تترقب إيرلندا حلف ليو فارادكار اليميني ليصبح رئيسًا للوزراء، إلا أن هذا الرجل السياسي المنحدر من أصول إيرلندية هندية، ظهر إلى العلن كواحد من المثليين في البلاد عام 2015 .
وبينما تعد المثلية الجنسية غير مشروعة في إيرلندا، إلا أن البلاد على وشك تعيين زعيم مثلي الجنس مطلع الشهر القادم.
ويقول تيران برادي، رئيس حملة المساواة في الزواج في أستراليا، وهو إيرلندي المولد “إن هذا أمر رائع كيف انتقلت بلاده بسرعة من كونها مكانًا مظلمًا وباردًا للأشخاص مثليي الجنس إلى بلد يمكن أن يقودها شخص مثلي الجنس”.
وهناك 3 دول فقط يقودها قادة من مثليي الجنس ففي عام 2009، أصبحت يوهانا سيغورواردوتير الأيسلندية أول زعيمة في العالم، يليها إيليو دي روبو من بلجيكا ورئيس وزراء لوكسمبورغ الحالي كزافييه بتيل.
وبدأت الأسبوع الماضي المعركة ليصبح ليو فارادكار رئيسا للوزراء، عندما استقال اندا كيني بعد 6 سنوات قضاها في قيادة الجمهورية المكونة من 4.6 مليون نسمة.
وأصبح فارادكار، الذي يشغل حاليًا منصب وزير الحماية الاجتماعية المتصدر في الجبهة الأمامية مع سلسلة من المصادقات السياسية.
وقال فارداكار لأنصاره الأسبوع الماضي، إنه يريد للحزب أن “يكسب التأييد من الناس من جميع الخلفيات” والمنافسة على هذا المنصب، الذي سيتقرر في 2 حزيران/يونيو من قبل أعضاء البرلمان وأعضاء آخرين من حزب فاين غايل ومنهم الوزير سيمون كونفينيي الذي يدعي بأن بعض الأشخاص الذين تعهدوا في إحدى المرات بدعم فارادكار قد تراجعوا وعادوا إلى صفه.
وإذا فاز فارادكار البالغ من العمر 38 عامًا، فسوف ترى إيرلندا أيضًا الكثير من أصدقائه المثليين الذين بقوا حتى وقت قريب تحت غطاء من السرية.
ويقول برادي المقيم في مدينة سيدني الأسترالية “إنه فخر كبير، وهو أمر رائع أن ترى زعيم بلادك واحدا من الذين يدافعون عن حقوق مثليي الجنس والسياسة في العالم”.
وعمل برادي عن كثب مع فارادكار في حملة المساواة في الزواج الإيرلندية الناجحة في عام 2015.
وأضاف “قبل 30 عامًا كان دعم المساواة لمثليي الجنس مثل الجبهة الثالثة المكهربة في السياسة، إذا لمستها تصعقك وتقتلك فورًا، وإن القصة الإيرلندية هي قصة واحدة من الدول التي انتقلت من كونها مكانًا مقصيًا بشدة للأشخاص مثليي الجنس، على وشك أن يترأس وزراؤها في أقل من 25 سنة”.
أول وزير مثلي
وفي ملفه الشخصي على موقع “تويتر” يصف فارادكار نفسه بأنه: “وزير في الحكومة، ومحب للياقة البدنية ومعروف بكثرة الكلام”.
ولد في مدينة دبلن، وأصبح طبيبًا قبل الدخول في السياسة المحلية في عام 2004 وتوغل سريعًا في الصفوف المركزية لحزب فاين غايل، ليصبح أول وزير مثلي الجنس علنًا في إيرلندا.
وعلى الرغم من أن حياته الجنسية كانت معروفًة جيدًا لزملائه، إلا أنه أعلن عنها رسميًا في عيد ميلاده الـ 36 في عام 2015 وقال لراديو”RTE”: هذا شيء لا يعرفه عني الكثيرون، أنا سياسي نصف هندي- إيرلندي، و سياسي طبيب وسياسي مثلي إنه مجرد جزء مما أنا عليه”.
وقال برادي الذي يرأس حالياً حملة “المساواة من أجل الأستراليين”، إن فارادكار لديه الكثير من القلق بشأن الانفتاح: “لقد خرج ليو قبل 6 أشهر على الاستفتاء على موضوع حقوق الزواج للمثليين، وكان متخوفًا حول كيف سيكون رد فعل العالم عامة والسياسي خاصة، ولكن العكس كان صحيحًا فكان الجمهور دافئًا ومرحبًا”.
وتابع برادي “السياسيون الأستراليون يمكن أن يتعلموا شيئًا من صعود فارادكار تقريبًا إلى قمة الساحة السياسية الإيرلندية”.
وقال، “لقد لعب ليو دورًا هامًا في حقوق الزواج، والمساواة وفي كثير من الأحيان يخشى العديد من السياسيين من هذه المسألة، وأعتقد بأن كونك مثليًا أو الإدلاء بصوتك لصالح المساواة له تكلفة سياسية” وأضاف “إن ما نراه في إيرلندا، وأيضًا في أستراليا، هو التكلفة الحقيقية لأن تكون ضد المساواة، هو عندما يتخذ السياسيون هذه القفزة الشجاعة ويصبحوا دعاةً للمساواة، فإنهم بالتأكيد سيحصلون على مكافأة”.
وختم برادي حديثه بالقول “قد يكون هناك البعض من بين الأعضاء الـ6 مثليي الجنس المعلنين في كانبرا على علم بطموح فارادكار للوظيفة الأعلى في البلاد”.
وهناك اهتمام متزايد بأكثر من مجرد السياسات المنافسة لرئيس الوزراء ففي شباط/فبراير الماضي، نشرت صحيفة الإندبندنت الإيرلندية الصور الأولى لفارادكار وشريكه مايكل باريت.
فقد كان الزوجان معًا لمدة سنتين تقريبًا وأفيد بأنهما يقضيان عطلتهما معًا ويتشاركان رياضة المشي لمسافات طويلة وقابلا عائلات بعضهما ومؤخرًا اشتركا في حفلة عيد ميلاد كاملة مع كعكة عيد ميلاد مشتركة.
إلى ذلك، على فارادكار أن يفوز أولاً بالمنصب وأما ما وراء التأييد، فإن أنصار خصمه كونفينيي يحذرون من استضعافه وأنه لا ينبغي شطبه من لعبة السباق ليكون رئيس الوزراء.
وقال وزير الصحة سيمون هاريس لسنا بحاجة للتتويج ما نحتاج إليه هو إجراء مناقشة، نحن نحتاج إلى كل عضو من أعضاء هذا الحزب، بل وللشعب وأن تتاح له فرصة للحديث عن رؤية هذا البلد”.
وأوضح برادي بأنه كائنًا من كان المنتصر، فإن فارادكار قد هدم كل الحواجز مؤكدًا “ما إذا كان ليو سيفوز أو لا هذه ليست القضية، القضية هي أنه يعيش في بلد حيث أنه يمكن القبول بأن يكون رئيس الوزراء من مثليي الجنس وأن يرسل الرسالة الأكثر عمقًا لجميع الأشخاص المثليين في إيرلندا وفي الخارج”.