في مرحلة من الزمن عشناها بدأت بنهاية انتهازمكاسب الآخرين مثلما قام بها خميني لتبني نظامه من استغلال إدراج الرياح وختامها القضاء على هذا النظام، نشاهد الآن من أحداث مختلفة تتطلب التركيز عليها ونأخذ دروسها كتجربة رائعة لتغيير هذا النظام الحاكم في إيران.. وأحدث هذه التطورات إقامة المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية في باريس يوم الأول من يوليو/تموز .
طبعاً يقام هذا المؤتمر كل عام من قبل المقاومة الإيرانية بإشعار توقيته مسبقاً حيث شغل النظام الإيراني جميع ماكناته الدبلوماسية وحتى الاقتصادية لعرقلة تشكيل هذا المؤتمر كما نشرت وسائل الإعلام بتوقيع حكومة حسن روحاني صفقة قيمتها حوالي5مليارات دولار مع شركة توتال لكن أقيم هذا المؤتمر وفشل النظام الإيراني فشلا ذريعا في عرقلة هذا الإجتماع الضخم ولم تخضع الحكومة الفرنيسة أمام طلبات نظام الملالي لكونها على إلمام تام بأوضاع هذا النظام البائسة من جهة واعتبار ومكانة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية داخلياً وعالمياً من جهة أخرى مما أسفر عن المزيد من الصراعات داخل النظام الإيراني نتيجة فشله في إخضاع فرنسا لعرقلة مؤتمر باريس.
إن المقاومة الإيرانية تحمل في سجلها تاريخاً مفعماً من المجد والفخر والاعتزاز كما عرضت جانباً منها في هذا المؤتمر أمام أنظار العالم. نعم هناك مقاومة فاخرة نتجت من 4عقود من التحدي والمواجهة في أصعب ظروف ضد دكتاتورية دينية حاكمة على إيران اكتسبت خلالها تجارب قيمة وانجازات مما جعلتها صلبة قوية لا تقهر وتحظى بدعم واسع من الشعب الإيراني والمجتمع العالمي بالذات وها هي نحو الأمام للإطاحة بهذا النظام البائد في المرحلة الأخيرة.
وقد عكس هذا المؤتمر تذمر الشعب الإيراني وكراهيته من هذا النظام وآثار نشاطات قوات المقاومة في كل أرجاء وطننا بوجه الفاشية الدينية الحاكمة في إيران من جهة وأوصل تطلعات وآمال الشعب الإيراني ورئيستها المنتخبة إلى مسامع العالم من جهة أخرى وهي إسقاط هذا النظام واجتاز حدود وسائل الإعلام في العالم وأثبت حقيقة بأنه قد انتهت مرحلة وبدأت مرحلة جديدة .
ان عقد هذا المؤتمر بعد عملية النقل العظيمة والتاريخية لعناصر المقاومة الإيرانية من العراق إلى خارج حدود هذا البلد والاحتفاظ بهيكليته التنظيمي أيضاً وبعد قمة الرياض وتشكيل التحالف الإقليمي والعالمي وبعد مسرحية الانتخابات في هذا النظام وهزيمة الولي الفقية الفادحة حيث عمل كل واحد من هذه الأحداث بمثابة ضربات قوية على هيكلية هذا النظام المتهرئ بالذات سيما بعد تصعيد حراك المقاضاة في إيران حول مجزرة عام 1988 بمبادرة السيدة مريم رجوي بحيث أصبح خلال أيام الانتخابات الرئاسية في كل إيران شعار «لا للجلاد ولا للمحتال» يملأ جميع الشوارع والجدران في كل أرجاء إيران مما حطم عملية هندسة انتخابات خامنئي وأفشلها تماماً .
نعم ، لقد آثبت هذا المؤتمر مدى جذور المقاومة الإيرانية داخل إيران ومكانتها على الصعيد الدولي من ناحية المكانة السياسية عديمة النظير وقاعدتها الاجتماعية والمقتدرة من حيث إقامة هكذا برامج ومدى جديتها في مجال تحدي الملالي وبالأحرى استعداد وتأهب هذه المقاومة لتحرير إيران من كل الجوانب.
لا شك ان ملامح انتصارالمقاومة الإيرانية على ولاية الفقيه مشهودة ، إذ إن تغيير نظام دكتاتوري وتحرير الشعب والوطن يتطلب قيادة صالحة واستراتيجية متناسقة ثورية ومنظومة تشكيلية قوية وقوة رائدة ومحنكة وهذه المجموعة موجودة في الساحة الإيرانية بصورة كاملة ذات أرضية مستعدة لإيجاد هذا التحول الكبير بعد ما أظهرت الظروف الواقعية والفكرية في المجتمع استعدادها كما أيدها الشعب الإيراني مراراً وتكراراً في حركاتهم الاحتجاجية بأحسن ما يمكن وبما آن الظلم والقمع الذي يمارسه هذا النظام قد طال جميع بلدان المنطقة سيما العراق وسوريا ولبنان واليمن، فإن المقاومة الإيرانية وفضلا ً على إيران ، أصبحت محطة آمال شعوب المنطقة حيث ينتظرون إسقاط هذا النظام على يد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية بالذات.
إن هذا النظام متخوف ومذعور من نداء السيدة رجوي في كلمتها في هذا المؤتمر عندما أكدت على ضرورة حدوث 3نقاط في إيران وهي:
أولاً: ضرورة إسقاط نظام ولاية الفقيه .
ثانياً: إسقاط هذا النظام في المنظور.
ثالثاً وأخيراً: حضور بديل ديمقراطي والمقاومة المنتظمة للإطاحة بالاستبداد الديني.
وهذا ما دفع سلطات النظام الإيراني بعد إقامة هذا المؤتمر ، الى ابداء ردود فعل جنونية بحيث كتبوا أكثر من أي وقت آخر في وسائل إعلامهم بأن وقع خطوات المجاهدين يُسمع!.