رئيس وزراء لبنان ورئيس كتلة المستقبل بالبرلمان اللبنانى ” فؤاد سنيورة ” فى حواره لبوابة العرب اليوم : إعلان الأزهر الشريف للعيش الإسلامى المسيحى خطوة منقدمة لعلاج مشكلات الأقليات بالعالم العربي

– تتعدد المذاهب والديانات مصدر حيوي ينمى العديد من الأراء والتوجهات
– العودة للعروبة الملاذ الوحيد لمواجهة التطرف والإرهاب 
– لا مانع من التعاون العربي الإيراني إذا أحترمت سيادة الدول العربية 
 لقد أصبح معالجة مفهومى الحرية والمواطنة  ضرورةً ملِحَّة،  فى ظلال  ما يموج به العالم من فتن واضطرابات يحاول بعض المنتفعين من أصحاب المصالح والأهواء هنا وهناك إلصاقها بالرسالات السماوية وقد إدراك الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين الدور الأهم الذى يجب أن تقوم به القيادات الدينية فى حفظ البشرية من الأخطار التى تتعرض لها من خلال انطلاق 
المؤتمر الدولى ” الحرية والمواطنة…التنوع والتكامل” بمشاركة أكثر من 50 دولة، وسط اهتمام دولي كبير، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وفى حينه التقت بوابة العرب اليوم  رئيس وزراء لبنان ورئيس كتلة المستقبل بالبرلمان اللبنانى  ” فؤاد سنيورة ”   
  س/ ما مدى جدوى المؤتمرات التى يعقدها الأزهر الشريف خاصة أن معظم التوصيات لم تنفذ ؟
 أن المؤتمر الدولي الحرية والمواطنة .. التنوع والتكامل ليس الأول من نوعه بل حدثت عدة مؤتمرات عديدة وأيضا مبادرات عديدة من قبل الأزهر الشريف وأخرون فى العالم العربي كمثل بيان إعلان الرياض وبمراكش وبيروت وأعتقد أن هذه المبادرة اليوم مبادرة مشكورة وموضحة لحقيقة الوضع التى ألت إليه الأمور بالعالم العربي وهناك إحساس بخطورة ما وصلنا إليه لكى يكون هناك فعليًا خطوة لمعالجة هذا التردي الواضح فى الأوضاع والناتجة عن جملة من الأمور الدينية والسياسية المتفاقمة وساعد ذلك على ظهور العمليات الإرهابية التى تدعي أنها أقرب ما يقرب للدين والله ، والله برىء من تلك الأمور فهناك دفعت تلك الجماعات لخوض تلك الأتجاة للوصول إلى استعمال العنف ولكن هذا الأمور غير مقبول على الأطلاق ومرفوض .
فيجب أن يكون هناك جهد حقيقى هادف من أجل معالجة العديد من الأسباب التى يتضرع بها البعض لارتكاب مثل هذه الجرائم فى حق كلا من المسلمين والأقباط فليس من المعقول الخوض أكثر من ذلك فى الأمور الدينية والحث والتحريض على تشوية الرباط المقدس بين هلالى الأمة العربية كذلك أدى ذلك إلى سقوط الأوضاع السياسية والأقتصادية والإجتماعية فى دائرة الإرهاب فمن الطبيعى أن تطرح تلك المبادرة من قبل الدولة المصرية من قبل المؤسسات الدينية فى الكنيسة والأزهر الشريف للإبراز أقوى رسالة فى هذا التوقيت وبسبب تراجع فكرة العروبة المستنيرة التى تضم فى جنابتها كل هذه المكونات بكونها رابطة دينية وحضارية وثقافية .
فعندما تراجع الحديث عن العروبة طفى بعد ذلك مجموعة من الهوايات التى يجرى العمل عليها من قبل البعض استخدم فيها الجهل والتطرف والهمجية وعدم تفكر حقيقى يبحث ويتأمل ويتفاهم ويتناقش فبالتالى صارت هناك دعوات من أجل مزيد من التمزيق للجسم العربي .
فأرى أن هذا المؤتمر الذى وقع إجراءه بيومى 28 فبراير ويوم 1مارس  سلط الضوء على النقاط والمشكلات التى يعانى منها العرب وما أل إليه من هذا بيان دينى يضم رمزى الأمة وهيكلها المسلمين والأقباط معا و الذى أعتبره بيان متقدم أرسل رسالة واضحة برفض فكرة استعمال الأقليات فى العالم العربي لانهم جزء لا يتجزأ من هذا النسيج العربي فلماذا المحاولة أذن من أجل التمييز بين مجموعة وأخرى فيجب العودة بفكرة المواطنة والأنتماء الواحد وتوجيهها  إلى كافة  الشعوب وصناع القرار فيها.
س/ بماذا تفسر بروز قضية المذهبية بين كلا من السنة والشيعة ؟
أعتقد أن التنوع فى الأمة هو أمر يؤدى إلى إثرائها فطبيعى البعض يأخذ هذا الأمر ويحاول أن يصوره مصدر ضعف وفساد فى الأمة لكن يجب أن نفرق بين مفهومين مفهوم الأختلاف ومفهوم الخلاف فنحن مختلفون فى بعض الأمور ولكن لدينا مشتركات كبيرة ويجب أن نبنى على إختلافتنا من أجل أن تكون مصدر حيوية داخل مجتمعاتنا أما أن نحول تلك الاختلافات إلى خلافات بما يؤدى إلى مزيد من التفرقة والتصادم فذلك به خطر كبير ولا أعتقد أن إى أحد فى عالمنا العربي لديه شىء من التبصر يرغب فى أن يدفع الأمور إلى مزيد من الخلاف أو العنف .
فحينما تتعدد المذاهب أو الديانات جاء ذلك من أجل أن تكون مصدر حيوي ينمى العديد من الأراء والتوجهات  ومجالا للأجتهاد والتطوير وينمى مزيد من الحوارات الدينية وبالتالى ينصب ذلك على الحوار الإجتماعي والتشكيلى لإى دولة .
س/ طرح منذ عدة سنوات مبادرة من قبل الأزهر الشريف للتقريب بين المذاهب الدينية كيف يمكن تنفيذ تلك المبادرة ؟ 
أن كل فكرة تؤدى إلى التقريب بين مكونات مجتمعتنا مع الحفاظ على هذه الحيوية أعتقد أنه عامل مفيد لمن يشارك وينفذ لان معظم المبادرات القائمة هى مبادرات الحبر على الورق .
س/ ما هو تفسيرك لبروز ظاهرتى التطرف والإرهاب وما مدى تدخل الجهات الخارجية لتمزيق العالم العربي ؟ 
استطيع القول أن هذه الأمور يجب أن تكون بداية لتعزيز المبادرات الداخلية داخل مجتمعتنا العربية من أجل إيجاد حالة تضامن ونهوض نستطيع من خلالها أن نتصدى لتلك التحديات فعالم اليوم هو مبنى على مصالح وكل دولة تحاول أن تقدم مصالحها على مصالح الاخرين أو أن بعض منها يلجأ إلى التدخل فى الشئون الداخلية فى دول إخرى فطبيعي أن علينا ما نقوم به أن نعزز من التضامن العربي ونبادر إلى حل مشكلتنا وأن كانت المشكلات تتعلق بعمليات التهميش أو الأقصاء لبعض المكونات ومنعهم من المشاركة وتمزيق مفهوم المواطنة .
أدرك جيدًا أن تلك الظواهر لا تنتهى بسهولة وانه يتتطلب جهدًا مستمرًا ومصابرة من قبل الجميع لمواجهة تلك المشكلات ولكن هذا الموضوع يجب أن يكون فى ذهننا .
-وكان أحد أهم أسباب بروز ظاهرة  الإرهاب التدخلات العسكرية والحروب التي أقامتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو، في عدد من البلدان مثل افغانستان والصومال والعراق وليبيا، بالإضافة إلى الحرب الأخيرة في سورية من قبل روسيا وإيران مع الدور الاسرائيلي الخفي كان لها تأثير في بروز ظاهرة التطرف والإرهاب 
لا سيما وأن هذه الحروب لم تحقق أهدافها وشعاراتها، حيث أدعت أمريكا في وسائل الإعلام في حربها على العراق أنها :(ستحقق الديمقراطية وتضمن حقوق إلانسان)، ولكن في الواقع العملي أكدت تجربة العراق وتجربة شعوب هذه البلدان أن ما أنتجته هذه التدخلات العسكرية والحروب هو الفوضى وتنامي الفكر المعادي للديمقراطية وحقوق إلانسان ونمو التطرف والإرهاب 
ولا يمكن إغفال الدور الذي لعبته وسائل الإعلام في تغذية أو دعم أو ظهور العنف والإرهاب والتطرف من خلال استغلال الإرهابيين لها في تسويق أغراضهم وغاياتهم وتوظيفها في تضليل الرأي العام عن طريق نشر أخبار العمليات الإرهابية التي يقومون بتنفيذها على اعتبار أن الحملات الإعلامية التي تغطي هذه العمليات تساعد على تحقيق واستكمال أهدافهم، حيث يرون في التغطية الإعلامية لجرائمهم معياراً هاماً لقياس مدى نجاح فعلهم الإرهابي، لدرجة أن البعض منهم أعتبر العمل الإرهابي الذي لا ترافقه تغطية إعلامية عملا فاشلا.
 وأخيراً وعلى هذا الأساس لابد من التصدي لظاهرة الإرهاب، وذلك عن طريق تغيير في الذهنيات والعقليات، وفي البنية الثقافية    التحتية لصياغة ونشر ثقافة تفرض قيمها، بهدف إرسال صورة حقيقة عن قيم التسامح والمحبة والإخاء، بالإضافة إلى توضيح أسس ومعايير الإسلام الحقيقي الذي من مكوناته الأخلاق والعفو والتسامح، وذلك بهدف إنقاذ الأبرياء من الشباب والبنات الذين غرر بهم للالتحاق بتلك بالتنظيمات الإرهابية
س/ دعا الرئيس المصري ” عبد الفتاح السيسي ” بتطوير الخطاب الديني ما هى إليات تطويره ؟
اعتقد كما تبين لنا من خلال مناقشات الأوراق التى قدمت خلال المؤتمر أن هناك جهدًا يبذل على صعيد الازهر على تطوير التعليم الديني وتطوير الخطاب الديني لا أعنى بذلك أننا إنتهينا من كل المقترحات التى ينبغى تنفيذها فهناك يجب أن يقترح العديد من التوصيات والاقتراحات .
فيجب تعزيز قيمة التضامن الإجتماعي وتقوية الجبهة الداخلية من خلال مزيد من الحريات المسئولة ومن خلال التعاون مع هذه المكونات نستطيع التصدي لكل التدخلات الخارجية .
س/ ما مدى التصدى للتدخل الأيراني بالمنطقة العربية ؟
هناك فعليًا تدخل إيرانا وهذا التدخل لن نسوقه أتهام بل هو أعتراف من قبل المسئوليين الإيرانيين بأنهم يسيطرون الأن على أربعة عواصم عربية وتحاول استقطاب مجموعات عربية لكى تسير فى ركابها فنحن نريد حاليا أن نمد الأيدى إلى إيران على اساس الأحترام الكامل  لكل دولة عربية لسيادتها 
بسلطتها غير المنقوصة على أرضها على اساس تعزيز دور كل دولة وإلا يكون هناك إى تدخل وقد لجأت إيران بالسنوات الأخيرة إلى اعتماد نظرية نقل المشكلات من داخلها إلى الخارج وبالتالى محاولة تصدير مفاهيم الثورة لدى الأيرانيون إلى الخارج متسلحة بنظرية ولاية الفقيه العابرة للحدود السياسية فهذا الأمر طبيعى أن نرفضه ولن نقبل به ونقول دائما لإبد من بناء العلاقات صحيحة وسليمة وبعيدة عن التدخل الإيرانى فى إى من الدول العربية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *