وجهت جهات شبابية في مناطق غرب العاصمة الليبية طرابلس تحذيراً شديد اللهجة للميليشيات المسلحة من تفكيرهم بالعودة إلى مناطقهم مجدداً.
وقال ممثلون عن شباب أحياء (الأندلس، الرياضية، قرجي، قرقارش، الآثار، أبونواس، السياحية، غوط الشعال الدريبي، قدح الغيران، غرغور، السراج، الكريمية، الشارع الغربي) في بيان صدر اليوم الخميس: “نحذر من إبرام أي اتفاق مع تنظيم الإخوان المسلمين أو الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، بشأن إرجاع الميليشيات إلى مناطق غرب طرابلس، باعتبار أن شباب طرابلس أول من وقف في وجه الميليشيات وقدم التضحيات .”
وتوعد الشباب في حال اتفقت الأطراف السياسية على عودة الميليشيات إلى مناطقهم على أنهم سيطلبون دخول القوات المسلحة التابعة للجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر التي يرأسها في المناطق الغربية العميد ادريس مادي، لحماية مناطق غرب طرابلس، موضحين أن نحو 90% من سكان غرب طرابلس ينحدرون من الجبل الغربي والجيش الليبي أقرب إليهم ممن وصفوهم بـ “المجرمين”، في إشارة إلى ميليشيات مصراتة.
وكان اجتماع بين مسؤولين في حكومة الوفاق وقادة ميليشيات توصل في وقت متأخر من ليل أمس الأربعاء إلى وقف لإطلاق النار في طرابلس وانسحاب الميليشيات من العاصمة.
وتساءل الناشط الليبي فتحي بن عيسى على صفحته بموقع فيسبوك: “من يضمن خروج الميليشيات وعدم عودتها إلى العاصمة؟” مضيفاً: “بالأمس كثيرون هللوا واستبشروا أن شباب طرابلس انتفض وقرر طرد العصابات، لكن من كان يمثل شباب طرابلس في اتفاق التسوية، لا أحد”.
ونقل الناشط السياسي أسامة بوبصيلة من طبرق عن مصادر عسكرية قولها إن “العديد من المطالب من شباب طرابلس لدخول الجيش الوطني إلى العاصمة بدأت تتضاعف”.
وأضاف ف “شباب العاصمة مع الجيش رغبة منهم بالتخلص من الميليشيات وجرائمها”.
وترى الناشطة مريم سالم من العاصمة طرابلس أن “ميليشيات طرابلس تبقى أهون من ميليشيات الإخوان والجماعة الإسلامية، كون جلهم من أبناء المدينة”، بيد أن الاستنجاد بالجيش الوطني هو أفضل الحلول، وهناك إجماع في طرابلس على ذلك.
وقالت مريم اليوم “لم نعد نخاف بعد أن بلغ السيل الزبى، لا نريد مزيداً من الترويع والخطف والاعتقال على الهوية، ولا المزيد من القتل والجثث الملقاة على قارعة الطرقات، خصوصاً في صلاح الدين وطريق المطار التي تتخذها ميليشيات الإخوان المقاتلة مقرات لها، وشباب طرابلس جادون كل الجد هذه المرة في أننا لا نريد الميليشيات ونريد جيشاً يحمي المدنيين”.