استعادة الجيش السوري الاثنين 20 مارس/آذار منطقة المعامل شمال جوبر بعد الهجوم الذي شنه مسلحو “النصرة” وحلفاؤهم، وأعاد سيطرته على محور جوبر شمال شرق العاصمة.
وأشارت وكالة “تسنيم” إلى استعادة الجيش السيطرة على شركة الكهرباء ومحيطها ومستمر في عملياته لاسترجاع عدد من النقاط على محور جوبر القابون شمال شرق العاصمة دمشق.
وأفادت مصادر ميدانية بتطويق قوات الجيش مجموعات من المسلحين داخل عدد من الأبنية المحاذية لمعمل “كراش” شمال جوبر وسط قصف صاروخي ومدفعي مكثف على محاور التسلل في جوبر، تزامنا مع استهداف الإرهابيين عدة أحياء في العاصمة بقذائف الهاون.
وفي تفاصيل ما شهدته العاصمة السورية الأحد 19 فبراير/شباط، فقد فجر انتحاريان هما أبو فاروق القلموني وأبو عبيدة الجزراوي وهو سعودي الجنسية عربتيهما عند حواجز للجيش السوري داخل بلدة جوبر المتاخمة لدمشق لفتح الطريق أمام فصائل ما يسمى بـ”هيئة تحرير الشام”، وهي تنظيم “جبهة النصرة” سابقا، و”فيلق الرحمن” و”جيش الإسلام” وفصائل إرهابية أخرى في محاولة للتقدم والسيطرة على عدة نقاط والوصول إلى حي القابون الدمشقي.
وتفيد المعلومات الأولية، بأن الإرهابيين تمكنوا فعلا من التقدم إلى نقاط كان الجيش يسيطر عليها حيث تحدثت مواقع معارضة في بداية المعركة عن سيطرة الإرهابيين على معامل الغزل والنسيج والحلو والسادكوب والشركة الخماسية ورحبة /مركز صيانة/ المرسيدس وشركة الكهرباء، قبل بدء الجيش هجومه المضاد.
واستعاد الجيش مباني شركة الكهرباء والشركة الخماسية ورحبة المرسيدس من دون أن يكون هناك أي تغيير استراتيجي على مواقع السيطرة في تلك المنطقة.
وشوهدت يوم أمس الدبابات في شوارع حي التجارة للمرة الأولى باتجاه جوبر، في حين نفى مصدر أهلي وجودها المستمر في الحي وأوضح أن الأحياء المتاخمة لجوبر تشهد انتشارا عسكريا وبالسلاح الفردي فقط بعكس ما يروج له الإعلام المعارض.
من جهتها، ذكرت مواقع معارضة أن المعارك تجددت الاثنين 20 مارس/آذار بين قوات الجيش السوري والفصائل الرديفة لها من جهة، ومقاتلي الفصائل الإسلامية من “فيلق الرحمن” و”أحرار الشام” و”هيئة تحرير الشام” من جهة، إثر هجوم عنيف شنه الجيش السوري على المناطق التي تقدم فيها المسلحون يوم أمس حتى وصلوا محيط كراجات العباسيين والمنطقة الصناعية الفاصلة بين مناطق سيطرة المسلحين في جوبر ومناطق سيطرته في حي القابون بالأطراف الشرقية للعاصمة.
وتترافق الاشتباكات حسب مواقع المعارضة بقصف مكثف ينفذه الجيش السوري على مناطق الاشتباك، وغارات جوية له على مناطق في جوبر ليصل عدد الغارات إلى 37 منذ صباح اليوم على البلدة المذكورة، في محاولة للتقدم في المنطقة واستعادة ما خسره من مواقع.
واللافت في أحداث الأحد حسب صحيفة “الوطن” السورية، الحملة الإعلامية التي رافقت الإرهابيين وحرب الشائعات التي روجت لسيطرتهم على مناطق داخل دمشق في حين لم يتمكنوا من الخروج أصلا من جوبر التي بدأوا منها هجومهم على دمشق.
ويرجح المراقبون أن يكون هجوم أمس قد أحبط كافة اتفاقات وقف إطلاق النار مع الفصائل الموقعة على مقررات “أستانا 1” ومنها “جيش الإسلام”، مشيرين إلى توقيت الهجوم على دمشق قبل اجتماعات خبراء الدول الضامنة وهي روسيا وتركيا وإيران المزمعة في طهران يومي 18 و19 من نيسان/ابريل المقبل، دون حضور ممثلين عن المعارضة فيها حسب وكالة “تاس” الروسية للأنباء.
وأضافت “تاس” عن مصدر مطلع قوله بهذا الصدد: “الأطراف التي ستجتمع في طهران ستعمل على إعداد مجموعة وثائق تتعلق بالجانب الأمني في سوريا، للتوقيع عليها خلال اللقاء القادم في أستانا المقرر يومي 3 و4 أيار/مايو المقبل”.
وأوضح أنه سيتم خلال الاجتماع بحث الوضع في المناطق الملتزمة بالهدنة، وخريطة تموضع الإرهابيين والمعارضة المسلحة، وتشكيل فريق مراقبة مشترك لمتابعة اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا.
وبالتوازي، واصل الجيش السوري تقدمه في ريف تدمر الشمالي مستعيدا السيطرة على السلسلة الجبلية شمال جبال المزار إضافة للسيطرة النارية على جبال الهرم، بعد مواجهات عنيفة مع إرهابيي “داعش”، حيث تم تدمير تحصيناتهم هناك.
وفي ريف حمص الشمالي الغربي، دمر الجيش مستودعا كبيرا للذخيرة لمسلحي “جبهة النصرة” في قرية دير فول، وقتل منهم العشرات في قريتي عقرب وكفرلاها.
أما في ريف حماة الشرقي، نفذ الجيش عملية ناجحة على محاور تحرك عناصر “داعش” في ريف منطقة سلمية، تمثلت في تدمير شاحنة محملة بالذخيرة كانت قادمة من ريف حماة الشمالي الشرقي في منطقة وادي العذيب ومقتل جميع من فيها.