عقب أحداث 7حزيران /يونيو أي يوم التفجيرين في طهران والتي كانت استعراضية لدى أنظار العموم حيث لم يأخذ أحد بمحمل الجاد أن العملية تم تنفيذها من قبل داعش إذ أن هناك إجماعا دوليا حول موضوع داعش والـ” دااعش الحاكم في إيران “ (الدولة الإسلامية في إيران والعراق والشام)حيث لهما دور تكميلي لبعضهما بعضا في ارتكاب المجازر والإرهاب ونهائياً نستطيع القول بأن ” داعش “ هو وليد أو حصيلة النظام الإيراني .
وبالنسبة لهذا الحادث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بيان له قائلا: « تواجه الحكومات الداعمة للإرهاب هذا التهديد أي تصبح ضحية نفس الشر الذي يروجونه».
لقد تبين جوانب أخرى في الأيام التي تلت الحادث حقيقة أن منفذي هذه العملية الإرهابية كانوا من العناصرالمتدربة والمدعومة للحرس فعليه لم يواجهوا في الوصول إلى هذه الأماكن الحساسة جداً للنظام أي مانع للتنفيذ بالذات.
هذا وصرح خامنئي الولي فقيه النظام في إشارة إلى هذه الأحداث وما سماه ” العاب نارية “ في كلمة ألقاها لعناصر تحت أمره قائلاً: « أنا أقول لجميع الخلايا الفكرية والعملية الجهادية والثقافية في كل أرجاء البلد أنتم مستقلون وكما معمول في ساحات القتال ، ” الرمي الحر“ أي أنتم تقررون وتفكرون وتبادرون».
في الأنظمة الدكتاتورية هذا الأمر لـ” الرمي الحر“ يدل قبل كل شيئ على ضعف الدكتاتور والنظام الحاكم لكن في إيران التي ترضخ حوالي 4عقود تحت نظام دكتاتوري رهيب، لهذه المسئلة خلفية أكثر وضوحاً من غيرها. إذ إن هذا النظام تسلم دفة الحكم في عام 1979وباستغلال خميني مشاعر وأحاسيس الناس البسطاء الدينية وكان عناصره منذ البداية وعملياً في حالة ” الرمي الحر“ حيث هناك يعتبر التنازل عن الإعدام وارتكاب المجازر والإعتداء بحقوق الناس والتدخل في عقر دارهم بلاهوادة حدودهم الحمراء رغم جميع القرارات والبيانات الإنسانية في إدانتهم وتغيير الرئيس في مسرحياتهم الانتخابية لكن لم يغير شيئاً في طبيعة هذا النظام بالذات.
إن كان يعتبر” الرمي الحر“ في نظام قمعي يسوقه إلى منحدر السقوط ، لكن في إيران يعتبر سياق معمول به لإرغام كل شيئ من العقائد والثقافة والسياسة وحتى حياتهم اليومية وعلى هذا النمط قام هذا النظام منذ البداية بإغلاق مكاتب الأحزاب السياسية بسرعة وضرب أنصارهم بأساليب دموية كما فتح النار على سكان القرى في كردستان إيران بواسطة الحرس ومازلوا هم بنفس النهج أيضاً ولكن في المحاكم يصدر أحكام الإعدام على ”ريحانة جباري“ التي دافعت عن شرفها كما وبدلاً عن اعتقال وعقوبة أحد عناصر الحكومة الذي كان يقصد الإعتداء على ” فريناز خسرواني“ وهربت ونهائياً رمت نفسها من على البناية إلى الخارج وتنهي بحياتها تخلصاً من الاعتداء ، كما وبنفس الأسلوب في إيران وفي خارج إيران في بلدان المنطقة يقتل آلاف من معارضي هذا النظام حتى في البلدان الأوربية.. نعم وبهذا النهج يتم إعدام المئات والآلاف من ضحايا الإدمان والفحشاء والفقر والبطالة وما شابه ذلك الذي يعود كل رؤس هذه الخيوط إلى هذا النظام كمسبب هذه الكوارث الاجتماعية والبشرية .هذا واقع هذا النظام في الظروف الحالية حيث ما شوهد طيلة 38عاماً من حكم الملالي عقوبة حتى أحد من هؤلاء القتلة .. نعم هذا واقع الحال في بلد يكره 96%من مواطنيه هذا النظام وللباقي أي (%4) حسب ما طرحه ”قاليباف “ أحد مرشحي الرئاسة في المناظرات التلفازية هم يشكلون أنصار هذا النظام.
وقد سبق أن شهدت الساحة الإيرانية والشعب الإيراني هذه الحالات في زمن حياة خميني وفتاواه اللاإنسانية واللاإسلامية وأخلافه ضد من يتصدى أمام هذا النظام الاستبدادي دفاعاً عن شرف شعبه وتاريخه و…
وفي الختام وبغض النظر عن خلفية هذا الأمر (الرمي الحر) حيث أسلفنا جانباً منه ، من الضروري أن نذكر أن السبب من إعطاء هذا الخيارليس إلا خوفاً من تصعيد نشاطات أنصار المقاومة الإيرانية داخل إيران منذ بداية العام الإيراني الجديد ولا يعتبرإلا تكشر الأنياب واستعراض العضلات من جانب الولي الفقيه وبالأحرى حالة دفاعية أمام هذا الموجة من الهجوم من قبل أنصار المقاومة الإيرانية خاصة عشية المؤتمر السنوي العام المزمع عقده في باريس في الأول من تموز /يوليو 2017والذي يعكس ويمثل أمنيات ورغبات ومطاليب الشعب الإيراني برمته والذي تنظر إليه عيون التواقين للحرية ومستقبل إيران ليسمعوا خطة المستقبل لإيران حرة من هذا المؤتمر إن شاءالله. وإلى الملتقى.