هناك إمرأة خاضت في عدة منازلات كبرى ضد نظام متطرف متشدق بالإسلام يحكم على إيران،
إنها إمرأة ذات وجه كاريزماتي ليس للإيرانيين فحسب وإنما لجميع أنصارها في الكثير من بلدان المنطقة والعالم حيث تشكل محط آمال لجميع الشخصيات أو التيارات المعارضة للتطرف الإسلامي التي يكون هذا النظام في بؤرته بالذات.
وعندما كانت تلقى الكلمة هذه المرة في المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية كان لها سيماء آخر تتميز عن سابقاته إذ إنها قادت معركة طيلة العام المنصرم في التصدي لنظام الملالي وبالأحرى أتت بانتصارات رائعة جداً في طياتها.
عندما انتخبت في عام1993 كرئيسة للجمهورية بواسطة المقاومة الإيرانية أثارت ضجيج نظام الملالي الجنوني ضدها لكونها كانت إمرأة ، فالمقاومة ترعرعت ونمت بعد انتخاب هذه المرأة الصالحة بالذات لكونها تتحدى تماما ضد هذا النظام المعادي للنساء ، وهناك في إيران ، تتعرض النساء لاضطهاد مضاعف في المجتمع تحت حكم الملالي حيث لا يعترف بأية حقوقهن .
نعم … إسمها مريم رجوي، إنها أعلنت قبل سنوات مشروعاً (بلاتفورم) في 10 فقرات لبناء إيران الغد حيث قوبل بترحاب واسع عند الشعب الإيراني والأوساط الدولية كما يتضمن جميع حقوق المجمتع الإيراني من القوميات والمذاهب والأقليات والنساء والعمال والشباب ومختلف الشرائح في المجتمع الإيراني منها ضمان الحريات وفصل الدين عن الدولة وحقوق النساء والقوميات من أهم فقراته.
إنها كانت المتكلم الأصلي في مؤتمر هذه السنة الذي أقيم يوم 1/يوليو –تموز حيث أكدت في مستهل خطابها الشوق إلى الحرية والتعظيم والإجلال مقابل الشهداء كما ركزت على 3نقاط أساسية من الأحداث خلال العام المنصرم وهي:
« نقل آلاف أعضاء مجاهدي خلق من العراق الى الخارج وإفشال خطة خامنئي للقضاء على حركة المقاومة وإخفاق سياسة المهادنة والمساومة الأمريكية والاوروبية حيال النظام الايراني.
وفشل خامنئي في مسرحية الانتخابات وهزيمة نظام ولاية الفقيه بمجمله».
وفي إشارة إلى تفاقم فعاليات ونشاطات قوات المقاومة في إيران أكدت السيدة رجوي خطاباً لملالي إيران الذين وسبق أن أعلنوا مرات عن انتهاء مجاهدي خلق قائلة : « إعلموا جيدا أن هؤلاء الذين تقولون منذ سنوات قد أكل عليهم الدهر وشرب وانتهوا، فهم موجودون وقادمون وسينزلون على رؤوسكم». جيل من الشباب العاصين الناهضين لمقاضاتكم لارتكابكم مجزرة ضد السجناء السياسيين فنشبوا النار بهيكليتكم بالذات.
إنها ذكرت ونظراً للمرحلة الجديدة والتطورات خلال العام الحالي 3حقائق رئيسية التالية:
«ضرورة الإطاحة بنظام ولاية الفقيه
امكانية إسقاط هذا النظام
وجود بديل ديمقراطي ومقاومة منظمة للإطاحة بهذا النظام الاستبدادي الديني».
ثم تطرقت إلى عراقيل الطريق للإطاحة بهذا النظام وهي تتمحور في عاملين :
اولاً : وجود المدعين للإصلاحات الذين احتلوا 20عاماً من مجموع 38عاماً من حكم الملالي حيث لم يقدموا خدمة إلا لولاية الفقيه بالذات.
ثانياً: اعتماد سياسة الاسترضاء لـ”محبي النفط “ يعني داعمي هذا النظام وبالتالي ضد الشعب والمقاومة الإيرانية حيث أعلنت وبصرامة أكثر من ذي قبل بأن ” الطريق الوحيد والحل الوحيد ، هو الإطاحة بنظام ولاية الفقيه على يد الشعب والمقاومة الإيرانية.
إنها تشير إلى قوة معززة بحركة منظمة موحدة وحضور آلاف من الأعضاء الطلائع كما تحظى بدعم الشعب الإيراني والسجناء السياسيين الصامدين حتى في أصعب ظروف السجون الرهيبة في إيران كما تعتمد على النساء الماجدات والعمال والمتخصصين والشباب المتفانين ومختلف شرائح الشعب الإيراني المنتفضين بشتى الطرق دعماً للمقاومة الإيرانية حفاظا على الاستقلالية والصمود.
نعم ، رغم كون هذه الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران من أخطر أنواع الاستبداد في التاريخ و رغم إنها أسوأ الدكتاتورية ، لكن هناك وفي المقابل السيدة مريم رجوي على رأس مقاومة بكل جدية والتعهد حتى صميم العظم وفي أعلى قمة بالذات. فتخالص هاتين القوتين طيلة 38عاماً مضى مليئ بالوثائق المسجلة في التاريخ التي تعكس تماماً سجل هذه المقاومة الحافلة بالعز والمجد ، المقاومة التي عزمت لتطيح بهذا النظام وتحرير الشعب من مخالب هذا الاخطبوط ليتخلص جميع شعوب المنطقة أيضاً ويستتب الأمن والاستقرار قريباً بإذن الله.
نعم ، هناك قوة التغيير في الساحة وفي أهبة الاستعداد لإحقاق حقوق الشعب وإحلال حكم الشعب في إيران ، نعم إنها قوة طلعت من آتون التجارب والبلايا خاصة طيلة 14عاماً مضى كما عبرت من منعطفات وتموجات الطريق قبل هذه الفترة استلهاماً من قيادتها الحكيمة والمضحية التي لا تبحث عن مصالحها الشخصية وإنما تريد كل المكاسب لشعبه كما ضحت قبل غيرها بكل شيئ من أجل هذا الهدف.
لقد أصبح هذا البديل الديمقراطي باقيا ومحطا لآمال شعوب المنطقة للخلاص من التطرف الإسلامي كما شاهدنا في المؤتمر السنوي الأخير في باريس.
أكدت السيدة رجوي وفي إشارة إلى مفاخر هذه المقاومة في كلمتها قائلة:
« و خلال الأعوام الـ38 الماضية ، كان الملالي في حرب مع العراق لمدة ثماني سنوات. وست سنوات مع
الشعب السوري ومازالوا يواصلون الحرب وكانوا لمدة أكثر من عشر سنوات في مواجهة المجتمع الدولي
بسبب صناعة القنبلة النووية.
ان المقاومة الايرانية تفتخر أنها وقفت أمام الاستبداد الديني في هذه المجالات الثلاثة ورفعت راية السلام
والحرية وراية الدفاع عن الشعب السوري وراية ايران غير نووية».
نعم إنها تبحث عن الاعتراف بالمقاومة الإيرانية وليس إلا . لا تبحث عن المال ولا السلاح وتقول:
« إن الحل لأزمة المنطقة والعصابات مثل داعش يكمن في الإطاحة بهذا النظام بيد الشعب والمقاومة الإيرانية ».
إنها تبحث عن طرد هذا النظام من الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وإعطاء مقاعد إيران للمقاومة الإيرانية ، كما تبحث عن تسمية فيلق الحرس في قائمة المنظمات الإرهابية ومقاضاة خامنئي وسائر رموز النظام الإيراني بسبب انتهاكاتهم لحقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية سيما ارتكاب مجزرة عام1988كما يزداد يوماً بعد يوم عدد الداعمين لهذه المطالب الشرعية سواء في داخل إيران أو خارجها وقريباً سيخضع المجتمع العالمي لهذه المطالب ، لقد ولى عهد الملالي وبالأحرى قد بدأ تقدم المقاومة الإيرانية.
نعم ، إن السيدة رجوي في طليعة جميع تواقي الحرية ، سواء كانوا إيرانيين أو غير إيرانيين وكلها أمل تعتمد على قوة وقابلية شعبها وأنصارها من كل جنسية ودين كانوا.
فلننتفض لنصرتها جميعاً ، فإنها تحمل راية حركة ضد التطرف وبيدها مفتاح فتح الغد.