-تناقضات داخليه ومخططات اثيوبيه ودوليه ساهمت فى حزب الثوره الاريتريه من الداخل
-الصدام المسلح بين اثيوبيا واريتريا امر وارد ونتلقى دعما سياسيا من النظام الاثيوبى
على الرغم من حصول اريتريا على استقلالها فى مطلع التسعينات من القرن الماضى الا ان الاوضاع فى هذا البلد الشقيق الغائب عن محيطه العربى تعانى من توتر شديد بسبب الحكم الديكتاتورى للرئيس الحالى اسياس اخورقى والذى زج بالاف المعتقلين المعارضين فى السجون فضلا عن تدهور الوضع الاقتصادى وعلاقات اريتريا مع دول الجوار وفى ظل تلك الاوضاع المأساويه ادلى حسن على اسد ادلى نائب رئيس اللجنه التنفيذيه ومسئول العلاقات الخارجيه بجبهة تحرير اريتريا بحوار خاص تناول فيه وجهة نظره فى الاوضاع الحالي بأريتريا .
1- متى تأسست جبهة التحرير الاريترية، ومن كان يدعمها؟
ج- تأسست جبهة التحرير الاريترية في الأول من سبتمبر 1961 في أعقاب الإجراءات الإثيوبية باتجاه ضم اريتريا إلى إثيوبيا من جانب واحد. وكانت حكومة الإمبراطور هيلي سلاسي قد حلت البرلمان الاريتري في عملية انقلاب على قرار الأمم المتحدة الذي قضى بإقامة الاتحاد الفدرالي بين البلدين. وجاء تأسيس جبهة التحرير الاريترية وإعلان الكفاح المسلح في الأول من سبتمبر 1961 ترجمة لإرادة الشعب الاريتري بالتمسك بحقه المشروع بالاستقلال الوطني والذي كان يسعى إلى تحقيقه بنضال سلمي. إلا أن إثيوبيا لجأت إلى وسائل القمع والإرهاب من اجل كسر إرادة الشعب الاريتري، وكانت إثيوبيا تحظى بدعم قوى دولية تسعى إلى تامين مصالحها الإستراتيجية بالتحالف مع إثيوبيا.
انطلقت الثورة الاريترية في ظل تعتيم إعلامي كبير فرضتها الدبلوماسية الإثيوبية وتواطؤ دولي. واعتمدت جبهة التحرير الاريترية على تأييد وإسناد شعبي واسع في الريف والمدن الاريترية مما مكنها من إدارة المقاومة المسلحة لعمليات القمع الإثيوبي وسط حاضنة شعبية. وبموازاة تقدم المد الثوري داخل البلاد لعب الطلاب الاريتريين في الخارج وبصفة خاصة في مصر دورا مهما في بلورة عدالة القضية الاريترية. وكانت مصر تستضيف القيادة السياسية لجبهة التحرير الاريترية، وانطلاقا منها استطاعت قيادة الجبهة إقامة علاقات مع كل من سوريا والعراق ومنظمة التحرير الفلسطينية وليبيا ودول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية والجزائر والصومال والسودان. وهكذا استطاعت جبهة التحرير الاريترية اختراق جدار التعتيم الإعلامي في بضعة أعوام، وأصبحت الثورة الاريترية من ابرز حركات التحرر في إفريقيا.
2- ما هي الأسباب التي أدت إلى حدوث انشقاق في جبهة تحرير اريتريا؟
ج- هناك جملة من الأسباب منها التناقضات الثانوية الداخلية ومنها مخططات إثيوبية ودولية لضرب الثورة الاريترية من الداخل. فيما يتعلق بالتناقضات الداخلية كانت هناك أزمة ثقة بين مكونات الشعب الاريتري خاصة بين المسلمين والمسيحيين.
3- ما هو دور الرئيس افورقي في حدوث هذا الانشقاق؟
ج- منذ التحاقه بجبهة التحرير الاريترية ظل افورقي يروج لفكرة عزل اريتريا عن المحيط العربي، واتهم جبهة التحرير الاريترية باضطهاد المسيحيين. وبعد حدوث انشقاق أفقي في قيادة جبهة التحرير الاريترية الممثلة في المجلس الأعلى حدثت تطورات في أوساط المقاتلين بالميدان وشكلت قيادة عامة لجيش التحرير الاريتري الذي كان مقسما على مناطق جغرافية، وكان اسياس فورقي مفوضا سياسيا في المنطقة الخامسة وأصبح عضوا في القيادة العامة لجيش التحرير الاريتري وأصبح مسئولا عن ذات المنطقة التي كان فيها مفوضا سياسيا، وفي خضم الصراعات بين أطراف المجلس الأعلى التي أفضت إلى بروز تنظيم قوات التحرير الشعبية بقيادة الشهيد عثمان صالح سبي، وانضم اسياس افورقي إلى قوات تحرير الشعبية بمجموعة موالية له.
4- كيف استطاع الرئيس افورقي من الانفراد بالسلطة والتخلص من خصومه والانفراد بالحكم؟
ج- استفاد اسياس افورقي من انضمامه إلى قوات التحرير الشعبية بقيادة المرحوم عثمان صالح سبي ووظف ما كان يجلبه عثمان سبي من عتاد عسكري في بناء جناح عسكري مكنه من التخلص من زعامة المرحوم عثمان سبي حتى تمكن من الصعود إلى قمة قيادة قوات التحرير الشعبية والتي أطلق عليها الجبهة الشعبية لتحرير اريتريا.
5- من المعلوم أن اريتريا تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة منذ وصول افورقي إلى سدة الحكم، فضلا عن غياب الحريات، فما هي طبيعة الاحتجاجات التي حدثت من جانب الشعب الاريتري، وكيف استطاع النظام قمعها؟
ج- نعم تعاني اريتريا من أوضاع اقتصادية صعبة نتيجة لفشل النظام في تجاوز تناقضات مرحلة حرب التحرير وأثارها من خلال تحقيق مصالحة وطنية وإقامة حكومة وحدة وطنية تحقق الاستقرار وتعمل على بناء مرتكزات دولة القانون وتحقق التحول الديمقراطي في اريتريا. وبدلا من ذلك أقام اسياس افورقي نظام حكم بوليسي افرغ الاستقلال الوطني من مضامينه، وبدلا من وضع خطط تنموية توظف فيها الطاقات الوطنية اتجه نظام اسياس نحو عسكرة المجتمع الاريتري بأسره تحت ذريعة وجود مهددات خارجية. وعلى مدى ربع قرن يتم زج الشباب الاريتري من الجنسين في خدمة عسكرية غير محدودة الأمد، الأمر الذي أدى إلى تواصل النزيف البشري من البلاد يتعرض فيها الشباب الاريتري إلى مخاطر عديدة منها الاستغلال من قبل عصابات تجارة البشر وهم يعبرون حدود أكثر من دولة.
وشهدت اريتريا عدة احتجاجات على ممارسات الحكومة القمعية منها عصيان مقاتلي الجيش الشعبي بعد إعلان الاستقلال بفترة وجيزة حيث طالبوا بتقنين وتحسين أوضاعهم. وتبعتها احتجاجات مطلبيه أخرى، وتم قمعها. وبعد اندلاع الحرب بين إثيوبيا واريتريا برزت مطالبات القيادات الرأسية من بينهم وزراء بتطبيق الدستور الذي جمده الرئيس بعد إجراء الاستفتاء عليه. وتم اعتقالهم جميعا دون محاكمة. وهناك عشرات الآلاف يقبعون في سجون سرية دون محاكمة من بينهم صحفيين وسفراء وقيادات عسكرية والعديد من موظفي الخدمة المدنية.
6- من المعروف أن اريتريا دخلت في صدام مسلح مع اثيوبيا، فكيف ترى العلاقات ألان بين هذا النظام والنظام الإثيوبي؟
ج- العلاقات مأزومة وفي حالة توتر شديد وتظل احتمالات تجدد الصدام العسكري قائمة ما لم يلجأ الطرفان إلى حلول تسوية سلمية للنزاع الحدودي.
7- ما هي طبيعة الدعم الذي تتلقونه ألان من إثيوبيا؟
ج- تقدم إثيوبيا دعما سياسيا يتمثل في وجود مقرات للمعارضة الاريترية.
8- ما الأسباب التي دفعت دول افريقية كمصر والسودان إلى عدم تقديم دعم لكم؟
ج- بعد استقلال اريتريا ينظر التعامل مع المعارضة الاريترية من قبل هذه الدول على أنه تدخل في الشأن الداخلي.
9- ترددت أنباء عن تعاون بين النظام الاريتري مع كل من إسرائيل وإيران، فما هي طبيعة تلك العلاقات؟
ج- تحتل اريتريا موقعا استراتيجيا مهما على البحر الأحمر، وفي سياق توسيع دائرة نفوذها العسكري تتواجد إسرائيل في جزر الاريترية على البحر الأحمر، وكذلك يتعاون النظام مع إيران في إطار إستراتيجيتها التوسعية في المنطقة. ولا شك تشكل هذه العلاقات بين النظام وكل من إيران وإسرائيل ثغرة في الأمن القومي العربي.
10- ما هي طبيعة الانتهاكات لحقوق الإنسان التي يمارسها النظام الاريتري ضد الشعب الاريتري؟
ج- يرتكب النظام الاريتري انتهاكات ممنهجة وجسيمة ضد المواطنين الاريتريين تشمل الاعتقالات التعسفية،التعذيب، الاغتصاب، والخدمة العسكرية الإلزامية المفتوحة. وأشار تقرير صدر عن مفوضية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى أن هناك أدلة ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية. هذه الانتهاكات الفظيعة تدفع الشباب الاريتري من الجنسيين إلى الفرار من بلادهم والوقوع في شباك عصابات الاتجار بالبشر، والموت غرقا في البحر الأبيض المتوسط أو في الصحراء الليبية وصحراء سيناء في رحلة بحث شاق عن ملاذات أمنة.
11- هل استطعتم كمعارضة إيصال صوتكم إلى المنظمات الدولية والحقوقية، وما مدى تجاوب تلك المنظمات مع قضيتكم؟
ج- لقد لعبت تنظيمات المعارضة الاريترية ومنظمات المجتمع المدني الاريتري في المهجر دور هاما في كشف انتهاكات حقوق الإنسان في اريتريا التي يرتكبها النظام الاريتري، حتى أصبح ملف حقوق الإنسان يشكل ضغطا على النظام الاريتري. ورفعت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة تقريرا أكدت فيه وجود انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان في اريتريا. ورفع التقرير إلى مجلس الأمن الدولي. وينظم الاريتريون في المهجر مسيرات منتظمة أمام مقر مفوضية حقوق الإنسان في جنيف.
12- ختاما ما هي خططكم في المستقبل لإسقاط النظام الاريتري أو الضغط عليه لاحترام حقوق الشعب الاريتري، وما هي مطالبكم من العالم العربي بصفة عامة ومصر بصفة خاصة.
ج- تناضل فصائل المعارضة الاريترية من اجل إقامة دولة قانون في اريتريا تتحقق فيها المشاركة الشعبية في اختيار من يحكمه عبر صناديق اقتراع تتنافس فيها الأحزاب السياسية. وندعو العالم العربي للالتفات إلى أهمية استقرار اريتريا في ظل نظام حكم يمثل إرادة الشعب الاريتري لتصبح اريتريا عنصرا من عناصر دعم الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي وحوض البحر الأحمر وليس العكس كما هو الحال ألان.