تجددت المعارك العنيفة بعد ظهر اليوم الإثنين، في مخيم عين الحلوة الفلسطيني بجنوب لبنان، بعد فترة هدوء نسبي قصيرة إثر قيام حركة فتح وحلفائها باقتحام معقل المتشددين في منطقة مكتظة بالسكان بعد انتهاء المهلة لهم بالاستسلام.
وأفادت مصادر أمنية في المخيم، أن عدد القتلى خلال المواجهات التي دخلت يومها الرابع ارتفع إلى 8 في حين وصل عدد الجرحى إلى أكثر من 40.
وقالت المصادر، إن فتح كبرى الفصائل الفلسطينية وتنظيمات أخرى شنت هجوما بعد ظهر اليوم بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية على “حي الطيري” الذي تسيطر عليه جماعة بلال بدر المتشددة منذ عدة سنين.
وأبلغ مصدر أن “الهجوم يأتي بعد رفض بلال بدر تسليم نفسه، في حين تصر فتح وجميع الفصائل الأخرى على استسلامه وحل جماعته نهائيا.”
وأعربت المصادر عن تخوفها من أن يؤدي الهجوم إلى سقوط ضحايا آخرين، نظرا لتواجد عدد كبير من اللاجئين في “حي الطيري”، الذي يعتبر من أكثر المناطق كثافة سكانية في المخيم، الذي يزيد سكانه على 100 ألف لاجئ فلسطيني.
وفي تصريحات صحافية بعد سلسلة من الاجتماعات للفصائل المشتركة، أكد أمين سر حركة فتح فتحي أبو العردات، أن “هدف إنهاء ظاهرة بلال بدر ما زال قائما”، مضيفا “أن حركة فتح لن تتراجع عن حسم المعركة مع الناشط الإسلامي بلال بدر، وترفض أن يختفي عن الأنظار”، مشدّدًا انّه “لا بديل عن تسليم نفسه”.
ومن جهته، قال العميد اللينو قائد قوات فتح في مخيم عين الحلوة، إن “على بلال بدر تسليم نفسه هو وجماعته، و إما القضاء عليهم والعملية العسكرية مستمرة وستأخذ مزيدا من الوقت.”
وفي هذه الأثناء، عبرت مصادر قريبة من الهجوم، عن خشيتها من أن تطول المواجهات، مما قد يدفع جماعات إسلامية أخرى كحماس والجهاد الإسلامي وعصبة الأنصار الإسلامية والحركة الإسلامية المجاهدة وحركة الجهاد الإسلامي إلى جانب جماعة بلال بدر.
وقال المصدر:”هذا سيناريو مخيف بالطبع لأنه يعني انتشار الاشتباكات على كل مناطق المخيم وربما إلى مخيمات فلسطينية أخرى”.