تصدى الأزهر الشريف لأول مرة على العلن لقضية تكفير غير المسلمين، معارضًا الأصوات التي خرجت مؤخرًا باعتبار أصحاب الديانات غير المسلمة وعلى رأسهم المسيحيون كفارًا.
وقال الدكتور محمد شحات الجندي عضو “مجمع البحوث الإسلامية”، اليوم الأربعاء، إن المسيحيين مؤمنون ولا يجوز تكفيرهم، وإن الأزهر الشريف لا يملك تكفير أحد، معتبرًا أن القضاء وحده هو من يفصل في ذلك، على حد تعبيره.
واستشهد عالم الأزهر على إيمان المسيحيين وعدم تكفيرهم بقول القرآن الكريم: “قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا”.
ودعا الجندي الذي كان يتحدث أمام مؤتمر “الخطاب الديني بين ضرورات التجديد والحفاظ على الثوابت”، إلى ضرورة تنقية الدين من البدع والخرافات مثل الانتحار باعتبار ذلك شهادة في سبيل الله.
وأشار إلى أن المؤسسات الدينية عليها نشر ثقافة التسامح وحرمة الدماء عملاً بحديث النبي “لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض”، معتبرًا أن مصطلح “الكفار” ينطبق وفقًا لحديث النبي على من يزهق الأرواح البريئة، في تلميح إلى التفجيرات الإرهابية التي انتشرت مؤخرًا.
وأضاف أن الخطاب الديني خلال الفترة الأخيرة خاطئ، إذ يعتمد على الاعتذار أكثر منه البناء والتصويب، وتفنيد المفاهيم، مختتمًا أن الإسلام والمسيحية واليهودية هي أديان إبراهيمية وأنه لا ولاية لأحد على تكفير الآخرين.
ونشبت مؤخرًا مواجهات بين دعاة ومشايخ حول تكفير الديانات الأخرى، بعدما انتشرت فتاوى باعتبار المسيحيين كفارًا وإن شدد البعض إزاءها على أنهم أهل ذمة ولا يجوز الاعتداء عليهم، لكنّهم يظلون كفارًا بفقه الإسلام.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد دعا المؤسسات الدينية الإسلامية في مصر لتجديد الخطاب الديني لمواجهة التطرف والطائفية، وذلك في وقت تعاني فيه مصر والمنطقة العربية من تصاعد هجمات المتشددين.
وشدد السيسي على أهمية مواصلة الأزهر لدوره في تصويب الخطاب الديني وتنقيته من أي أفكار مغلوطة، بما يساهم في الجهود المبذولة لمكافحة التطرف والإرهاب.
وشهدت الآونة الأخيرة تحركات من المؤسسات الدينية في العديد من البلدان الإسلامية لمواجهة تمدد تنظيم “داعش” الذي أعلن إقامة “خلافة إسلامية” مزعومة على الأراضي التي استولى عليها وأثار توسعه السريع والمباغت قلقا على الصعيدين الدولي والعربي.