أظهرت وثائق رسمية إسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن مئات الأطفال اليمنيين الذين هاجروا لإسرائيل قد خضعوا لتجارب طبية غير إنسانية هناك، وهو ما أكدته لجنة خاصة كانت قد تشكلت العام الماضي من أجل كشف ملابسات اختفاء هؤلاء الأطفال.
وكشفت القناة الإسرائيلية الثانية النقاب عن صور وبروتوكولات قالت إنها تدل على أن هؤلاء الأطفال استخدموا في تجارب طبية، حيث عرضت اللجنة اليوم الأربعاء صورًا تظهر بعضهم بلا ملابس بينما يرقدون فيما يشبه المختبرات.
وأشارت القناة إلى أن وثائق سرية تخص لجنة التحقيق التي شكلت بشأن أطفال اليمن كانت قد كشفت بالفعل أواخر العام الماضي، بعد نضال طويل قاده العديد من الشخصيات ووسائل الإعلام، لكنها أكدت أن تلك هي المرة الأولى التي تظهر فيها دلائل بشأن تجارب طبية خضع لها هؤلاء الأطفال، لافتة إلى أن اللجنة الخاصة التي تتبع الكنيست وتترأسها النائب نوريت كورين، استعرضت جانبا من التجارب التي أجريت عليهم.
جرذان التجارب
وتظهر الصور التي حصلت عليها وسائل إعلام إسرائيلية، أن تلك الصور هي فقط التي سمح بنشرها، الأطفال في وضع غير إنساني، وقد كتب على جسد كل منهم طبيعة التجربة التي تجرى عليه، ما يؤكد أن تلك التجارب كانت وحشية، وانتهت بموت بعض هؤلاء الأطفال بعد تحويلهم إلى ما يمكن وصفه بـ”جرذان التجارب”.
وطبقًا للتقرير، سوف تناقش اللجنة اليوم البروتوكولات التي تحتوي على شهادات بشأن تجارب أجريت على هؤلاء الأطفال بينما هم على قيد الحياة، وبدون علم ذويهم في أقل التقديرات، كما تشمل الشهادات قصصًا بشأن اختبار أدوية جديدة أدت إلى وفاة مالا يقل عن أربعة أطفال، فضلا عن شهادات بشأن اختطاف طفلة من إحدى المستشفيات الإسرائيلية وتبنيها بواسطة أحد الأشخاص.
وأضاف التقرير الذي نشرته القناة الثانية صباح الأربعاء، أن أحد البروتوكولات يستند إلى شاهدة د. جورج مينغل، مدير مستشفى الأطفال في منطقة “روش هاعين” أمام أعضاء لجنة التحقيق الحكومية التي تحقق في اختفاء أطفال اليمن. ولفت إلى أنه كان قد أكد أمام اللجنة أنه يذكر حالة واحدة أو حالتين، خضعتا لتجارب أدت إلى نتائج سلبية للغاية.
وتعود القضية إلى خمسينيات القرن الماضي، حين اختفى آلاف من الأطفال اليمنيين، وهي قضية عملت الحكومات الإسرائيلية على طمس معالمها منذ عقود. ويجري الحديث عن أطفال ينتمون لعائلات يهودية من اليمن تم اختطفاهم في إسرائيل، تتراوح أعدادهم بين 1000إلى 4500 طفل، اختفوا بعد هجرة عائلاتهم في الفترة 1948 إلى 1954.
واتهمت عائلات يهودية يمنية فقدت أبناءها الحكومات الإسرائيلية بطمس معالم التحقيقات التي أجريت في هذا الشأن، فيما أشارت بعض التحقيقات السابقة إلى أن غالبيتهم تم بيعه لعائلات قامت بتبنيهم، إلى أن أعلنت الحكومة الإسرائيلية في حزيران/ يونيو العام الماضي أنها بصدد تشكيل لجنة للتحقيق في تلك القضية وجمع الوثائق والشهادات بشأنها، بهدف كشف الغموض عن تفاصيلها بشكل نهائي.