آلاف النازحين يعودون إلى قراهم المحررة على ضفاف الفرات بريف حلب

أعلن حامد كينو نائب محافظ حلب، أن السلطات السورية أطلقت عملية واسعة النطاق لإعادة آلاف النازحين في مخيم “جبرين” إلى قراهم الأصلية التي تحررت مؤخرا من المسلحين في ضواحي حلب.
وقال إن من المقرر إعادة توطين 12 ألف شخص في قرى بابير فوقاني، بابير تحتاني، ربجين عكرا، تل توتون وخربة والعمياء، الواقعة على طول ضفاف نهر الفرات، واعتبر أن هذا الأمر أصبح ممكنا بفضل تقدم الجيش السوري المدعوم من الطيران الروسي، وتحريره هذه المنطقة من مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” ما سمح بعودة سكانها الأصليين إليها بعد أشهر وحتى سنوات من تهجيرهم منها قضوها في مخيم “جبرين” للاجئين في حلب.
 وقال قروي من قرية بابير فوقاني للصحفيين اسمه حسين زيدان “حين كان الإرهابيون في هذه القرى، لم يكن مجرد التفكير في الحياة فيها واردا، فعندما وصل مسلحوهم إلى هذه البلدات ارتكبوا أمورا وحشية وقطعوا رؤوس الناس لأدنى خطأ، حتى أنا عندما دخنت سيجارة أسروني وضربوني وحلقوا شاربي، لذلك اضطررت للهرب إلى مخيم (جبرين) لأنقذ حياتي، ولكن حان الوقت الآن للعودة، وأنا ممتن جدا للجيش لأنه ساعدني على العودة إلى منزلي الذي ترعرعت فيه”.
الإرهابيون تلطوا في منازل المدنيين ونهبوها وسرقوها. بعض المباني دمرت تماما خلال القتال ومع ذلك، فالناس لم يخفوا مشاعر فرحهم بالعودة إلى منازلهم مرة أخرى، حتى أن بعض اللاجئين ركعوا وقبلّوا تراب أرضهم التي ولدوا فيها.
جنبا إلى جنب مع أول العائدين إلى القرى الواقعة على ضفاف نهر الفرات، حضر ممثلو السلطات السورية للتأكد من أن هذه القرى قابلة للسكن والإقامة، ولتحديد المنشآت التي تحتاج للترميم والإصلاح.
وقال نائب محافظ حلب: “على سبيل المثال، المخبز هنا نهب ودمر جزئيا من قبل الإرهابيين. وهو استمر في العمل حتى أخر يوم، ولكن بمجرد أن بدأ الجيش السوري بالتقدم، نهب المتشددون معداته وهربوا بها. ومن الواضح أن هناك حاجة ماسة إلى هذه المنشأة على وجه السرعة لإطعام وسدّ حاجات السكان المحليين، وسنعيد بناءها وترميمها في المقام الأول، كما نخطط أيضا لإعادة المركز الطبي إلى العمل”.
سكان هذه القرى الواقعة على ضفاف نهر الفرات عملوا عادة في الزراعة، لا سيما في غرس أشجار الفواكه والزيتون وزراعة القمح وغيره من الحبوب. ويعد المسؤولون السوريون الآن بمساعدة هؤلاء المزارعين لاستعادة مواردهم وقوت يومهم في أسرع وقت ممكن، والعودة إلى حياتهم السلمية الهانئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *