الريف الشرقي لحماة.