ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تراجع بالتدريج عن طرح مبادرة للسلام الإقليمي عرضها قبل أشهر على رئيس “المعسكر الصهيوني” المعارض يتسحاق هرتسوغ.
وأضافت الصحيفة في عددها الصادر الأحد 5 مارس/آذار أن “نتنياهو طرح عرضه على يتسحاق هرتسوغ بصيغة مكتوبة قبل نحو تسعة أشهر حزب المعسكر الصهيوني”، وأنه “أعد بيانا مشتركا يؤسس لمبادرة سلام إقليمي وقيام حكومة وحدة في إسرائيل”.
وكتبت الصحيفة الإسرائيلية أن البيان المذكور “يؤكد على استعداد نتنياهو لتقديم التنازلات الإقليمية استنادا إلى حل الدولتين، والحد بشكل كبير من بناء المستوطنات”، مشيرة إلى “تراجع نتنياهو التدريجي عن مبادرته بعد ثلاثة أسابيع من طرحها على هرتسوغ، رغم توصلهما إلى تفاهمات مبدئية بصددها”.
وأرجعت “هآرتس” عدول رئيس الوزراء الإسرائيلي عن مبادرته هذه إلى “الأزمة السياسية التي اندلعت على خلفية مستوطنة عامونا العشوائية”.
وسبق للمحكمة العليا الإسرائيلية وقضت في ديسمبر/ كانون الأول 2014 بإخلاء الحكومة الإسرائيلية البؤرة الاستيطانية العشوائية المذكورة في غضون عامين، بعد ثبوت تشييدها اللاشرعي على أراض فلسطينية.
تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو كان قد أكد صحة ما نشرته “هآرتس” الشهر الماضي حول حضوره قمة رباعية عقدت في الـ21 من فبراير/ شباط 2016 في مدينة العقبة الأردنية وضمت العاهل الأردني عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية آنذاك، أن كيري عرض خلال القمة خطة إقليمية للسلام بين الدول العربية والفلسطينيين من جهة، وإسرائيل تستند إلى قيام دولة فلسطينية ضمن حدود 67، واعتراف الفلسطينيين وباقي العرب بإسرائيل “دولة يهودية”.
واشنطن لن تجبر نتنياهو على حل الدولتين
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مؤتمر صحفي عقده مع نتنياهو في الولايات المتحدة الأربعاء 15 فبراير/شباط أنه “يعكف في الوقت الراهن على دراسة حل الدولتين، وحل الدولة الواحدة”، مشيرا إلى أنه “سيؤيد الاتفاق الذي سيرضي الطرفين” الفلسطيني والإسرائيلي.
وأضاف: “أستطيع العيش مع كل منهما، وكنت أعتقد في السابق أن الحل يجب أن يقوم على مبدأ الدولتين وأنه الأسهل من نوعه، إلا أن سعادتي لن تتم إلا بسعادة إسرائيل والفلسطينيين، وسوف أؤيد الحل الذي سيحظى برضى الجانبين”.
ولفت إلى “أهمية المفاوضات المباشرة في اتجاه التسوية”، معربا عن استعداد إدارته “للعمل مع إسرائيل وباقي الحلفاء في المنطقة على ضمان الأمن والاستقرار والتوصل إلى اتفاق للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين”.
وطالب ترامب تل أبيب بأن تبدي مزيدا من المرونة في المفاوضات مع الفلسطينيين “وأن يظهر الإسرائيليون مدى تحليهم بالإرادة اللازمة للتوصل إلى السلام رغم صعوبة هذا الأمر”، مناشدا نتنياهو “ضبط النفس والحد بعض الشيء” من النشاط الاستيطاني.
أما الفلسطينيون، فقد أهاب الرئيس الأمريكي بهم “التخلص من الكراهية التي يكنونها” لإسرائيل والاعتراف بوجودها.