شنت الصحف السعودية حملة واسعة ضد قطر منذ أمس الخميس، للحديث عن الأزمة التي افتعلتها قطر وتصريحات أميرها تميم بن حمد آل ثاني التي ربما تؤثر على العلاقات القطرية العربية.
ومن بين العناوين التي حملتها مقالات الكتّاب والأخبار، “عباءة خليجية نهاراً عمامة فارسية ليلاً”، “خطاب أمير قطر.. مراهقة وانتحار سياسي”، “عكاظ تكشف تفاصيل اجتماع آل ثاني وسليماني”، قطر.. وأيديولوجية الشقاق”.
وكتبت صحيفة “عكاظ”، تحت عنوان “عباءة خليجية نهاراً عمامة فارسية ليلاً”، أن “اللعبة القطرية الجديدة لم تكن مستغربة، لأن شياطين السياسة يعجزون عن فهم السياسة القطرية منذ أن احتضنت نهارًا حركة حماس في الدوحة، ودعمت حزب الله ماليًا في حرب تموز، وذهبت ليلاً للنوم في الفراش الإيراني ولبست عمامة قم السوداء”.
انقلاب على الرياض واتفاق مع الحرس الثوري الإيراني
وفي تقرير تحت عنوان “خطاب قطر مراهقة سياسية” كشف عن اتفاق قطري مع الحرس الثوري الإيراني، ولقاء جمع بين آل ثاني وقاسم سليماني قائد فيلق القدس، عبر العراق للانقلاب على إعلان الرياض، حيث اجتمع آل ثاني مع سليماني من خلال الحكومة العراقية مقابل عدم مطالبة الدوحة بمبلغ الـ500 مليون دولار، التي تركتها في مطار بغداد.
وقالت الصحيفة إن لقطر أدوارًا مشبوهة في المحيط العربي والإسلامي، مضيفة: “قد يتعجب البعض من تصريحات أمير قطر تميم آل ثاني الاستفزازية، لكنّ يفهمها المتعمقون في شؤون ودهاليز وأروقة قطر السياسية، وترتيباتها السرية من تحت الطاولة مع المنظمات الإرهابية ومجموعات الضغط الإسرائيلية”.
مباحثات سرية
وأوضحت أن مباحثات سرية، عقدها وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن آل ثاني الإثنين الماضي، مع قاسم سليماني في العراق، وكشفت الصحيفة أنه تم خلال اللقاء، صدور أوامر إيرانية من قبل قائد الحرس الثوري جعفري لقطر، بأن تتمرد على قرارات القمة الإسلامية الأمريكية.
وفي هذا الصدد، كتبت عكاظ تحت عنوان “حزم الحجب يخرس إعلام قطر وأبواقه”، “فيما لم تكف عن ترويج الأكاذيب تارة وتلميع جماعات إرهابية تارة أخرى، جوبهت وسائل الإعلام القطرية، في مقدمتها قنوات الجزيرة، بحزم الحجب في المملكة ودول الخليج”.
“سعيد السريحي” كتب في مقال له بالصحيفة: “إذا كان أمير قطر يرى أنه ليس من الحكمة التصعيد مع إيران؛ لأن لها ثقلاً إسلامياً وإقليمياً، فإن الحكمة كانت تفرض عليه معرفة أن إيران هي التي اتبعت سياسة التصعيد مع جيرانها إلا إذا كان أمير قطر لم يسمع بتدخلات إيران في العراق وسوريا ولبنان، ودعمها للحوثيين في اليمن، ولم تبلغ علمه تجارب الصواريخ الباليستية التي تطلقها إيران على الضفة المقابلة لحدوده في الخليج العربي”.
المراهقة السياسية
وعنها يقول دكتور محمود سلمان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، إن وصف الصحف السعودية لما تفعله قطر بالمراهقة السياسية هو أصح تعبير، لافتًا إلى أن قطر على الرغم من أنها دولة عربية إلا انها تسعى لتنفيذ مخططات كل الدول الأجنبية من أجل السيطرة عليها.
وأوضح سلمان أنه بالنظر إلى الأوضاع في كل البلدان العربية سنجد أن قطر تدعم الدمار المتواجد بها، ففي مصر تدعم الإرهاب وفي العراق هكذا واليمن كذلك، على الرغم من مشاركتها في التحالف، إلا أنها تحاول إلحاق الدمار الدائم بالدول العربية كافة، مشيرًا إلى أن إفشال أي تجمع عربي يكون هدف قطر حتى تستطيع أن تلعب دوراً كبيراً مع حلفائها الأجانب في إسقاط الدول.
وشدد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، على أن مصر منذ اللحظة الأولى أعلنت أن قطر تدعم الإرهاب، والآن وبعد تلك التصريحات أصبح الأمر سهلاً وواضحاً أمام الجميع.