قوات سوريا الديمقراطية تضع الجيشين السوري والتركي أمام مواجهة عسكرية

أعلن “مجلس منبج العسكري” التابع لقوات “سوريا الديمقراطية”، اليوم الخميس، تسليم القرى الواقعة على خط التماس مع قوات درع الفرات المدعومة من قبل تركيا لقوات حرس الحدود التابعة للنظام السوري، وذلك تنفيذا لاتفاق مع الجانب الروسي.

وأصدر المجلس بياناً أكد فيه أن “الهدف من الخطوة هو حماية المدنيين وتجنيبهم ويلات الحرب والدماء وما تحمله من مآسٍ وحفاظاً على أمن وسلامة مدينة منبج وريفها وقطع الطريق أمام الأطماع التركية في احتلال المزيد من الأراضي  السورية” .

وأضاف البيان: “التزاماً منا بعهدنا وببذل كل ما هو ممكن ولأجل مصلحة وأمن وشعبنا وأهلنا في منبج، فإننا وفي المجلس العسكري لمنبج وريفها نعلن أننا قد اتفقنا مع الجانب الروسي على تسليم القرى الواقعة على خط التماس مع درع الفرات والمحاذية لمنطقة الباب في الجبهة الغربية لمنبج لقوات حرس الحدود التابعة للدولة السورية التي ستقوم بمهام حماية الخط الفاصل بين قوات مجلس منبج العسكري ومناطق سيطرة الجيش التركي ودرع الفرات.”

وقال مسؤول بالمجلس العسكري لمنبج اليوم الخميس إن قرى يسيطر عليها المجلس قرب منبج ستسلم للحكومة السورية خلال الأيام المقبلة بموجب اتفاق مع روسيا.

وتأتي هذه الخطوة في ظل السباق العسكري الذي يعيشه الشمال السوري بين مختلف القوى والفصائل وخاصة في منطقة غرب الفرات التي تسعى تركيا إلى استكمال السيطرة عليها من خلال قوات درع الفرات التي سيطرت أخيرا على مدينة الباب الإستراتجية، لكن النظام السوري تحرك عسكريا وقطع الطريق على تركيا وسيطر على عشرات القرى والبلدت جنوب الباب ووصل مناطق سيطرته بمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

وفرض الواقع الميداني الجديد تحالفات لم تكن لتحدث لولا تداخل خطوط التماس بين الجيش السوري والقوات المدعومة من قبل أنقرة إضافة إلى القوات ذات الغالبية الكردية، ناهيك عن وجود داعش الذي يمتد على جبهات واسعة في المنطقة التي تشكل مدخلا مهما نحو معقله في مدينة الرقة.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن مرارا أن هدف تركيا بعد مدينة الباب هو مدينة منبج، التي سيطرت عليها القوات الكردية بدعم من قوات التحالف العربي، لكن أنقرة لم يعجبها تمدد الأكراد في المنطقة فسارعت باتخاذ خطوات عسكرية سيطرت من خلالها على مساحات شاسعة على امتداد 110 كلم غرب الفرات وبعمق 50 كلم نحو الجنوب.

وبهذه الخطوة أصبح الجيش السوري على تماس مباشر مع القوات التركية؛ ما قد يفتح باب المواجهة على مصراعيه إذا ما أصر أردوغان على تنفيذ قراره بالتوجه نحو منبج.

من جانب آخر نفى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في تصريحات صحفية اليوم الخميس صحة التقارير التي تحدثت عن الاتفاق المذكور.

وقال مولود جاويش أوغلو إن بلاده ستضرب المسلحين الأكراد في منبج إذا ظلوا هناك، وسبق لها أن أعلنت أنها ستقصف قوات تنظيم “ي ب ك”، الذراع العسكرية لمنظمة “بي كا كا” في سوريا، في حال لم تنسحب من مدينة منبج.

وفي تصريحات صحفية، اليوم الخميس في أنقرة، أكد جاويش أوغلو أن الهدف هو تطهير منبج وتسليمها إلى سكانها الأصليين، مضيفا أنه ينبغي ألا تؤدي مكافحة تركيا لتنظيم “ي ب ك” أو أي تنظيم مسلح آخر إلى دخولها في مواجهة مع الولايات المتحدة.

وتابع جاويش أوغلو قائلا  “الوضع يختلف في حال اختارت الولايات المتحدة “ي ب ك” كحليف، إلا أننا نعلم أن الأمر ليس كذلك، نتمنى ألا يقف أيُّ من حلفائنا بجانب المنظمات الإرهابية”.

ولدى سؤاله عن احتمال أن تدخل تركيا في مواجهة مع الولايات المتحدة قال جاويش أوغلو “لا يوجد خطر من هذا القبيل، هذه ليست أراضي الولايات المتحدة، لماذا يمكن أن ندخل في مواجهة مع الجنود الأمريكيين؟”

وأضاف جاويش أوغلو “نبحث حاليا مع الولايات المتحدة كيفية تنفيذ عملية الرقة وماهية القوات التي سندعمها وكيف، وطريقة تقديم الدعم من الجو، ليس فقط تركيا والولايات المتحدة، وإنما هناك دول مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا التي لها قوات على الأرض ضمن التحالف”.

في الأثناء وصلت اليوم الخميس شاحنات تحمل على متنها عربات ومعدات عسكرية وحواجز خرسانية، إلى المنطقة الحدوية جنوبي تركيا.

ووصل موكب الشاحنات المحملة بالتعزيزات العسكرية المرسلة من بضع مناطق إلى مدينة ألبيلي بولاية كيليس المتاخمة للحدود التركية مع سوريا.

وقالت مصادر عسكرية تركية إن المعدات العسكرية أُرسلت، في ظل تدابير أمنية مشددة، بهدف تعزيز الوحدات العاملة على الحدود مع سوريا.

ويوم الاثنين الماضي، وصل إلى ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، قطار يحمل تعزيزات عسكرية مرسلة من ولايات تركية مختلفة إلى الحدود مع سوريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *