اليوم نحتفل بذكرى تحرير ارض الفيروز ،وليس فقط ذكرى تحرير الارض ،،بل هى ذكرى شهدائنا الذين روا الارض بدمائهم وزرعوها بعرقهم ،ذكرى نجاح امه ،،،،
ذكرى وايمان شعب واخلاص جنود يوم 25ابريل ،هو كل هذا واكثر،هى ذكرى معارك القوات المسلحه المصريه الباسله،
وهنا اتيت لكم بمعركة ،،شدوان،،ومن منا لم يعرف شدوان حتى لو كان بعيدا عن التاريخ ،،،بعيدا عن السياسه ،فهى معركه ذات صدى ممتد على جميع الاجيال.
شدوان هى جزيره صخريه منعزله لا تزيد مساحتها عن 70 كيلو متر وتقع بالقرب من مدخل خليج السويس وخليج العقبه بالبحر الاحمر وعليها فنار لارشاد السفن.وهى تبعد عن الغردقه 35 كيلو متر.وعن السويس 325كيلو متر،وتؤمنها سريه من الصاعقه المصريه وردار بحرى ،
معركة شدوان معركه دارت على ارض جزيرة شدوان ل 36 ساعه مستمره ،،،معركه استطاع ان يثبت الجندى المصرى براعته ف المقاومه وايمانه بقضيته واصراره على استرداد ارضه .
معركة شدوان حفظها التاريخ ليحفظ للجندى المصرى كرامته وشرفه ف الدفاع عن ارضه ،،،ليس فقط بشهادة الاعلام المصرى ولكن ايضا بشهادة الاعلام الامريكى .
فقد جاء على لسان الصحفى الامريكى ،،جاى بوشينكسى،،الذى كان مصاحبا للقوات الاسرائيليه وهو مراسل لاذاعة ،،وستنجهاوس،،فى برقيه بعث بها الى وكالة ،،يونايتد برس،،قال،،،
رغم ان الطائرات الاسرائيليه قصفت الجزيره قصفا مركزا لعدة ساعات قبل محاولة انزال القوات الاسرائيليه ،فقد قاومت القوه المصريه مقاومه باسله ،ولم يجعل الامر سهلا للمهاجمين ،ولما تمكنت القوات الاسرائيليه من النزول على الطرف الشمالى الشرقى للجزيره بدات فى محاوله لتثبيط عزيمة القوات المصريه للاستسلام وانه لا فائده من المقاومه.
وكان رد الجنود المصريين على هذا النداء بقذائف مركزه من المدافع تنصب فوق الجنود المصريين من كل جانب ،،،
وقال ،،لقد شاهدت بطولات من الجنود المصريين لن انساها ،،،جندى مصرى يقفز من خندقه ويحصد بمدفعه الرشاش قوه من الاسرائيليين ،وظل يضرب الى ان نفذت اخر طلقه معه ،ثم استشهد بعد ان قتل عددا كبيرا من الجنود الاسرائيليين واصاب العشرات.
ان القوات الاسرائيليه التى كانت تتلقى مساعده مستمره من طائرات الهليكوبتر ،،لم تكن تتقدم الا ببطئ شديد للغايه تحت وطاة المقاومه المصريه ولم يكن اى موقع مصرى يتوقف عن الضرب الا عندما ينتهى من الذخيره ،وحين انتهت ذخيرة احد المواقع وكان بها جنديان اسرهما الاسرائيليون ،ثم طلبوا من احداهما ان يذهب الى مبنى صغير قرب فنار الجزيره ليقنع من فيه بالاستسلام .
ثم عاد الجندى المصرى ليقول لهم انه وجد المبنى خاليا ،،،،وعلى الفور توجه ضابط اسرائيلى ومعه عدد من جنود لاحتلال المبنى ،وما كادوا يدخلون الى المبنى فوجئوا بالنيران تنهال عليهم من مدفع رشاش يحمله ضابط مصرى ،وقد قتل فى هذه العمليه الضابط الاسرائيلى وبعض الجنود الذين معه ،اما البطل الشجاع فقد اصيب
والاسرائيليين انفسهم ،،فقد جاء على لسان رئيس الاركان الاسرائيلى ،،حاييم بارليف،،ان الجنود المصريين يتصدون بقوه للقوات الاسرائيليه ،ويقاتلون بضراوه شبرا شبرا فالاحتفاظ بالجزيره باى ثمن.
ففى يناير ١٩٧٠ وخاصة ليلة 21/22 قامت القوات الجويه والبحريه للعدو الاسرائيلى بتوجيه العدوان للجزيره ،،شدوان ،،براوبحرا،فقد كانت المعركه دائره بين كتيبة المظلات الاسرائيليه وسرية الصاعقه المصريه ،وكان القصف شديد على الجزيره حيث كان العدو يهاجم قواتنا بطائرات ،،الفانتوم،،وسكاى هوك الامريكيه ،الا ان قواتنا الجويه كانت تتصدى لها واسقطت عدة طائرات من طراز ،،ميراج،،وسكاى هوك .
ورغم ذلك لم يعلن العدو الاسرائيلى عن بسالة قواتنا وتصدى الجزيره الا فى عصر السبت /اليوم الثانى للقتال
اعلن ان القتال مازال مستمرا على ارض الجزيره وذلك دليل على شراسة المعركه على مدار 36ساعه ،استطاعت قواتنا منع العدو من الاقتراب من القطاع الذى يتركز فيه الردار البحرى على الجزيره والانسحاب الكامل للكتيبه الاسرائيليه ،من الاجزاء التى احتلتها فى الجزيره ،
وهكذا انتهت معركة شدوان.
رحم الله ابطال هذه المعركه عظماء التاريخ ،،
وكل التهانى القلبيه لابناء مصر،فى ذكرى تحرير سيناء الغاليه الذى ذهب فى سبيلهاآلاف الشهداء.