زعمت وثيقة استخباراتية إيطالية أنه منذ 15 ديسمبر/كانون الأول 2015، نقل عدد غير معروف من المقاتلين الجرحى من تنظيم “داعش” في ليبيا إلى مدينة إسطنبول التركية للعلاج الطبي، ومن هناك يتم إرسال المقاتلين إلى مستشفيات تركية أخرى، حيث كان هؤلاء المقاتلون يقدمون جوازات سفر مزورة.
الوثيقة تشير إلى الصعوبات التي تواجهها السلطات الليبية وأوروبا، للتأكد من هوية ودوافع المسلحين في ليبيا، ومدى تعاطفهم مع الجماعات الإسلامية المتطرفة مثل تنظيم “داعش”.
وبحسب الوثيقة الاستخباراتية فإن حكومة طرابلس، وعلى الرغم من أنها لا تدفع تكاليف علاج مقاتلي “داعش”، تسهل لهم، وبشكل غير متعمد، الخروج من الأراضي الليبية.
كما أوضحت الوثيقة الإيطالية أن بعض الوثائق التي أعدتها المستشفيات الليبية لمنح تأشيرة سفر للمصابين، جاءت خالية من أي تفاصيل، وهي عبارة عن وثائق سطحية لا تقدم حتى وصفاً كافياً لنوع الإصابة.
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية كشفت النقاب عن أن العديد من مقاتلي تنظيم الدولة “داعش” يعتقد أنهم تسللوا إلى أوروبا من ليبيا، بعضهم كانوا ضمن جرحى ليبيين حكوميين وصلوا إلى إيطاليا لغرض تلقي العلاج.
وبحسب ما نقلت الصحيفة البريطانية عن محققين إيطاليين، وعن وثيقة استخباراتية إيطالية اطلعت عليها الصحيفة، فإن عناصر من تنظيم “داعش” وآخرين مرتبطين بحركات جهادية، تمكنوا من التسلل إلى أوروبا، بعضهم تظاهر بأنه مصاب لتلقي العلاج في إيطاليا، وبعد ذلك نجحوا في التوجه إلى أماكن أخرى من أوروبا.
بيتر نيسر، الباحث النرويجي في شؤون الإرهاب، أوضح أن وكالات الاستخبارات الأوروبية قلقة بشكل كبير من تزايد تدفق مقاتلي تنظيم “داعش” عبر ليبيا، مبيناً “هناك شعور بقي لفترة طويلة ملازماً للوكالات الاستخباراتية، بأن الخطر الذي يهدد أوروبا قادم من سوريا، ولكننا في الآونة الأخيرة بدأنا نعي بأن الخطر الأكبر قادم من ليبيا”.
وتستند الوثائق التي جمعتها المخابرات الإيطالية إلى حد كبير على المعلومات المتبادلة، بين الشرطة المدنية والعسكرية الإيطالية، وبين مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، بالإضافة إلى شرطة مكافحة الإرهاب في إيطاليا.