أعرب أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني الحائز على أغلبية نسبية في الانتخابات التشريعية الجزائرية عن استعداده للتحالف مع “شركاء يقبلون بخدمة أجندة سياسة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة“، في أولى ردود فعله حول النتائج المؤقتة لانتخابات البرلمان التي جرت الخميس.
وحاول جمال ولد عباس، اليوم الجمعة، التقليل من أثر التراجع المُدوي في عدد مقاعد حزب “الأفلان” الذي يتزعمه رئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة، إلى حدود 164 مقعدًا بعدما كان أزيد من مائتي مقعد خلال الولاية التشريعية الأخيرة.
واعتبر ولد عباس أن جبهة التحرير الوطني ما تزال في ريادة الساحة السياسية التي تحصي – حسبه- 36 حزبًا مشاركا في الانتخابات النيابية، دون احتساب قوائم المرشحين المستقلين والذين ساهموا في تشتيت الوعاء التقليدي للحزب الحاكم والواحد سابقًا (قبل دستور 1989).
ويمنح الدستور المعدل في مارس/آذار 2016 صلاحية مطلقة لرئيس البلاد في تشكيل الحكومة باستشارة مسؤول الحزب الحائز على الأغلبية، لكنه لا يحدد حجم الأغلبية ولا سقفها، بيدَ أن هذه المادة القانونية تعد شكلية في سلوك النظام السياسي بالجزائر، وفق محللين وفقهاء بالقانون الدستوري.
وأعلن وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي زوال اليوم الجمعة، أن نسبة مشاركة الناخبين في الاستحقاق التشريعي قد بلغت 38.25 بالمئة، معربًا عن ارتياح الحكومة لما تمّ تحقيقه بالنظر إلى شبح العزوف الذي خيّم على موعد الخميس المثير.
وأوضح بدوي في مؤتمر صحافي خُصّص لعرض نتائج الانتخابات النيابية، أن حزب جبهة التحرير الوطني حاز على 164 مقعدًا، ما يُشكّل تراجعًا رهيبًا عن النتيجة المحققة خلال الولاية البرلمانية المنتهية والمقدرة حينذاك بــ 220 مقعدًا.
وسجّل حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يقوده أحمد أويحيى وزير الدولة مدير ديوان الرئاسة، تقدمًا ملحوظًا بحصوله على 97 مقعدًا منها 32 خاصًا بالنساء، بعدما حاز في الانتخابات الماضية على 68 نائبًا فقط.
وحلّ التحالف الإسلامي “مجتمع السلم” ثالثًا بحصوله على 33 مقعدًا، متبوعًا بقوائم المستقلين التي فازت بــ28 مقعدًا ثم “تجمع أمل الجزائر” بـ19 مقعدًا، فتحالف “النهضة والعدالة والبناء” بــ15 مقعدًا.
وحصد حزبا جبهة المستقبل وجبهة القوى الاشتراكية على 28 مقعدًا مناصفةً، متبوعين بالحركة الشعبية الجزائرية (علماني) بـ 13 مقعدًا، ثم حزب “العمال” اليساري الذي تقوده المعارضة التروتسكية لويزة حنون بــ11 مقعدًا فالتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بــ 9 مقاعد.
وتوزعت بقية المقاعد على أحزاب صغيرة الحجم في صورة مطابقة تمامًا لواقع المشهد السياسي في الجزائر والذي يهdمن عليه حزبا جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وتحضر فيه قوى إسلامية وعلمانية.
وشهدت انتخابات الخميس الفائت أجواءً مشحونة بين الأحزاب السياسية التي دخلت الاستحقاق البرلماني بحسابات انتخابات الرئاسة القادمة وفق مراقبين، إذ من شأن النتائج المتوصل إليها أن تُسهم في حسم خليفة الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة.