أعلنت الجزائر وتونس، اليوم الأحد، عزمهما توحيد المناهج التعليمية، حيث كلّفتا لجنة حكومية مشتركة بهذا الغرض.
ومن مهام هذه اللجنة، “انتقاء دروس تعليمية موحّدة من الأدب المغاربي كمرحلة أولى تستهدف تثمين البعد المغاربي ككتلة أنثروبولوجية واحدة في البرامج التربوية”، بحسب وزيرة التعليم الجزائرية نورية بن غبريت.
وقالت “بن غبريت” خلال مؤتمر مشترك مع السفير التونسي لدى الجزائر عبدالمجيد الفرشيشي، إن “المشروع القومي دخل مرحلة النضج بفضل الاستعداد القوي لقيادة البلدين، في إشارة واضحة إلى تطابق وجهتيْ نظر الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة والباجي قايد السبسي إزاء ملفات التعاون والشراكة بمختلف المجالات”.
وشدّدت نورية بن غبريت في خطاب افتتاحي لأعمال مؤتمر لتدريب كفاءات جزائرية وتونسية بولاية تيبازة شرق العاصمة الجزائرية، على أن “المبادرة مفتوحة لانضمام المغرب وموريتانيا وليبيا بغرض إبراز المغرب العربي ككتلة أنثروبولوجية واحدة”.
وانطلقت دورة تدريبية بمشاركة 40 مفتشًا في اللغتين العربية والفرنسية ضمن أهداف توصيات الدورة الـــ21 للجنة المشتركة الكبرى الجزائرية-التونسية التي أشرف عليها رئيس الوزراء عبدالمالك سلال في تونس برفقة نظيره يوسف الشاهد خلال شهر مارس/ آذار الماضي.
واتفق الجانبان على “التكفّل بالتراث المغاربي في الكتب المدرسية مع تعيين مختارات أدبية مشتركة موجهة للأطوار التعليمية الثلاثة، إذ يتولّى المتدربون انتقاء مؤلفات أدبية جزائرية وتونسية واختيار مقاطع نصية لإعداد المختارات الأدبية للأطوار التعليمية الثلاثة، مع إعطاء الأولوية لإنتاج المؤلفين المغاربة بمختلف أنواعه، ومن ذلك كتب أدبية للشباب والأطفال وحكايات وروايات وقصص قصيرة ومسرحيات”.
وأفادت وزيرة التعليم الجزائرية أن بلادها “تأمل في الاستعانة بالبرامج المنتقاة لتثمين التراث الأدبي الجزائري في المضامين التربوية المعتمدة في المراكز التعليمية والثقافية في تونس”، بينما شدّد المدير العام للمركز التونسي الدولي لتكوين المكونين والتجديد التربوي، عادل الحداد، على “التزام بلاده بإدخال مضامين تعليمية تخص التراث الجزائري والتاريخ المشترك والثقافة في مناهج التعليم التونسية”.
ولفت الحداد إلى أن وزارة التعليم التونسية “قررت البدء بمراجعة البرامج التربوية وإعادة صياغتها”، مشيرًا إلى أن “تثمين الإرث المغاربي في البرامج التربوية يتماشى مع المقاربة التونسية الرامية إلى إصلاح المنظومة التعليمية الجارية حاليًا”.