استعرضت وزارة الداخلية في قطاع غزة تفاصيل اعتقال قاتل القيادي في القسام مازن فقهاء في الاسبوع الماضي، معتبرة انها بذلك وجهت ضربة الى إسرائيل التي تتهمها بمقتل فقهاء باعتبار القتلة الذي اعتقلتهم عملاء لإسرائيل، وفقا لما ورد في تحقيقاتها.
وكشف اللواء توفيق أبو نعيم قائد قوى الامن الداخلي عن اعتقال 45 عميلاً لإسرائيل منذ الاغتيال، جاءت ضمن عملية أمنية واسعة أطلق عليها “فك الشيفرة”، والتي أطلقتها حماس مباشرة بعد الاغتيال.
وأعلن أبو نعيم أن الأجهزة الأمنية اعتقلت المنفذ المباشر “وهو القاتل (أ. ل) 38 عاماً، والذي اعترف بارتكاب الجريمة وارتباطه بأجهزة المخابرات الإسرائيلية” وقال أبو نعيم ان الأجهزة الأمنية اعتقلت اثنين من العملاء “اعترفا بدورٍ أساسي في عملية الاغتيال من خلال الرصد والمتابعة والتصوير لمسرح الجريمة، وهما (هـ. ع) 44 عاماً، و (ع. ن) 38 عاماً”.
وأعلن المسؤول الأمني أن الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذت بعد الاغتيال ساهمت بالوصول الى القاتل، إضافة الى ان عملية التحقيق في الاغتيال تزامنت مع “عمليةٌ أمنيةٌ واسعةٌ ضد العملاء أثمرت عن اعتقال 45 عميلاً لإسرائيل في قطاع غزة.
واستعرض أبو نعيم خلال المؤتمر الصحافي فيديو مصور لتفاصيل جريمة قتل فقهاء، تضمن بالصوت والصورة اعترافات المتهم بالقتل والعميلين الاخرين وكيفية تجنيدهم من قبل الضباط الإسرائيليين والمهام التي كلفوا بتنفيذها من تصوير ورصد ومراقبة، كما شمل الفيديو مشاهد حقيقية لتحركاتهم خلال تواجدهم في موقع الجريمة قبل وبعد تنفيذها.
واتهم أبو نعيم إسرائيل بالمسؤولية عن ارتكاب الجريمة وقال انها هي من خططت لها من بدايتها حتى نهايتها، وقال إن “العملاء اعترفوا بتلقيهم تعليمات مباشرة من ضباط إسرائيليين لتنفيذ الجريمة”، وقال ان عملية التخطيط للعملية استغرقت ثمانية أشهر.
وقال أبو النعيم ان التحقيقات أظهرت ان إسرائيل “استخدمت العملاء على الأرض مدعومين بطائرات استطلاع من الجو، ومتابعة مباشرة من المخابرات”.
وأشار أبو نعيم الى ان المتهمين الثلاثة المتورطين بالاغتيال هم متورطون أيضا في جرائم أخرى منها اغتيال عدد من قادة حماس وعناصرها، و”قصف وتدمير الكثير من المباني والمقار والمؤسسات الحكومية والمدنية” خلال العمليات العسكرية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في الأعوام 2012،2008، و2014.
وقال اللواء توفيق أبو نعيم، مدير عام القوى الأمنية في قطاع غزة “أن الأجهزة الأمنية بدأت عملية أمنية واسعة النطاق باسم “فك الشيفرة” من خلال استنفار كامل لجميع الأجهزة وأخذ جميع التدابير اللازمة لملاحقة الجناة”.
واوضح ” أن من تلك الإجراءات فرض الإغلاق على المناطق الحدودية كافة ونشر الحواجز الأمنية، وهو ما توج بتوجيه ضربة أمنية كبيرة لأجهزة الاحتلال الأمنية”.
واردف ابو نعيم:” شارك في العملية عملاء على الأرض بمساعدة طائرات استطلاع من الجو، لتنفيذ العملية التي استغرق التخطيط لها ثمانية أشهر”.
وأضاف:” حاول الاحتلال التنصل من مسئولية تنفيذ الجريمة فتم اختيار العميل بدقة متناهية ، وقد أسقطت التحقيقات هذه المحاولة الفاشلة”.
وتابع ” العملاء الثلاثة المشاركون في اغتيال فقها متورطون في جرائم أخرى، أدت لاستشهاد مواطنين ومقاومين وقصف الكثير من المباني والمقار الحكومية والمدنية”.
وأوضح أن عملية التحقيق في جريمة الاغتيال واكبتها عملية أمنية واسعة ضد عملاء الاحتلال، وقد أثمرت عن اعتقال 45 عميلاً، في ضربةٍ قاسيةٍ لأجهزة مخابرات الاحتلال.
وأكد أن الاحتلال يتحمل المسئولية الكاملة عن عملية اغتيال فقها حيث خططت أجهزته الأمنية للاغتيال منذ البداية حتى النهاية، حيث اعترف العملاء المتورطون في العملية بتلقيهم تعليمات مباشرة من الاحتلال لتنفيذ الجريمة.
واشار الى أن عملية اغتيال فقها علامة فارقة في العمل الأمني، وعنوان لمرحلة جديدة بعنوان “الحسم والمبادرة”.
وأكد أن العملاء الذين تم اعتقالهم خلال العملية شاركوا في اغتيال عناصر وقادة المقاومة لصالح الاحتلال من خلال الاعتداءات الإسرائيلية السابقة على غزة “الحروب الثلاثة خلال 2008 و2012و2014”.
وأكد أن “عملية فك الشيفرة متواصلة” ، موجهاً رسالة للعملاء قائلاً: “لن تفلتوا من أيدي العدالة وستطالكم الأجهزة الأمنية ولن ينفعكم الاحتلال ووعوده الزائفة “إما تسلموا أنفسكم أو تواجهوا مصيركم المحتوم”.
وجدد التأكيد على التزام وزارة الداخلية منذ 2007 بحفظ الجبهة وحماية ظهر المقاومة، موجها الشكر للأجهزة الأمنية الذين “أثبتوا أنهم على قدر الثقة برغم كل العوائق والتحديات، وتمكنوا من تفكيك لغز الاغتيال في زمن قياسي”.
وتم خلال المؤتمر الصحفي عرضٌ مرئي لتفاصيل جريمة اغتيال الشهيد “فقها”، تضمن – بالصوت والصورة – اعترافات العملاء الثلاثة المشاركين في الجريمة وكيفية تجنيدهم من قبل ضُباط مخابرات الاحتلال الإسرائيلي والمهام التي كُلفوا بها من تصوير ورصد ومراقبة وتنفيذ، كما اشتمل العرض على مشاهد حقيقية لتحركات العملاء بما فيهم المنفذ المباشر للجريمة أثناء تواجدهم في مسرح الجريمة قبل وبعد تنفيذها.
هذا وقد تم اغتيال القيادي في كتائب القسام المبعد الى غزة مازن فقهاء في منزله في منطقة تل الهوى بغزة في الرابع والعشرين من مارس في 2017 .
ولفت إلى أن العملاء الثلاثة المشاركين في جريمة اغتيال الشهيد فقها متورطون في جرائم أخرى أدت إلى استشهاد مجاهدين وقصف مباني ومؤسسات مدنية وحكومية.
وحملت الداخلية الاحتلال المسؤولية عن عملية اغتيال الشهيد فقها ، معتبرةً أنها منظومة فارقة في العمل الأمني بغزة ومرحلة جديدة عنوانها “الحسم والمبادرة”.
ونوه إلى أن العملية الأمنية متواصلة لتعميق الجهد لكشف عملاء الاحتلال وتحصين الجبهة الداخلية، مشدداً على أن العملاء لن يفلتوا من يد العدالة ولن ينفعه الاحتلال ولا وعوده الزائفة وعليهمأن يعودوا إلى حضن شعبهم.
وأردف قائلاً: “إننا ملتزمون بشعارنا الذي رفعناه بحفظ جبهتنا الداخلية وحماية ظهر المقاومة وحفظ تضحيات شعبنا”.
يشار إلى أن العملاء الثلاثة نفذوا في الرابع والعشرين من شهر مارس الماضي جريمة اغتيال الشهيد القائد مازن فقها في منزله في منطقة تل الهوا غرب مدينة غزة، والتي يقف الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر وراءها.