في هذه الانتخابات وعكس ما كان في المراحل الماضية التي كان يحاول أصحاب الاسترضاء ولغرض المحافظة على مصالحهم الاقتصادية أن يُظهروا كأنما هناك جناح معتدل وإصلاحي، لما قوبلت هذه المرحلة من الانتخابات الرئاسية بترحاب الغرب وبالأحرى سائر بلدان العالم وإنما هناك واقع مهم حدث في أرض الجوار بجنوب إيران حيث فاجأ كلا الجناحين في النظام الإيراني وأثار لديهما الخوف والقلق كما كتبت الإعلام الحكومي بهذا الخصوص في خطاب لروحاني : « يا سيد روحاني ؛ هنا بجانب أذنيكم قرعت طبول الحرب حيث قام الناتو العربي والغربي بتمارين عسكرية» ( جريدة رسالت24 / مايو – أيار 2017).
وصل رئيس الولايات المتحدة الأميركية يوم السبت 20/ مايو-أيار الرياض لمشاركة القمة العربية الإسلامية المبرمجة منذ فترة حيث كان أول لقاء مع الملك سلمان ملك المملكة العربية السعودية مما نتج اللقاء ببيان تحت عنوان « رؤى استراتيجية مشتركة للقرن الحادي والعشرين» تناول فيه مكافحة الإرهاب وتدخلات النظام الإيراني لدعم الإرهاب في المنطقة .
واللقاء الثاني مع قادة البلدان الخليجية تناول في أهم نقاشاتهم في اللقاء دور النظام الإيراني ومكافحة الإرهاب . كما كان اللقاء الثالث للرئيس الأميركي مع قادة البلدان المنطقة خاصة ملك البحرين كان فحواه الرئيسي تهديدات النظام الإيراني ضد البحرين. وأخيراً في اللقاء الرابع والأهم كانت ” قمة الرياض “ المعروفة بحضور الرئيس الأميركي وقادة 52بلداً من البلدان العربية والإسلامية في المنطقة . وتضمنت جميع الكلمات التي ألقاها الحضور حول دور إيران المدمر حيث وفي الختام صدر ”إعلان الرياض“ تمحور على التصدي للتدخلات والنشاطات المدمرة لإيران بالذات .
وكتبت إحدى وسائل الإعلام الحكومية وفي إشارة إلى قمة الرياض تقول: «أهدت حكومة روحاني وفي أول يوم انتخابها ، شبح الحرب».
و اعتبر الملك سلمان في كلمته النظام الإيراني بأنه ” رأس حربة “ الإرهاب الدولي قائلاً:
كان «النظام الإيراني يشكل رأس حربة الإرهاب العالمي منذ ثورة الخميني وحتى اليوم”، مضيفا “لم نعرف إرهابا وتطرفا حتى أطلت الثورة الخمينية برأسها».
ثم قام الرئيس الأميركي بإلقاء الكلمة مقدماً الشكرالجزيل للملكة على حسن الاستضافة وقال:
« سنمد أيدينا بروح التعاون والثقة.وهدفنا هو تحالف الأمم التي تشترك في هدف القضاء على التطرف ولذلك، فإن هذا التجمع التاريخي وغير المسبوق للقادة – الفريد من نوعه في تاريخ الأمم – هو رمز للعالم يعكس عزمنا المشترك واحترامنا المتبادل».
وأضاف قائلاً: ولكن لن يكون هناك نقاش حول القضاء على هذا التهديد بالكامل، دون الإشارة إلى الحكومة التي تعطي الإرهابيين الملاذ الآمن، والدعم المالي، والمكانة الاجتماعية اللازمة للتجنيد. إنه نظام مسؤول عن عدم الاستقرار في المنطقة. أنا أتكلم عن إيران. من لبنان إلى العراق إلى اليمن، تقوم إيران بتمويل وتسليح وتدريب الإرهابيين والميليشيات والجماعات المتطرفة الأخرى التي تنشر الدمار والفوضى في المنطقة. على مدى عقود، غذّت إيران حرائق الصراع الطائفي والإرهاب».
الجدير بالذكر أن هذه المواقف استمرت حتى بعد نهاية قمة الرياض كما جعل ترامب في مواصلة جولته لسائر بلدان المنطقة وضع الاتفاق النووي مع النظام الإيراني تحت علامة الاستفهام معتبراً الاتفاق الشامل المشترك منقذا للنظام من السقوط وأكد قائلاً : «إنهم كانوا على منحدر السقوط خلال 6أشهر لا محالة».
لا شك أن ما طرح في القمة العربية الإسلامية الأميركية بوجه النظام الإيراني كمزعزع للاستقرار والثبات في المنطقة والعالم سيما التركيز على ضرورة تحدي نظام الملالي في مجال الإرهاب والتطرف وبرنامج الصواريخ البالستية وتدخله في شؤون البلاد الداخلية والفعاليات المدمرة لهذا النظام في المنطقة والعالم كخطوة ضرورية من أجل وضع حد للإرهاب والحرب ونزيف الدم وإحلال السلام والهدوء و… أمر ضروري ولكن هناك ضرورة ملحة أخرى وهي إن طرح هذه المواضيع يجب أن يتكلل بضمان العمل وتحديداً قطع العلاقات مع نظام الملالي وإخراجه عن المجاميع الدولية وتصنيف فيلق الحرس وبقية القوات العسكرية والميليشيات والقواعد الأمنية التابعة لهذا النظام في القائمة السوداء وإخراجهم من المنطقة بالذات.
كما أعلنت بهذ الخصوص الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي : «إن الحل النهائي للأزمة التي اجتاحت المنطقة برمتها يكمن في إسقاط نظام ولاية الفقيه بواسطة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. تحرير إيران وإحلال سلطة الشعب الإيراني بدلاً من سلطة الملالي كمطلب رئيس للشعب الإيراني والذي قدّم من أجله 120ألفاً شهيداً لحد الآن . إن الاعتراف بمطلب الشعب الإيراني هذا ، ضرورة ملحة لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة ومن مستلزمات استتباب الأمن الدولي أيضاً».
إن هذه المواقف ذات أهمية كبيرة جداً كونها تتخذ في أول الأيام بعد إجراء مسرحية الانتخابات الرئاسية في إيران. كان النظام الإيراني وبإعلان الأرقام الفلكية الزائفة لمشاركة الناخبين يُظهر بأنه يحظى بشعبية اجتماعية لكن سقطت ورقة التوت في أول مناظرة تلفازية للمرشحين بأن هذا النظام يُعرف بـ 4%( فمعناه أن هناك 96% يكره النظام بالذات). وتبين زيف إدعائات روحاني في مؤتمرة الصحفي بعد تغلبه على رئيسي في 22/ أيار – مايوعندما ادعى بمشاركة 45مليوناً ناخباً في الانتخابات كما يكشف أجهزة النظام في صناعة الأصوات أيضاً.
وختاماً نستطيع القول إن هذه المواقف الأخيرة حول المنطقة والعالم ضد هذا النظام يعتبر أسوأ أيام هذا النظام في المرحلة الجديدة كونها تبرز زيف إدعائات النظام حول الانتخابات كما خير دليل على أن ما يكشر هذا النظام من أنيابه أجوف تماماً وبالأحرى يثبت بأنه حانت بداية نهاية