لم يعد إدمان الرجال فقط هو السبب وراء الانفصال بين الزوجين، فالمفارقة أن بعض النساء أيضًا اقتحمن نفس الطريق، وهو ما عكسته القضايا الموجودة داخل محاكم الأسرة في مصر، وأكده آخر تقرير أصدرته الهيئة الدولية للرقابة على المخدرات (INCB) وكشف عن أن ثلثي مدمني المخدرات من السيدات.
وأشار التقرير إلى أن “معدل تعاطي السيدات للحشيش أو الأقراص المخدرة تطور بشكل أكبر من الرجال، خاصة أن التغييرات الجسدية لدى المرأة تساعد على تطور المشكلة بشكل أكبر كالضغوط النفسية والحالة المزاجية”.
وأكد الدكتور عبدالرحمن حماد، مدير وحدة الإدمان بمستشفى العباسية في مصر، أن “حالات الطلاق وتزايدها ترجع لإدمان الشريك سواء الزوج أو الزوجة”، مشيرًا إلى أن “تعاطي أحد الطرفين للمخدرات يجعل الشريك أكثر عصبية، ما يؤدي إلى الخلافات ومن ثم الطلاق”.
وتتزايد حالات الطلاق إذا كانت الزوجة هي المدمنة، خاصة أن المجتمع ينظر إلى الأمر كونه وصمة عار.
وأوضح أن “نسبة كبيرة من الزوجات يتعرضن للطلاق بعد اكتشاف الزوج إدمان زوجته”، مشيرًا إلى أن “السيدات يدمن العقاقير الموصوفة طبيًا كالترامادول والمهدئات بشكل أكبر من الرجال”.
وأشار إلى أن “وجود ثقافة تعاطي المخدرات، يسهل الإدمان بعد كسر حاجز خوف الإناث من تاجر المخدرات، فيصبح من السهل الحصول عليها من خلال أحد أفراد العائلة”.
قصص مأساوية
وتنذر القضايا الموجودة داخل محاكم الأسرة، بخطورة ما أفصح عنه التقرير الدولي للرقابة على المخدرات حيث تتعرض كثير من الزوجات للطلاق وإسقاط حضانة أطفالهن عنهن بسبب إدمانهن للمخدرات.
إحدى هذه الحالات لسيدة تدعى منى، وتبلغ من العمر 40 عامًا، حيث بدأ تعاطيها للمخدرات عن طريق نجل شقيقها الذي كان يتعاطى “الترامادول”، وبدأت في تناوله كنوع من التجربة حتى اعتادت على تعاطيه وتحول الأمر معها لإدمان.
وبدأ زوجها يكتشف إدمانها عندما أصبحت أشياء عدة تختفي من المنزل، حيث كانت تقوم الزوجة بسرقة موجودات في البيت من أجل شراء “الترامادول”، ليعلم الزوج لاحقًا من أحد أطفاله أن والدته ترسله للصيدلية المجاورة للمنزل لكي يشتري لها “الترامادول”، فانفصل عنها وحصل على حكم من المحكمة بحضانة الأبناء.
أما “سمير . ع” الذي يعمل محاسبًا بإحدى الشركات فقد انفصل عن زوجته التي أقدمت على تزويج ابنتهما لرجل مسن تخطى الـ60 عامًا، لكي تحصل على جرعة “ترامادول”، وتم الحكم في هذه القضية بحصول الزوج على حضانة الأولاد.
وفي قضية أخرى، تسبب عمل الزوج في مجال السياحة وإدمانه، في سهولة حصول الزوجة العشرينية على المخدرات وإدمانها خاصة “الهيروين” الذي كان يتعاطاه الزوج.
ولم تفلح محاولات الزوج في علاج زوجته بإحدى مصحات الإدمان، وبعد وصولها لحالة ميئوس منها، وتم الانفصال بينهما.
أما حالة سهير فكانت مختلفة عن الحالات السابقة، إذ أدمنت “الترامادول” ليساعدها على السهر في العمل بالمستشفى، ودخلت في نوبات من الصرع نتيجة لذلك، ولم تستكمل العلاج خوفًا من وصمة المجتمع ونظرته لها.