بدأت السبت 18 مارس/آذار عملية خروج الدفعة الأولى من المسلحين وعائلاتهم من حي الوعر وسط حمص في سوريا باتجاه الشمال إلى مدينة جرابلس.
وقد بدأت عملية الخروج في إطار تنفيذ اتفاق المصالحة الذي تم التوصل إليه تمهيداً لعودة جميع مؤسسات الدولة إليه بشكل كامل.
وقال محافظ حمص طلال البرازي في تصريح لسانا إن “المحافظة أنجزت جميع الإجراءات والترتيبات اللوجستية لخروج الدفعة الأولى من المسلحين وعائلاتهم من حي الوعر تنفيذا لاتفاق المصالحة الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي”.
وأشار المحافظ إلى أن الدفعة الأولى “تتضمن خروج أكثر من 1500 شخص من مسلحين وعائلاتهم باتجاه ريف حلب الشمالي الشرقي” مشيرا إلى أن “عملية الإخراج تتم بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري والشرطة العسكرية السورية والروسية”.
وكان تم الاثنين الماضي التوصل إلى اتفاق مصالحة في حي الوعر في مدينة حمص يقضي بتسوية أوضاع المسلحين في الحي وخروج الرافضين للتسوية مع عائلاتهم تمهيداً لعودة جميع مؤسسات الدولة إليه، وذلك بالتنسيق بين اللجنة الأمنية والعسكرية في حمص ومركز المصالحة الروسي في حميميم.
ويعد حي الوعر آخر أحياء مدينة حمص الذي تنتشر فيه مجموعات مسلحة، وسبق أن جرى إخراج المجموعات المسلحة من مدينة حمص القديمة في آذار عام 2014.
وأكّد البرازي أنه “سيتم استكمال خروج دفعات أخرى من المسلحين في الأيام القادمة لتصبح حمص خالية من الإرهاب”.
وفي حديث للتلفزيون السوري قال البرازي إن عدد المقيمين في حي الوعر يصل إلى 40 ألف نسمة، سيبقون في الحي لممارسة حياتهم وستتم تسوية وضع من يرغب.
كما أكد المحافظ أن الدور الروسي في مصالحة الوعر وفي كل مكان هو الضامن، منوها بأن الشرطة العسكرية الروسية ستشارك في تأمين عملية الإخلاء ونقل المسلحين من الحي.
من جهة أخرى أفاد نشطاء من المعارضة السورية أنه سيجري نشر كتيبة عسكرية روسية من (60 الى 100 عنصر) بينهم ضباط، في حي الوعر بعد استكمال خروج المسلحين، تتلخص مهامها في مراقبة تنفيذ الاتفاق وضمان التزام الأطراف بها.
كما ستقوم الكتيبة الروسية بحفظ الأمن وحماية الأهالي والممتلكات العامة والخاصة، وتأمين المنشآت العامة، ومراقبة معابر الحي وتأمينها.
وأفاد الناشطون أن مئات المدنيين والمسلحين تجمّعوا في حي الوعر، تمهيداً لتنفيذ المرحلة الأولى للخروج نحو ريف حلب الشمالي الشرقي، حيث من المقرر أن تتوجه نحو جرابلس.
وقال النشطاء إن نحو 10 حافلات على الأقل دخلت الحي، وبدأ المدنيون والمسلحون الذين تقرر خروجهم بالصعود إليها.
وكانت وصلت قبل ذلك قافلة حافلات الى حي الوعر في مدينة حمص، لنقل ما بين 1500 و2000 شخص كدفعة أولى الى جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي بينهم 450 مسلحا إضافة الى ذويهم ومدنيين يرغبون بمغادرة الحي تنفيذا للاتفاق المبرم بين الحكومة السورية والمجموعات المسلحة بضمانة روسية.
وقال مصدر أمني سوري لوكالة الأنباء الألمانية إن “الدفعة الأولى من المسلحين والذين يقدر عددهم بحوالي 500 مسلح سيغادرون مع عائلاتهم إلى ريف مدينة حمص الشمالي (مدينة الرستن) وكذلك إلى محافظة إدلب، ويتبع خطوة خروج المسلحين دخول مساعدات إنسانية إلى سكان حي الوعر ومع خروج الدفعة الثانية يسمح للموظفين بالخروج من الحي والتوجه الى مقار عملهم”.
وأشار إلى أن عدد المسلحين في الحي يقدر بحوالي 5000 إلا أن كثيرين منهم يرغبون في تسوية أوضاعهم والبقاء فيه.
وكشفت مصادر إعلامية في المعارضة السورية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، أن المئات من مسلحي حي الوعر سيتجهون من محافظة إدلب إلى مدينة جرابلس للانضمام إلى قوات درع الفرات التي تقاتل في ريف حلب الشرقي.
وكان مصدر أمني سوري أكد منذ أيام أن الاتفاق تم التوصل إليه بمعزل عن الأمم المتحدة وقام برعايته مركز المصالحة الروسي بين الأطراف المتحاربة في سوريا مبينا أن الحكومة ستقوم بتسوية أوضاع المسلحين الراغبين بالبقاء في الحي.
وتعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها نقل مسلحين من المعارضة إلى منطقة غير إدلب في مؤشر على فرض مسلحي المعارضة شروطهم على الحكومة السورية التي كانت تشترط في جميع الاتفاقات السابقة نقل المسلحين إلى ريف إدلب حصرا.