في مستهل المقال نستفيد من تجربة رائعه من القديم: بعد تولي الخميني السلطة في عام1979 والذي لم يكن لديه هدف إلا فرض حكم دكتاتوري ديني على رقاب الشعب الإيراني، وقبل إجراء الانتخابات الرئاسية في يوم 25/كانون الثاني -يناير1980شهد المجتمع الإيراني ظهور جبهتين سياسيتين. الجبهة الحاكمة والجبهة المعارضة. ولكل جبهة جمهورها ، الجبهة الحاكمة تضم الملالي وشريحة من المجتمع حيث لا علم لهم من الإسلام المتطرف والملالي الذين كانوا يروجونه حسب رأيهم والجبهة الأخرى تتشكل من القوى المثقفة والديمقراطية التحررية والثورية والأقليات القومية والدينية التي كانت تتلقى تهديدات الخميني ونظامه التي كانت قد بدأت ضدهم منذ فترة.
هذا وفي أول دورة من الانتخابات الرئاسية التفت جميع الفئات المعارضة وبغض النظر عن الفروق والاختلافات في الرأي، حول السيد مسعود رجوي ، أمين عام منظمة مجاهدي خلق الإيرانية آنذاك ليقفوا بوجه ظاهرة تحولت لاحقاً إلى التهديد الرئيس للمنطقة برمتها والعالم. كان خميني آنذاك جالسا على أريكة السلطة الطائلة التي كان قد صادرها ، فاستشعر خميني بالتهديد من جبهة المثقفين بدرجة حيث ورغم وعوده السابقة قبل تسلمه السلطة بعدم التدخل في الانتخابات و…،لكن وفور الشعور بالخطر من فوز السيد مسعود رجوي.. أصدر أمرا باسقاطه بشتى المبررات الجوفاء وبهذا أرسى حجر الأساس مائلا منذ البداية لتأسيس نظامه الدكتاتوري الديني في إيران كما تشكل اتحاد في الجبهة المعارضة رغم اقصاء مرشحها الوحيد، وتم تسجيل انتصار كبير ضد الملالي في ذاكرة التاريخ .. ومضت أيام بعدهذا على الجبهة المعارضة حيث شهدت خطوباتها وصعوباتها …
وبعد قمع المظاهرات في 20حزيران 1981 والتي شارك فيها 500ألف من مجاهدي خلق ، على يد قوات الحرس وإراقة دماء الأبرياء فيها، دخلت المقاومة الإيرانية مرحلة جديدة حيث وبعد بضعة أسابيع من ارتكاب هذه المجزرة تم إعلان تأسيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من قبل السيد مسعود رجوي. حيث وبعد إعلان هذا المجلس والتحاق التيارات السياسية والوطنية الإيرانية به، لاحت في الأفق السياسي في إيران أول بوادر للبديل الديمقراطي أمام الشعب الإيراني حيث أصبح هذا البديل وفي محوره منظمة مجاهدي خلق الإيرانية أقدم وأمتن وأقوم تحالف سياسي في ساحة المعارضة الإيرانية بكل ما يتطلب من كيانات ومقومات بالذات. حيث وفضلاً على مسؤول المجلس ومسؤولي لجانه الذين يعتبرون حكومة ظل، تم انتخاب السيدة مريم رجوي رئيسة للجمهورية من قبل المجلس في عام 1993 حيث اعتبر هذا الانتخاب من كل الجوانب نقطة انطلاقة لتحولات جديدة لصالح مقاومة الشعب الإيراني، وكان مصدراً للدعم السياسي العالمي فضلاً على الازدهار والتطور في كل هذه المقاومة حيث نرى يومياً المزيد من اتساع نطاق هذاالدعم بالذات.
إن وجود إمرأة صالحة على رأس المقاومة تعتبر قفزة إلى الأمام بوجه نظام الملالي المعادي للمرأة وبنفس الوقت رسالة ضد التطرف ومؤشرا لطبيعة الديمقراطية في هذه المقاومة على المستوى العالمي كما كسب موجة من الدعم العالمي لصالح هذه المقاومة أيضاً ونتيجة هذه المقاومة تم دحر الكثير من المؤامرات الرجعية والاستعمارية واحدة تلو الأخرى لإرائة الأفق المشرق لمستقبل إيران والمواطن الإيراني للعالم، ولو لا هذا المستوى من النشاط والصلاحيات الوطنية المبهرة ، لكان مصير الشعب الإيراني مؤلماً بالذات مثلما شاهد العالم في 2003برأي العين حبك مؤامرات قذرة في فرنسا والعراق ضد هذه المقاومة ونقصد بها الانقلاب الرجعي الاستعماري في أرض فرنسا ضد هذه المقاومة ومتزامناً قصف قواعد جيش التحرير الوطني الذراع المسلح لهذه المقاومة ، مما ترك آثاراً دموية ومؤلمة على هذه المقاومة وبالتالي أفضت هذه المؤامرة الى جبهة رجعية استعمارية استغلها نظام الملالي تماماً من جهة وإراقة الدماء من الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانيه من جهة أخرى.
نعم ، حالياً يستعد الإيرانيون لإقامة اجتماعهم الضخم والمؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية في فرنسا المزمع عقده في الأول من يوليو2017 كما جاء في دعوة هذا الاجتماع:
«إن اجتماعنا في هذه السنة يعكس انتصارات المقاومة وهزائم وأزمات العدو الخانقة ، انتصار إرادة الشعب الإيراني الكبير، الذي عزم منذ إنتفاضة 20حزيران التاريخية للإطاحة بنظام ولاية الفقيه والخلافة الرجعية، من أجل إحلال حكم الشعب والديمقراطية كما جرّعت هذا النظام عدة كؤوس السم لحد الآن من الحرب الإيرانية –العراقية وفي مشاريع صناعة القنبلة النووية وما شابه ذلك لخميني وخامنئي وكشف وهدم استراتيجية تصدير الإرهاب وتدخلات هذا النظام في المنطقة ليدفع ولاية الفقيه والاستبداد الديني في زاوية الحرج والحصار السياسي والاستراتيجي لصالح المقاومة الإيرانية بالذات».
نعم هناك إجماع دولي عام بأن هناك أرضية خصبة في داخل إيران والمنطقة برمتها للإطاحة بهذا النظام حيث المنطقة حبلى بتطورات عظيمة واضحة في محور إيران وعلى وشك الحدوث فيتطلب توحد العمل بين جميع الكيانات السياسية والإقليمية حول المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ورئيستها المنتخبة أكثر من ذي قبل كضرورة ملحة لخلاص الشعب الإيراني من براثن هذا النظام المتطرف الذي أفسح المجال طيلة هذه السنوات للعصابات الإرهابية كداعش والحوثيين وحزب الله والحشد الشعبي والمسميات الأخرى في هذه البقعة من العالم حيث سبب المزيد من التهديدات للعالم بأجمعه.
نعم، ها هي المقاومة الايرانية التي راحت تتحول الى محط أمل ورصيد ثمين لطيف واسع للقوى التي تناضل من أجل الحرية والانسانية والخلاص من مخالب التطرف الاسلامي.